ترجماتثقافة وفكر
أخر الأخبار

“معنى أن ندرك” مختارات مترجمة في الفن وعلم النفس والاجتماع

يأتي كتاب “معنى أن ندرك” الذي ترجمه الكاتب الصحافي والمترجم موفق ملكاوي وقدم له الدكتور أحمد ماضي ليكون ترجمة لعدد من المقالات في الفن وعلم النفس والاجتماع التي يعد مؤلفوها أعلاما في مجالاتهم.

ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 188 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 15 مقالا مختارة باهتمام شديد، وهي: “كريستين سيبنوفيتش: المساواة دون مساومة”، “كريستا ك. توماسون: العار والفشل الأخلاقي: هل ثمة ارتباط؟”، “باول بلوم: إغواء الرفاهية: لماذا يمتلك معظم الناس أشياء لا يحتاجونها؟”، “ماري لوندورف: الأمر معقّد: لماذا يستغرق بعض الحزن وقتا أطول للشفاء؟”، “جوناثان ويبر: التحدي الوجودي للصور النمطية”، “كاثرين م. كاميرون: الثقافة الأسيرة: تأثيرات الأسرى في مجتمعات آسريهم”، “ديفيد باثر وودز: شبه الرضا، جين بيجينبورج وساندر فيرهايج: المرأة التحليلية”، “إيلين وينر: علم النفس التجريبي ونقاشات فلسفية حول الفن ومعناه”.

كما تضمن الكتاب ترجمة مقالات لكل من كالفيرت جونز وسيليا باريس: “كيف يمكن لروايات الديستوبيا التحريض على التطرف في العالم الحقيقي؟”، “تيس ويلكنسون ريان: لا تدعهم يخدعونك”، “هنري مارتن لويد: لماذا لم يكن عصر التنوير هو عصر العقل؟”، “إليزابيث سيتو: متى سأكونني؟ البحث عن الأصالة في الذات عبر سنوات العمر”، “جيمس كامين ماكجيجان: معنى خارج عن التعريف”، و”قاسم قسّام: الرذائل الفكرية: لماذا يؤمن بعض الأشخاص بنظرية المؤامرة؟”.

ويلخّص الدكتور أحمد ماضي في المقدمة مضامين المقالات المترجمة، فيقول عن أحد المقالات المختارة “العار والفشل الأخلاقي: هل ثمة ارتباط؟”، “تسلط كريستا ك. توماسون الضوء على شاعرة أصيبت بالسرطان، ما أدّى إلى تشوُّه وجهها. وتروي الشاعرة في مذكراتها كيف أنها تشعر بالعار من وجهها. ومذكراتها تساعد في إلقاء الضوء على التعقيد المذهل لهذه العاطفة؛ عاطفة العار”.

كما يقول في المقدمة كذلك عن مقال “الأمر معقد: لماذا يستغرق بعض الحزن وقتا أطول للشفاء؟”، “تذهب ماري لوندورف إلى أن فقد عزيز يؤدي إلى مجموعة من ردود الفعل النفسية والاجتماعية. لا ريب في ذلك، ولكن هذه الردود تلحظ عند أقرب الناس إلى الفقيد، وعند المتأثرة حياتهم جراء فقده/ها”.

ويضيف “تخلص الباحثة، وهي طالبة دكتوراة واعدة، إلى أن القول المأثور ‘الوقت يداوي كل الجروح’ صحيح جزئيا، وترى أنه لا مناص من مراجعة الطبيب للمزيد من الدعم، لأن الوقت لا يشفي كل أنواع الحزن. وفي اعتقادي أن عالم النفس التحليلي يمكن أن يضطلع بدور مهم في مثل هذه الحالات”.

ومن ترجمة مقال “المساواة دون مساومة”، والذي يدعو إلى الحفاظ على القيم والمثل العليا وإدراك أن المساواة بين البشر مطلب إنساني، يقول موفق ملكاوي “تتمتَّع المثل العليا للمساواة بجاذبية واسعة، فمعظم الناس في المجتمعات الديمقراطية الليبرالية يزعمون تأييدهم مبدأ وجوب المساواة أمام القانون، وأن يعامل الناس باحترام متساو، حتى المدافعين عن السوق الحرة غالبا ما يطرحون قضيتهم من حيث حقوق الملكية المتساوية، ومع ذلك فإننا نعيش في عالم تتسع فيه الفجوة بين من يملكون ومن لا يملكون، وتتزايد فيه العنصرية والتمييز، وحتى الحقوق الديمقراطية والقانونية الأساسية معرضة للخطر”.

“المساواة دون مساومة” مقال يدعو إلى الحفاظ على القيم والمثل العليا وإدراك أن المساواة بين البشر مطلب إنساني

وفي ترجمة مقال “إغواء الرفاهية: لماذا يمتلك معظم الناس أشياء لا يحتاجونها؟”، والذي يلخص فكرة اقتناء بعض الأشياء لمجرد التفاخر بامتلاكها، يقول موفق ملكاوي “لماذا يلجأ شخص إلى إنفاق آلاف الدولارات لشراء حقيبة يد ماركة ‘برادا’، أو بدلة ‘آرماني’ أو ساعة ‘روليكس’؟ إذا كنت حقا تريد معرفة الوقت، اشتر ساعة ‘تايمكس’ الرخيصة، أو ببساطة انظر إلى هاتفك الشخصي، وتبرع بالمال الذي كنت ستصرفه إلى منظمة ‘أكسفام’. إن سلوكيات معينة للمستهلك تبدو غير منطقية وتبذيرية، وحتى شريرة. ما الذي يدفع الناس إلى امتلاك أكثر بكثير مما يحتاجون؟”.

ويقول ملكاوي في ترجمته لمقال “كيف يمكن لروايات الديستوبيا التحريض على التطرف في العالم الحقيقي؟”، والذي يركز على الجانب السياسي لأدب الديستوبيا، “يستمر أدب الديستوبيا في تقديم عدسة قوية يرى الناس أخلاقيات السياسة والسلطة من خلالها. قد يكون لهذه الروايات تأثير إيجابي في إبقاء الناس متيقظين لاحتمالات عدم العدالة بسياقات عديدة، كتغيُّر المناخ والذكاء الاصطناعي وتصاعد الاستبداد في جميع أنحاء العالم”.

ويستدرك “لكن انتشار روايات الديستوبيا قد يشجع، كذلك، وجهات النظر المتطرفة التي تلجأ إلى تبسيط الحقائق وتعقيد الخلاف السياسي. لذلك، ففي حين أن جنون استبداد الديستوبيا قد يغذي دور المجتمع ‘الرقيب’ في محاسبة السلطة، فإنه يمكن، كذلك، أن يودي بالبعض إلى الخطاب، وحتى الفعل السياسي العنيف، بعكس النقاش المدني القائم على الحقائق والمرونة اللازمة لازدهار الديمقراطية”.

إنها مجموعة من المقالات التي تعالج قضايا لباحثين وكتاب بارزين في مجالاتهم، وعلى رأس تلك المجالات يأتي تاريخ الفنون وعلم الجمال وعلم النفس التحليلي والتجريبي.

العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى