شهد الجامع الأموي الكبير في العاصمة السورية دمشق، بعد صلاة الجمعة اليوم، تدافعاً بين مشاركين في فعالية نُظّمت في نطاقه، الأمر الذي أسفر عن سقوط أربع وفيات و16 إصابة بجروح، بحسب ما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) مساء اليوم عن مدير صحة دمشق.
وكانت الحصيلة الأولية لحادثة التدافع هذه قد أشارت إلى وفاة ثلاث نساء وإصابة خمسة أطفال، بحسب ما أكد محافظ دمشق وكذلك مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) التي بيّنت أنّ تدافع الحشود في المسجد الأموي أسفر عن وفاة ثلاث نساء وإصابة خمسة أطفال بجروح ورضوض، بالإضافة إلى حالات إغماء.
أضافت “الخوذ البيضاء” أنّ فرقها استجابت للحادثة إلى جانب فرق إنقاذ أخرى، وقد انتشلت جثة امرأة من داخل المسجد ونقلت طفلة إلى المستشفى.
وكان محافظ دمشق ماهر مروان قد أفاد الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، بعد ظهر اليوم الجمعة، بأنّ “حادثة مؤسفة وقعت اليوم في المسجد الأموي الكبير، نتيجة تدافع أثناء إحدى الفعاليات المدنية المقامة في المسجد ومحيطه”، مضيفاً “نحن نتابع مع وزارة الداخلية مجريات التحقيق للوقوف على تفاصيل الحادثة وأسبابها، وسنتّخذ كلّ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن وقوعها”.
وتابع مروان: “نتحمّل كامل المسؤولية عمّا حدث في الجامع الأموي، ونعمل على اتّخاذ تدابير عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في الأماكن العامة مستقبلاً”.
وأكمل: “نتقدّم بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، ونتمنّى الشفاء العاجل لجميع المصابين، ونؤكد أنّ هذه الحادثة لن تمرّ من دون محاسبة المقصّرين”.
وأشارت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إلى أنّ سبب الفوضى يعود إلى وليمة أقامها الشيف أبو عمر أمام المسجد، من دون تنسيق مسبق مع الجهات الأمنية، الأمر الذي أدّى إلى ازدحام شديد في الجامع الأموي وفوضى عارمة.
وتسبّب التدافع في حالات اختناق، في حين تدخّل جهاز الأمن العام لتفريق الجموع، لتأمين وصول فرق الإسعاف وإنقاذ المصابين في هذا التدافع.
في سياق متصل، يقول المواطن السوري سعد الشامي لـ”العربي الجديد” إنّ “ما حدث اليوم في الجامع الأموي مأساة حقيقية لا يمكن السكوت عنها”، متسائلاً: “كيف يمكن إقامة فعالية بهذا الحجم من دون أيّ تنسيق أمني؟”.
يضيف أنّ “الجامع الأموي ليس مجرّد مكان عادي، بل هو رمز ديني وتاريخي، ولا بدّ من توفّر مسؤولية واحترام تجاهه”. ويوضح الشامي أنّ “هذه الفوضى كلّفتنا أرواحاً بريئة، وكان بالإمكان تجنّب ذلك لو كان ثمّة تنظيم وإدارة واضحَين”.
ويتابع الشامي تصريحه لـ”العربي الجديد” مشدّداً: “نطالب باتّخاذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”.
ويلفت إلى أنّ “ما زاد في احتشاد الناس سريان شائعة بأنّ رئيس الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع سوف يزور الجامع الأموي اليوم”.