إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في عملية إنزال بحري على لبنان

اختطفت قوات إسرائيلية خاصة “كوماندوز” مكونة من 25 جنديًا بين بحارة وغواصين، فجر اليوم السبت، مواطناً لبنانياً عبر عملية إنزال بحري على شاطئ البترون شمالي لبنان، على بعد 140 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية

وأفادت تقارير إعلامية لبنانية، السبت، بتنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية إنزال في منطقة البترون الساحلية شمالي لبنان استهدفت “عماد أمهز”، في حين تداولت منصات مقطعا مصورا قالت إنه يوثق الحادثة.

وظهر في مقطع الفيديو، الذي يبدو أن كاميرا مراقبة صورته، مجموعة من المسلحين يرتدون زياً عسكرياً يقتادون شخصاً معصوب العينين.

وقال مسؤول إسرائيلي إن قوات البحرية الإسرائيلية نفذت عملية في شمال لبنان قامت خلالها باختطاف “مسؤول كبير” في جماعة “حزب الله”.

وأوضح المسؤول لموقع “أكسيوس” الأميركي أن “العملية الإسرائيلية التي استهدفت أمهز هدفها التحقيق معه من أجل الحصول على معلومات استخباراتية تتعلق بالعمليات البحرية لحزب الله”.

وتناولت وسائل إعلامية أخباراً متفرقة وفيها أن هذه القوة الخاصة هي إسرائيلية وانتقلت من الشاطئ إلى البر في البترون وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى منزل صغير أو شاليه في المنطقة، حيث اختطفت شخصاً لبنانياً كان موجوداً بمفرده، قبل أن تقتاده إلى الشاطئ، وتغادر بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر.

كذلك أفادت مواقع إلكترونية لبنانية وعربية بأن العملية نفذتها قوة خاصة إسرائيلية تطلق عليها تسمية “شيطت 13″، فيما رجحت أن تكون العملية قد جرت بتنسيق ما مع البحرية الألمانية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الدولية في “يونيفيل”، ضمن تلك التي توجد في المياه الإقليمية.

نائبة الناطق الرسمي باسم الـ “يونيفيل” علقت على حادثة البترون والادعاءات ضد قوة البعثة البحرية وقالت إن قوات حفظ السلام الدائمة في لبنان ليس لها علاقة في تسهيل أي عملية إختطاف أو أي انتهاك آخر للسيادة اللبنانية.

أما قناة “الحدث” فكشفت عن أن عملية الإنزال البحري في البترون استهدفت مسؤول “حزب الله” عماد أمهز، فيما لم يعلق الحزب بعد على هذه الأنباء.

ونقل باراك رافيد، مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن البحرية الإسرائيلية اعتقلت عضواً كبيراً في القوة البحرية لـ”حزب الله” يدعى عماد أمهز في عملية الإنزال.

وأكدت مصادر عسكرية أن أمهز كان يخضع في البترون لدورة قبطان مدّتها شهر ضمن معهد البحار وهو مؤسسة خاصة غير تابعة لجهاز أمني لبناني، وأنه كان يقيم لوحده في شقة استأجرها في البترون فيما تشير المعلومات الأولية إلى أنه ينتمي إلى “حزب الله”.

وأكد وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، لوسائل إعلام محلية، صحة الفيديو، وقال إن “المختطف قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية، ويتلقى تعليمه في معهد مدني، وليس تابعاً للجيش اللبناني، والأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيقات اللازمة”.

كما أكد حمية أنه “لم يصدر عنا أي تعليق أو بيان على ما تم تداوله عن إنزال في البترون، والأمر متروك للأجهزة الأمنية والجهات المختصة”، لافتاً إلى أن “القضية باتت محور متابعة من الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية”.

وكشف في حديث إعلامي أن المختطف هو قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية ويتلقى تعليمه في معهد مدني أي أنه غير تابع لأي جهاز أمني لبناني. وأكد الوزير أن ما ورد في الفيديو المتداول صحيح كما أن الأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيقات اللازمة.

وأضاف: “البحر مراقب ونحن بانتظار نتيجة التحقيقات، وبالطبع وزارتا الخارجية والدفاع والحكومة اللبنانية ستتواصل مع اليونيفيل ومعرفة ما إذا جرت العملية بالتنسيق معهم”، معلناً أنه تواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأخطره بالموضوع.

وذكرت تقارير أن نحو 30 مسلحاً نفذوا العملية على بعد 140 كيلومتراً من حدود إسرائيل، التي تناولت وأبرزت وسائل إعلامها هذه الواقعة دون تعقيب رسمي.

وتداول مستخدمون عبر منصة “إكس” مجموعة من الوثائق المنسوبة للبناني المختطف عماد فاضل أمهز، مثل صورة جواز سفره وبطاقة تحمل بياناته الشخصية.

وتشير الوثائق إلى أنه من مواليد 12 أكتوبر 1986، ويبلغ طوله 171 سنتيمتراً، بعيون بنية وشعر أسود.

تعيد إلى الأذهان هذه الأنباء عن إنزال عسكري إسرائيلي في لبنان حوادث سابقة مماثلة شهدتها البلاد خلال القرن الماضي، لعل أبرزها ما يعرف بـ”عملية فردان” في أبريل (نيسان) عام 1973، حين نفذت قوة خاصة إسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء السابق إيهود باراك إنزالاً على الشواطئ اللبنانية ومنه انتقلت لمنطقة فردان في العاصمة بيروت، حيث قتلت ثلاثة قيادات فلسطينية في لبنان، وهي كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار.

أما القيادي في حركة “أمل”، حليفة “حزب الله”، مصطفى الديراني، فقد نفذت إسرائيل عملية إنزال خاصة لاختطافه من منطقة البقاع عام 1994، في محاولة منها للوصول إلى معلومات عن مساعد طيار إسرائيلي اختطف في لبنان يدعى رون أراد.

Exit mobile version