إسبانيا تحظر مرور السفن والطائرات المتوجهة إلى إسرائيل عبر موانئها وأجوائها

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الاثنين، أن بلاده قررت فرض عقوبات من 9 مواد على إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة مضيفًا بإن حكومته ستزيد الضغط على إسرائيل بمنع السفن والطائرات المتجهة إليها والتي تحمل أسلحة من الرسو في الموانئ الإسبانية أو دخول المجال الجوي الإسباني.

جاء ذلك في تصريح للصحافيين، في مبنى رئاسة الوزراء الإسبانية في العاصمة مدريد.

وقال سانشيز: “ما تفعله إسرائيل في غزة ليس دفاعاً، بل تدميراً لشعب أعزل. ونحن في إسبانيا لا يمكننا وقف هجمات إسرائيل بمفردنا. لا نملك قنابل ذرية، ولا حاملات طائرات، ولا حقول نفط ضخمة، لكن هذا لا يعني أننا سنتوقف عن محاولة إيقاف إسرائيل”.

وأوضح أن هجمات إسرائيل على غزة والضفة الغربية خلال العامين الماضيين، أسفرت عن مقتل أكثر من 63 ألف شخص، وإصابة أكثر من 15 ألفا و900 آخرين، وتجويع 250 ألف شخص، ونزوح ما يقرب من مليوني شخص، نصفهم من القاصرين، بحسب معطيات الأمم المتحدة.

وأكد أن إسبانيا بذلت جهوداً خلال العامين الماضيين لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار من خلال المساعدات الإنسانية والخطوات السياسية والقانونية.

وتابع قائلاً: “إسبانيا اتخذت 9 إجراءات إضافية، سارية المفعول فوراً، لوقف الإبادة الجماعية في غزة ودعم الشعب الفلسطيني”.

وصرح سانشيز بأن أولى العقوبات التسع التي ستُفرض على إسرائيل ستكون حظراً على الأسلحة.

وأردف: “ستكون هناك موافقة عاجلة على مرسوم ملكي يُعزز قانونياً حظر الأسلحة المفروض على إسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وسيحظر هذا المرسوم الملكي قانونياً وبشكل دائم شراء وبيع الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى إسرائيل”.

كما أعلن سانشيز منع السفن التي تحمل وقوداً للقوات المسلحة الإسرائيلية من الرسو في الموانئ الإسبانية، ومنع جميع الطائرات التي تحمل معدات دفاعية إلى إسرائيل من استخدام المجال الجوي الإسباني.

واستطرد: “سيتم أيضاً منع جميع المتورطين بشكل مباشر في الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في قطاع غزة من دخول إسبانيا”.

وقال سانشيز في كلمة بثها التلفزيون المحلي “نأمل أن تُشكل هذه الإجراءات مزيداً من الضغط على رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته لتخفيف بعض المعاناة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني”.

وستمنع إسبانيا أيضاً أي شخص يشارك بشكل مباشر في “الإبادة الجماعية” من دخول البلاد.

ويعد سانشيز أول زعيم أوروبي رفيع، يتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، وأعرب عن ارتياحه لخطوات بعض الدول الأوروبية الأخرى في الاعتراف بدولة فلسطين، لكنه أقر بأن استجابة أوروبا كانت ضعيفة.

وتشمل العقوبات الأخرى، حظر استيراد المنتجات القادمة من الأراضي الفلسطينية التي اغتصبها الإسرائيليون، وتقييد الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين الإسبان المقيمين في تلك الأراضي، وتعزيز التعاون مع دولة فلسطين، وزيادة عدد الموظفين في بعثة المساعدات التابعة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح، وزيادة المساهمة المقدمة للأونروا بمقدار 10 ملايين يورو، ورفع حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة ليصل إلى 150 مليون يورو.

ومن المنتظر أن تتم الموافقة على العقوبات التي أعلنها سانشيز ضد إسرائيل في اجتماع الحكومة غداً الثلاثاء، وتدخل حيز التنفيذ على الفور.

وبعد ذلك، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إسبانيا بمعاداة السامية.

وفي معرض رده على سانشيز، قال ساعر على منصة “إكس” إن “محاولة إدارة سانشيز الفاسدة لصرف الانتباه عن فضائح فساد جسيمة من خلال حملة مستمرة معادية لإسرائيل ومعادية للسامية أمر واضح للجميع”.

وأضاف أنه سيتم حظر نائبة رئيس وزراء إسبانيا وزيرة العمل يولاندا دياز من دخول إسرائيل، وأن إسرائيل “لن تقيم أي اتصال معها”.

وفي مقال رأي بصحيفة “الجارديان” انتقد سانشيز ازدواجية المعايير في تعامل أوروبا والغرب مع الحربين في أوكرانيا وغزة، مشيراً إلى أنها تهدد بتقويض مكانتهما على الساحة الدولية، واصفاً الاستجابة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه من “أحلك الفصول في العلاقات الدولية خلال القرن الـ21”.

وقال: “إنه فشل، بالتأكيد، كما أن الواقع يوضح أن دول الاتحاد الأوروبي منقسمة بشأن كيفية التأثير على إسرائيل، لكن برأيي، هذا غير مقبول، ولا يمكن أن يستمر إذا أردنا تعزيز مصداقيتنا في أزمات أخرى، مثل الأزمة التي نواجها في أوكرانيا”.

وأضاف: “جذور هاتين الحربين مختلفة تماماً، لكن في نهاية المطاف ينظر العالم إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك إلى المجتمع الغربي، متسائلاً: لماذا تعتمدون معايير مزدوجة في ما يخص أوكرانيا وغزة؟”.

وقال في هذا الصدد: “ما نشهده الآن في غزة ربما يكون أحد أحلك الفصول في العلاقات الدولية بالقرن الـ21. وفي هذا السياق، ما أود التأكيد عليه هو إن إسبانيا كانت صوتاً مرتفعاً داخل الاتحاد الأوروبي وأيضاً ضمن المجتمع الدولي. وداخل الاتحاد الأوروبي، دعونا إلى تعليق الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه بإسرائيل”.

Exit mobile version