الأخبار
أخر الأخبار

إسرائيل تغتال رائد سعد “الرجل الثاني” في كتائب القسام

شهد قطاع غزة، اليوم السبت، تصعيداً خطيراً باغتيال القيادي البارز في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رائد سعد، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها غرب مدينة غزة على طريق الرشيد.

وقد أكد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) العملية، مشيراً إلى أن سعد يُعد “الرجل الثاني” في قيادة الحركة داخل القطاع بعد عز الدين الحداد.

هذه العملية أسفرت عن مقتل سعد وعدد من مرافقيه، حيث تحدثت مصادر عن سقوط أربعة فلسطينيين في القصف الذي نُفذ بطائرة مسيّرة وأُطلق خلاله أربعة صواريخ على السيارة المستهدفة.

ويُعدّ رائد سعد، المعروف بـ “أبو معاذ”، من المؤسسين والقادة الأوائل في كتائب القسام، ويوصف بأنه “خزانة أسرار حماس” و”رجل الظل”.

تولى سعد مناصب مفصلية على مر السنين، بما في ذلك رئاسة قسم العمليات في القسام وقائد لواء مدينة غزة. وتشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أنه كان له دور محوري في وضع خطة الهجوم الموسع الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، وهي الخطة التي أُطلق عليها “سور أريحا”.

وفي الآونة الأخيرة، وبعد إعادة التنظيم الداخلي في الحركة، كان يتولى مسؤولية ملف التصنيع العسكري، والعمل على إعادة بناء وتعزيز القدرات العسكرية لكتائب القسام في ظل الحصار المستمر. وقد سبق أن أعلنت إسرائيل عن استهدافه خلال عمليات سابقة، لكن تم نفي الخبر أو تمكن من النجاة.

تأتي عملية الاغتيال هذه في توقيت دقيق ومحفوف بالتوتر، مما يثير تساؤلات واسعة حول دلالاتها الاستراتيجية. فقد أشارت مصادر في الإذاعة العبرية إلى أن عملية الاغتيال تمت بناءً على معلومات استخباراتية عاجلة قدمها الشاباك، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صادق عليها.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني أن العملية جاءت كرد فعل على خرق ما وصفوه بوقف إطلاق النار بعد تفجير عبوة ناسفة استهدفت قوة إسرائيلية في جنوب القطاع، وذلك على الرغم من أن إسرائيل لم تبلغ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقاً بالاغتيال بل أبلغتها لاحقاً.

وفي سياق دلالات العملية، يرى المحللون أن استهداف قيادي بهذا المستوى من الأهمية، والذي يوصف بأنه ثاني أهم شخصية في الجناح العسكري لـحماس داخل القطاع، يشكل رسالة واضحة بتمسك إسرائيل باستراتيجية “اغتيال القادة” لإضعاف الهيكل القيادي للمقاومة، خاصة في ظل استمرار الحرب.

كما يمثل هذا الاغتيال تحدياً لجهود التهدئة والصفقات المحتملة، حيث ترى بعض التحليلات أن استهداف شخصية محورية في ملف التصنيع والعمليات قد يؤثر على القدرات العسكرية واللوجستية لحماس في المدى القريب، وقد يستفز رداً عسكرياً من قبل كتائب القسام، ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة المتأزمة بالفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى