كتب / د. محمود لملوم
كنت في حالة من الغم والهم بسبب المؤامرة الجديدة على فلسطين، والتي ستجلب المصريين للسيطرة على غـزة وسـلاحها، والأردنيين لتأمين الصهاينـة والمستوطنات، ثم تفرغ السلطة الفلسطينية للتنسـيق الأمني وضرب المقـاومة في الضفة.
وجهز المتآمرون مؤتمرا دوليا سيعقد قريبا على غرار “أوسلو”.
وفي حدود خبراتي المحدودة لم أستطع إيجاد حل لهذه المصيبة الجديدة، وما يجب أن تفعله المقـاومة لوقف هذه المؤامرة، وذلك قبل الدخول في حرب ضروس مع الأردنيين والمصريين حماة الكيان؟!.
فكانت المفاجأة:
اليوم السبت 7 أكتوبر انطلقت جحافل كتـائب المقـاومة من غزة في خطوة جريئـة مباغتة، وغير مسبوقة للسيطرة على 7 مستوطنات من المستوطنات المحيطة بغلاف غزة، وتوسيع رقعة غزة من 365 كم، إلى 1000 كيلو متر مربع حتى كتابة هذا المقال،
وذلك تحت تأمين جوي صاروخي أشغل العدو بنفسه في القدس، والمطارات، وتل أبيب.
وبذلك تفوقت المقاومة بفضل من الله كالعادة على الأعداء بالتالي:
- السرية والكتمان والذي لم يعطي للعدو أي مؤشر على الهجوم.
. - الفشل الاستخباراتي لمخابرات العدو، ومخابرات عملائه في المنطقة.
. - اختيار التاريخ 7 أكتوبر والذي هو يوم النصر على الصهاينة من الجيوش العربية في عام 1973م، وكذلك يوم السبت وهو أجازه اليهود المتدينين.
. - فتح واقتحام كل الجبهات المحيطة بغلاف غزة في وقت واحد.
. - التنسيق المدهش بين المقتحمين جواً، وبراً، وبحرا.
. - استخدام كل وسائل المواصلات الخفيفة المتاحة من سيارات وموتيسكلات وخلافه.
. - ظهور أسلحة جديدة مثل البراشوت والإنزال الجوي.
. - أسر العشرات وقتل المئات من الصهاينة وقد صرحوا بأنهم لم يروا مثل هذا اليوم منذ حرب 1973م.
. - أسر 3 من ضباط مخابرات الاحتلال خلال الهجوم على معبر إيرز وتم السيطرة على وثائق أمنية وأجهزة حواسيب تخص أسماء عملاء من القطاع.
.
والنتيجة حتى الآن:
فرضت المقاومة واقعا جديدا أكثر تعقيدا على المحتل وعملائه، وأجهضت المؤتمر القادم ومخططاته، وأصبحت يدها هي العليا بنصرها، وبما فازت به من أسرى جدد، وتحرير أراضي جديده، ستحيل ليل الاحتلال إلى كابوس دائم حتى تطهر كل فلسطين قريبا من بحرها إلى نهرها.
والله أكبر ولله الحمد.
كتبه
د. محمود لملوم