عاد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني اللواء سلطان العرادة، الخميس، إلى محافظة مأرب قادماً من العاصمة السعودية الرياض بعد غياب استمر عدة أشهر، في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعاداً سياسية وعسكرية بالغة الأهمية.
تأتي هذه العودة في توقيت حساس، عقب التطورات المتسارعة التي شهدتها محافظات حضرموت والمهرة، حيث أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته الكاملة عليهما ضمن عملية أطلق عليها اسم “المستقبل الواعد”.
كان في استقبال العرادة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز إلى جانب قيادات عسكرية وأمنية ووكلاء المحافظة، وهو ما يعكس الطابع الرسمي والاستراتيجي لهذه العودة.
مأرب تُعد مركز ثقل الحكومة الشرعية وآخر معاقلها الرئيسة في مواجهة الحوثيين، كما أن موقعها الجغرافي يجعلها قريبة من المحافظات الشرقية التي شهدت تحولات ميدانية مفاجئة مؤخراً، الأمر الذي يضاعف من أهمية وصول العرادة إليها في هذا التوقيت.
عودة العرادة جاءت بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على انقلاب المجلس الانتقالي على اتفاق رعته السعودية في حضرموت، وهو ما اعتُبر تحركاً استراتيجياً لإعادة ترتيب موازين النفوذ بدعم سعودي. هذه الخطوة تحمل إشارات واضحة إلى استعدادات لمرحلة جديدة، سواء على مستوى المواجهة العسكرية أو إعادة التموضع السياسي بين مكونات المجلس الرئاسي.
في السياق العام، أحدثت سيطرة المجلس الانتقالي على مواقع ومعسكرات حكومية ومنشآت نفطية في حضرموت والمهرة تحولاً كبيراً في المشهد اليمني، وأثارت مخاوف من إعادة رسم خريطة النفوذ بين القوى المتصارعة.
في ظل هذه التطورات، يُنظر إلى عودة العرادة إلى مأرب كخطوة لتعزيز موقع الشرعية في أهم معاقلها، وإعادة تنظيم الصفوف لمواجهة التحديات المتزايدة شمالاً وجنوباً، بما يعكس بداية مرحلة أكثر تعقيداً في مسار الصراع اليمني
