متابعات/ بلقيس نت
تواجه المحافظات الشرقية لليمن، بما فيها أرخبيل سقطرى، مخاطر تطوَّر الحالة الاعصارية “تيج”، إذْ يشهد الأرخبيل أمطارا غزيرة مصحوبة برياح شديدة، واضطرابات في إنتاج البحر. ووفقاً للتحذيرات الدولية، فإن الحالة الإعصارية “تيج” في طريقها للتطور إلى ريح إعصار استوائي شديد مع تأثيرات محتملة على محافظة المهرة، ومع توقّع حدوث رياح وفيضانات شديدة مع اقتراب الإعصار من سواحل اليمن.
وبالتزامن مع وصول رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، إلى مدينة الغيضة، التابعة لمحافظة المهرة، دعت الحكومة السلطات المحلية في المحافظات الشرقية إلى رفع الجاهزية، وتفعيل التنسيق مع المنظمات الأممية والدولية، وشركاء العمل الإنساني للاستعداد لأي طارئ محتمل؛ جراء الإعصار المداري. – ثاني أقوى إعصاريقول المتحدث باسم قطاع الأرصاد الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، المهندس رشيد عبدالرب العريقي: “نحن في اليمن لدينا تقسيمات غير تقسيم الدرجات للأعاصير، نحن معتمدون للتدرج وفق ما التزمنا به محليا وإقليميا ودوليا، لكن الحالة المدارية، التي نشأت في جنوب وغرب البحر العربي، تعمَّقت بشكل كبير جدا، حتى أصبحت، صباح يومنا هذا الأحد (أمس)، عاصفة إعصارية عاتية”. وأضاف: “العاصفة الإعصارية من حيث الشدة تعد ثاني أقوى إعصار تأتي بعدها فقط عاصفة ما فوق العاتية”.
وتابع: “مركز الأرصاد الجوية يتابع بهمة عالية تطور هذه الحالة، منذ يوم الثلاثاء، حيث عرضت سبع نشرات جوية خاصة تنبيهية وتحذيرية وإنذارية، وصباح يومنا هذا (أمس) وصلت إلى حد الطارئة، والتحذريرات الطارئة تعتبر أعلى الحالات التحذيرية”. وأردف: “تم ذلك في أرخبيل سقطرى، وكان عبر جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، كما أرسلت رسائل sms قصيرة عبر شركات الاتصالات في المحافظات المتأثرة، خاصة أرخبيل سقطرى يوم الجمعة”.
وزاد: “كانت هذه الرسائل التنبيهية، يوم السبت، في محافظة المهرة، التي لم يصلها الإعصار بعد، وهذه العاصفة العاتية الآن تبعد حوالي 310 كيلو مترات جنوب شرق الغيضة، وقد كان له تأثير كبير على أرخبيل سقطرى، حيث حصلت أمطار غزيرة ورياح شديدة وقوية”. وقال: “البحر أيضا تمدد حوالي 8 أمتار على أرخبيل سقطرى، ومركز الإعصار الآن هو في شرق خليج عدن، ويبعد 105 كيلو مترات شمال سقطرى، لذلك نحن الآن مقبلون على سوء أحوال جوية كبيرة على السواحل الشرقية والغربية، خلال ال48 ساعه القادمة”.
وأضاف: “نناشد الجهات المعنية التدخل رغم وجود تدخل جزئي من الجهات الرسمية في سقطرى وحضرموت والمهرة”. وتابع: “يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة كما يتم في بقية الدول والدول المجاورة، حيث يتم توفير ملاجئ آمنة، متوفر فيها الماء والكهرباء ووسائل الاتصالات، وكل الاحتياجات”. وأردف: “للأسف، لم يتم توفير الخدمات للمتضررين، فقد لاحظنا في 14 أكتوبر عام 2018 عندما ضرب المهرة إعصار شديد، لم يتم فعل ما كان يجب فعله، ولا زلنا نعيش أوضاعا متكررة من الكوارث، ولم نلاحظ تحركا جديا من الجهات المعنية في كل مرة”.
وزاد: “وصول الإعصار المداري إلى هذه الشدة يدل على أن هناك ستكون أضرار كبيرة في البنية التحتية، وأيضا -لا سمح الله- سيؤدي إلى وقوع وفيات، وذلك لأنه مهما كانت هناك تحذيرات وتنبيهات بأن استجابة الجهات المعنية غير موجودة بالشكل المطلوب”. – إعصار مدمِّريقول الصحفي عبدالجبار الجريري: “من خلال نشرات مراكز الأرصاد يتبين أن الحالة الإعصارية (تيج) تحولت إلى إعصار استوائي من الدرجة الثالثة، وهذا خطير للغاية، وربما يتطور لاحقا للدرجة الرابعة المدمِّرة”. وأضاف: “بطبيعة الحال، سواء كان من الدرجة الثالثة أو الرابعة فإنه -بلا شك- سيخلف أضرارا كبيرة للغاية؛ لأنه مصحوب بامطار غزيرة ورياح شديدة، وتأثيره المباشر سيطول البنية التحتية، كالكهرباء والمياه والطرقات والاتصالات، وما إلى ذلك”. وتابع: “قد يصاحب الإعصار فيضانات بسبب الأمطار، ونتيجة لذلك قد تتسبب هذه الأمطار والفيضانات بغرق كثير من منازل المدنيين في سقطرى والمهرة والمناطق الشرقية وحضرموت، خاصة تلك المناطق الواقعة في مجاري السيول”.
وأردف: “يجب الانتباه إلى أن هناك حالة من الامتعاض والاستياء في نفوس المواطنين في حضرموت، وحتى في المهرة، بسبب عدم قيام السلطات في محافظتي حضرموت والمهرة بتنظيف مجاري السيول، ويجب التنبه إلى وجود العديد من مجاري السيول المغلقة، منذ سنوات، في هاتين المحافظتين”. وزاد: “انغلاق مجاري السيول قد يتسبب بتضرر الأماكن المجاورة لها، ينبغي من السلطات المحلية إزالة أشجار السيسبان التي تغلق مجاري السيول في هذه الساعات القليلة المتبقية؛ لتفادي أضرار السيول، التي قد تؤدي إلى مأساة كبيرة”. وقال: “إلى هذه اللحظات، السلطة المحلية في محافظة حضرموت لم تقم بأي إجراء ميداني لمواجهة الإعصار في المديريات الشرقية كمديرية الريدة وقصيعر ومديرية الدريف الشرقي، التي ستكونان الأكثر تأثرا وتضررا مقارنة ببقية المناطق”.
– إعصارات متكررة
يقول الباحث والناشط الحقوقي أمير السقطري: “كون سقطرى منطقة بحرية تتكرر فيها الحالات المدارية، التي تمر عليها، والإعصار تلو الإعصار، وعدم إعادة ترميم الطرقات، وإعادتها إلى حيويّتها، ثم يأتي بعد ذلك إعصار ليفتت ما بقي من هذه الطرقات، التي هي شرايين الجزيرة للتواصل بين المناطق في سقطرى”. وأضاف: “الحالات المدارية أو الإعصار، الذي ضرب سقطرى، تأثرت سقطرى برياحها وأمطارها الغزيرة، حيث سالت أودية كثيرة، وانقطعت بعض الطرق، التي تربط المناطق ببعضها، ومركز المدينة المنقطعة عن المناطق الشرقية والغربية”
. وتابع: “هناك مشكلة الآن؛ وهي عدم وجود الأخبار عن بعض تلك المناطق، التي انقطعت فيها شبكة الاتصال، مما أدى إلى خروجها عن وضعها المعتاد”. وأردف: “حاولنا التواصل مع الأهالي هناك في سقطرى، ولكن هناك ضعف شديد في الشبكة، وحسب ما وردنا الآن من حديبو أن الأوضاع مستقرة نسبيا، والحمد لله، مع وجود الإعصار حاليا في حديبو نفسها إلا أن الشبكة الآن لا زالت متاحة هناك، أما الأماكن المتضررة بشكل أكبر هي المناطق التي تقع حول حديبو”.