قوات الانتقالي تغلق طريق تعز–لحج وتمنع مئات المسافرين من دخول عدن

قالت منظمة “صحفيات بلا قيود” إن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج أغلقت، الاثنين، الطريق الرابط بين تعز ولحج، ومنعت مئات المسافرين – بينهم نساء وأطفال – من الوصول إلى مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة.

ووفق بيان صادر عن المنظمة، استند إلى شهادات ميدانية وثّقها فريقها الحقوقي، فإن نقاطًا أمنية للانتقالي متمركزة في منطقة الفرشة بمديرية طور الباحة أوقفت حركة المركبات القادمة من المحافظات الشمالية، وأجبرت المسافرين على العودة قسرًا، دون تقديم أي مبررات قانونية.

ووصفت المنظمة هذه الإجراءات بأنها تعسفية وتمييزية، مؤكدة أنها تسببت في معاناة إنسانية كبيرة وتعطيل المدنيين لساعات طويلة، وأن المنع تم على أساس جغرافي ومناطقي، وهو ما اعتبرته شكلاً من التمييز العنصري المحظور بموجب القانون الدولي.

وأشار البيان إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن نمط متكرر من الانتهاكات على النقاط الأمنية والمنافذ البرية خلال السنوات الماضية، كان آخرها في أبريل 2025 حين مُنع عشرات المسافرين من دخول عدن وأُعيدوا قسرًا من محافظتي تعز وإب.

وأضافت المنظمة أن هذه الممارسات قد ترقى إلى جريمة اضطهاد وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكونها جزءًا من سياسة واسعة تستهدف فئات محددة وتحرمها من حقوقها الأساسية، بما في ذلك الحق في التنقل.

وحذرت “صحفيات بلا قيود” من أن استمرار هذه السياسات يعمّق الانقسام المجتمعي ويهدد السلم الاجتماعي، محملة المجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة عن أي أضرار أو انتهاكات لاحقة.

ودعت المنظمة إلى فتح الطريق فورًا وضمان حرية تنقل المدنيين دون تمييز، وإجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحوادث السابقة، ومحاسبة المتورطين، والتزام قوات الانتقالي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وتطرقت المنظمة أيضًا إلى انتهاكات أخرى موثقة في مناطق سيطرة الانتقالي، بينها فرض حصار عسكري على مناطق مأهولة في حضرموت ضمن نطاق قبائل الحموم، إضافة إلى مداهمات لمنازل مدنيين واعتقالات تعسفية وإخفاء قسري، ظهرت في مقاطع فيديو حصلت عليها وسائل إعلام محلية، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا لحرية الرأي والتعبير ومبدأ عدم التمييز.