أسر المعتقلين بسجون الحوثي “لاعيد يمر ولافرحه تتجدد”

يقبل العيد ليفتح “جراحًا لطالما حاول أصحابها نسيانها، لينقلب الفرح حزنًا لدى العائلات التي فقدت أحد أفرادها استشهادًا أو اعتقالًا”، خلال سنوات الانقلاب الحوثي
تعيدنا لتلك الأيام التي كنا نتقاسم معهم مر الحياة وحلوها، بينما تنهمر الدموع ألمًا على غيابهم” كما قال أبو جمال، الذي استشهد ابنه قبل ثلاثة أعوام وهو يدافع عن الجمهورية في مديريه نهم
يقول ” لانعرف طعم العيد وقد فقدنا اعز ما نملك , أولادنا منازلنا الذي دمروها ,والحياه التي كنا نعيش تتشابه أيامنا فلأعيد يمر ولأفرحه تتجدد
أما عيد أم عبد الرحمن، فيقتصر على الدعاء بعودة زوجها بعد 3 أعوام على اعتقاله، كانت تحاول إخفاء دموعها أمام أطفالها “ما ذنب هذين الطفلين حتى لا يجدا أبًا حنونًا أيام العيد، لا فرحة لي حتى أرى زوجي سالمًا”.
وليس المبعدون من المعتقلين بأفضل حالٍ من المعتقلين في داخل السجون، سعيد معتقل سابق يقول “أضحت أيامًا عاديةً كغيرها” بسبب ابتعاده عن أهله بصنعاء مارب، مؤكدًا” انه يحاول استقدامهم الي عنده لكن لازالت أوضاعه المادية لا تسمح، اضافه الي انه يعاني من امراض متعددة بسبب بقاءه في السجن لخمس سنوات.
وأضاف” حتى اسرتي هنالك لا تسمح لهم الطروف الأمنية ومراقبه المليشيات لهم من القدوم لمأرب مرت أعياد ومابيننا غير الهاتف للمعايدة.
هدى ربة منزل أربعينية كانت تحرص على تجهيز حاجيات العيد الكبير لاستحضار أجوائه في منزلها، تقول “كنا نجتمع في بيت والدة زوجي أنا واولادي وزوجات اخوه زوجي لصنع المعمول ليلة العيد وشراء الملابس الجديدة لأبنائنا، مثل كل العائلات لكن مرت الاعيادالسابقه مختلفًا تمامًا، بشكل لم نحسب له حسابًا، إذ اعتقلت المليشيات زوجي في العشر الأخير من رمضان قبل اربعه أعوام، كان ذلك أسوأ عيد في حياتي”.
ولاعتقال زوج هدى قصّته، ترويها لنا بطريقتها، تقول “في ذلك العام، قرر زوجي أن نسافر للسعودية لتأدية العمرة، وعندما كنا نستعد لما كنا في طريقنا لمارب اعتقلوا زوحي، بدون أي تهمه اوسبب فجعونا وفجعوا أيامنا.
سقوطهم عيد
كل السنوات التي مرت والاعياد التي مضت دون اكمال فرحه أهالي المعتقلين
“هناك اتفاق بين الجميع أن فرحة العيد لن تكون مادامت المليشيات الحوثي باقيه والانتهاكات مستمرة وهكذا أجّلنا فرحتنا بكل شيء”، يضيف صهيب “قلت طقوس الأعياد، فتكاد لا تزور منزلًا واحدًا تجد فيه ضيافة أو حلويات العيد المعتادة، وبالطبع لم يكن الأمر حينها عن فقر أو قلة توافر للحلويات بل كان اختيارًا نابعًا من الإحساس بآلام أهالي الشهداء والمعتقلين،ويتابع لان يكمل عيدنا الابسقوطهم
يؤيده بالحديث سامر طالب جامعي بقوله ” تستمر المليشيات في التضيق علي الناس وفرحتهم
حتي الأعياد أصبحت كابوس ثقيلة جدا علي الناس وخاصه اسر المعتقلين فعيد اليمنيين بسقوطهم.
عيد معتقل
وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في مناطق الحوثي ومن بينهم ام قايد صنعاء، تحدثنا “كان عيدي الأول بعيدًا عن بيتي، بدون أهلي، أو إخوتي، وكان العيد الأول لنا دون أن نعرف مكان أخي، حيث اعتقل في نهايات عام 2012، مع كل شهر يمرّ كان أملنا بلقائه أو بقائه على قيد الحياة يتضاءل. تصمت تأثرًا للحظات، وتتابع “أكيد عندنا ثقة برحمة رب العالمين، لكننا واثقون أيضًا بحجم إجرام المليشيات، وهو ما تأكد لاحقًا بخبر استشهاد أخي تحت التعذيب”.
أجبرت المليشيات ام قايد وزوجها على النزوح كآلاف العائلات، واتجهوا إلى خيام النزوح تقول “بثيابنا التي على أجسادنا خرجنا، ولجأنا لبيت أشخاص لا نعرفهم، ، تفصل بيني وبينهم اهلي نقاط الحوثي ، وانا واسرتي في خيام النزوح والخوف أنتظر العيد لينتهي ويمرّ، وأنا أرى أبنائي بخوفهم وحسرتهم ونظراتهم لسواهم من الأطفال، فهل للنازح عيد؟