مقالات

إلى الحوثيّين وأتباعهم!

بقلم:صدام الحريبي

رأيتم بأم أعينكم كيف احتفل الجميع بقتل حسن نصر الله رغم أن من قتله هو العدو الصهيو.ني، ثم رأيتم بأم أعينكم كذلك كيف احتفل كل المسلمين والعرب بسقوط بشار الأسد ونظامه، حتى أن أحد المنتمين لجماعتكم قال: هل أنصار المعارضة السورية مسيطرين على الإعلام في العالم حتى يحتفلوا بهذا الكم الهائل؟! وذلك من هول ما شاهد من تضامن كل العالم مع الشعب السوري ضد بشار ونظامه.

رأيتم كيف أن ثوّار سوريا وصلوا إلى عقر دار بشّار وحاليا يبحثون عنه ليحاكموه ويعدموه هو وأعوانه..

ففي البداية رفض بشّار الاتفاق مقابل مطالب بسيطة طرحها الثوّار، لكنه الآن يتمنّى لو أنه ترك التكبّر والتجبّر وامتنع عن قتل شعبه.. يتمنّى بشار الآن أن يتركه الثوار ويسمحوا له أن يظل ولو منظّف دورات مياه بعد أن رفض يدَهم التي مُدّت إليه، حتى أن بعض قادتكم قالوا بعظمة ألسنتهم: ليت بشّار تنحى عن الحكم قبل أن يحدث له هذا! وحديثهم موثّق ونحن لا نكذب ونفتري.. سقط بشّار رغم أنه بلاده تحادد العراق الذي يحادد إيران وكلا النظامين حلفائه، وكذلك يحادد حزب الله، لكنهم لم يستطيعوا إنقاذه من قدر الله، وغضبة السوريين.

ولذلك عليكم أن تعتبروا، فالحوثي يمارس نفس الشيء، ورغم قتله لليمنيين وتفجير منازلهم ومساجدهم، فقد مُدت اليد إليه، لكنه تكبّر ورفض ذلك وظن أننا ضعفاء، ويبدو أن إرادة الله هي من منعته من ذلك حتى تكون نهايته قاسية.

لذلك اتركوا الحوثي، فوالله الذي لا إله إلا هو أنه على الباطل ويمارس الظلم والقتل، ووالله أن الشعب لن يتركه ولن يترك كل من يتعاون معه من الآن، فالشعب السوري لم يكن مسلّحا كما هو الشعب اليمني الذي يتذكّر إلى الآن كيف فجّر الحوثي منازله ومساجده ودور قرآنه، فوالله لن يستطيع أحدا إيقاف الشعب وإنقاذكم منه.

ولا تصدّقوا الحوثي أنه مؤيَدا من الله، فالله لا يؤيّد من يؤذي الشعب ويقتل الناس، وأقسم لكم بالله أنني أرى رأي العين أن أسوأ ما وقع لبشّار وأعوانه سيقع في الحوثي وأعوانه بإذن الله، فابتعدوا عنه من الآن قبل أن يأتي اليوم القريب الذي لن يقبل أحد فيه تمسّحكم بالوطن إن شاء الله.

وتذكّروا أن ثوار سوريا كانوا على تخوم دمش قبل سنوات، فاستعان بشار بروسيا وإيران ليعيدوا الثوار إلى أدلب ويقتلونهم ويحاصرونهم هناك، فظن بشار أنه انتصر بقوته وحلفائه، وكان الجميع قد تأكّد أن ثورة سوريا ماتت سوى الواثقين بالله، ولم يكن أحدا يتوقّع أن يحدث ما حدث اليوم.. وللعلم فقد حصل في اليمن ما حصل هناك، فقد وصل الجيش الوطني الشرعي إلى تخوم صنعاء، ثم أُعيد إلى وسط مارب وتمت محاصرته، وامتلك الحوثي بعد ذلك أسلحة لم تمتلكها الشرعية والجيش الوطني، وها هم الحوثيون يظنون الآن أنه لن يستطيع أحد لهم كونهم يمتلكون القوة أكثر من السابق، وتابعوا قادة الجماعة كيف يتفاخرون بذلك، لكن مشيئة الله تمهل حتى إذا أخذت الظالم، أخذته أخذ عزيز مقتدر، وما ذلك على الله بعزيز.

عموما اتركوا الحوثي، فبشار وأعوانه لديهم حدود مع حلفائهم هرب معظمهم منها، أما أنتم فليس أمامكم ولا خلفكم سوى بنادق اليمنيين.

نحن لا نحاول استعطافكم ولا تهديدكم، بل ننصحكم ونؤكّد لكم المؤكَّد ونخاطب عقولكم، فاختاروا صف الوطن والشعب، لا صف الانقلاب والقتل والتفجير، قبل فوات الأوان، و “فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” صدق الله العظيم

“أرجو إيصاله إلى كل حوثي أو متعاون معه الجماعة الحوثية”.

زر الذهاب إلى الأعلى