أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، دخول مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد تمهيدًا لاستعادتها بالكامل من مليشيا الدعم السريع، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات “الدعم السريع” برئاسة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأوضح الجيش أن القوات المسلحة والنظامية الأخرى تتقدم في كل المحاور، وتعمل على “نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة”.
وقال المتحدث باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر في بيان، “تمكنت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرون من تحرير مدينة ود مدني”، وجاء تصريحه بعدما أعلن الجيش السوداني أنه يتقدم “بثبات” في محور مدينة ود مدني.
وقال القائد الميداني الرائد بسام أبو ساطور، في مقطع فيديو نُشر عبر الصفحة الرسمية للجيش على “فيسبوك”: “نحن الآن داخل مدينة ود مدني، وقوات الدعم السريع فرت من المدينة”.
من جانبها، أكدت قوات “درع السودان”، المتحالفة مع الجيش، انسحاب قوات “الدعم السريع” من المدينة، وذلك في بيان مقتضب نُشر على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”.
ونقلت مراسلة الجزيرة نت تصريحات خاصة عن قائد العمل الخاص التابع للجيش السوداني بمحور سنار فتح العليم الشوبلي قوله إن الجيش أحكم السيطرة على مدينة ود مدني، ويجري عمليات تمشيط واسعة للمدينة، في حين فرت قوات الدعم السريع إلى شمال ود مدني باتجاه الحصاحيصا والكاملين.
وأضاف الشوبلي أن تقدم الجيش سيتواصل حتى التحرير الكامل لولاية الجزيرة وتحرير كل السودان، وفق تعبيره.
وشهدت مدن عطبرة وبورتسودان وأم درمان وكوستي وغيرها مظاهرات للمواطنين تعبيرا عن فرحتهم باستعادة مدينة ود مدني.
وكان الجيش أعلن اليوم السبت أنه تمكن من استعادة بلدة ود المهيدي شرق ود مدني، وتقدم وصولا إلى منطقة العربياب القريبة من مدخل ود مدني وسط البلاد بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
كما نشرت “درع السودان” مقطع فيديو يوثق احتفالات الجيش والقوات المتحالفة داخل مدينة ود مدني، حيث ظهر قائدها، أبو عاقلة كيكل، مشاركا في الاحتفالات.
وعمّت أفراح عارمة بعد استعادة الجيش السوداني سيطرته على مدينة “ود مدني”، وذلك في ظل أوضاع كارثية عاشتها المدينة خلال الآونة الأخيرة، بعد خروج المرفق الصحية عن الخدمة.
وحذرت نقابة “أطباء السودان” من الوضع الكارثي الذي تعيشه مدينة “ود مدني”، مشيرة إلى أن جميع المرافق الصحية الحكومية والخاصة في المدينة خارج الخدمة.
ولفتت النقابة إلى أن 22 مستشفى ومركزا علاجيا حكوميا وخاصا بالمدينة توقفت عن تقديم العلاج، بما فيها مستشفى ود مدني التعليمي”، أكبر مستشفى حكومي بالمدينة.
وأشارت إلى أن “عمليات نهب وتخريب واسعة” لمستشفيات المدينة، موضحا أن ذلك يؤدي إلى “انهيار كامل وخطير في المنظومة الصحية”.
وكان رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، توعد مساء الخميس الماضي، بـ”محاسبة كل متخاذل”، عقب إعلان الدعم السريع سيطرته على ود مدني.
وتسبب القتال في مدينة ود مدني الشهر الماضي، بنزوح مئات الآلاف من المواطنين، وسط تصاعد الاشتباكات بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني.
وأبدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، “قلقها إزاء تفاقم أزمة النزوح القسري داخل السودان وإلى الدول المجاورة له”.
وأضافت في بيان لها الخميس، أنه “مع وصول القتال إلى مدينة ود مدني وسط السودان، يضطر مئات الآلاف من الأشخاص للفرار، البعض منهم يفعل ذلك للمرة الثانية خلال بضعة أشهر فقط”.
وفر نحو 300 ألف شخص من ود مدني، جراء اندلاع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما خلق أزمة إنسانية وخيمة، حسب بيان صدر اليوم عن المنظمة الدولية للهجرة.