الاعلام الحوثي امبراطورية الكذب والتضليل

تعتمد قوى الانقلاب في اي مكان على آلة اعلامية ضخمة مهمتها تزييف الحقائق وبث الاكاذيب والشائعات وتبييض صورة الانقلاب ، وتعتبر شبكة الاعلام التابعة لميليشيا الحوثي من اضخم الشبكات الاعلامية في اليمن نظرا لميزانيتها الكبيرة وكوادرها المتوزعة على عدة دول من بينها لبنان وايران وسوريا، وامتلاكها المساحة الكاملة في الاعلام المحلي بعد ان صار الصوت الوحيد المسموح به هو صوت ابواق الحاكم وان كان حاكما بالانقلاب، وقد ونجحت هذه الالة الاعلامية نوعا ما في استقطاب عدد كبير من العامة والبسطاء وجعلتهم ينظرون الى الاحداث من الزاوية التي يريد الحوثي ان ينظروا اليها، ويصرفون النظر عن مالايريد الحوثي ان يشاهدوه كالمذابح ضد المدنيين والخروقات المتعددة لاتفاقيات وقف اطلاق النار.
المسيرة
وتعتبر قناة ” المسيرة ” اول وسيلة اعلامية حوثية زرعت في قلب الاعلام اليمني، وتاسست هذه القناة يوم الجمعة 23-3-2012 في بثها التجريبي الأول على قمر النايلسات وتراس ادراتها المدعو ” ابراهيم الديلمي” وتعتبر هذه القناة حاليا رأس حربة الاعلام المضلل وتصل ميزانيتها السنوية بحسب مصادر خاصة في وزارة الاعلام الى 2.7مليار ريال ويشرف على القناة خبراء من ايران ولبنان وتبث حاليا من القمر الروسي اكسبرس 44 بعد قرار مجلس ادارة نايل سات ايقاف بثها في نوفمبر 2018 ويعتمد النمط العام لقناة المسيرة حاليا على نموذج “قناة المنار” التابعة لميليشيا ” حزب الله” في لبنان حيث يظهر بشكل واضح تقمص المذيعين والمذيعات للزي والحركات والماكياج ودرجة الاضاءة و”الكروما” ذاتها في قناة المنار، اضافة الى ” الاذكار و الادعية ” الطويلة والمعقدة التي تبثها قناة المنار في الصباح والمساء والمختلفة عن اذكار الصباح والمساء الواردة في كتب السنة، وبحسب المصادر الخاصة، تراجعت نسبة المشاهدة لقناة المسيرة بشكل لافت في 2021 و 2022 ولا تتمتع “المسيرة” بحضور قوي في وسائل التواصل الاجتماعي، كما انه في يناير 2021 تم حذف القناة التابعة لها على اليوتيوب.
شبكات عنكبوتية
الى جانب “المسيرة” تعمل عدة شبكات اعلامية اخرى لصالح جماعة الحوثي من ابرزها ” شبكة الهوية” التي يديرها القيادي ” محمد العماد” شقيق القيادي البارز “عصام العماد” الذي يعيش حاليا في ايران، وقناة ” اللحظة” و قناة ” الساحات” التي تبث من العاصمة اللبنانية بيروت، وعدد من الاذاعات والصحف والمجلات بتكلفة اجمالية قدرتها مصادر وزارة الاعلام ب91 مليار ريال، وترتبط جميع هذه الشبكات بغرفة ادراة وتوجيه موجودة في الضاحية الجنوبية ببيروت ويشرف عليها خبراء من “حزب الله” و”الحرس الثوري الايراني” المدرجان على قوائم الارهاب، ويسافر سنويا من 200 الى 300 موظف واعلامي من صنعاء الى بيروت لتلقي دورات خاصة في الاعلام الحربي وبث الشائعات والعبث بالمونتاج وفبركة الفيديوهات والصوت وغيرها.
الزينبيات وشراء الناشطين والحقوقيين.
كما كشفت المصادر عن وجود جناح لمايعرف بـ” الزينبيات” يعملن لصالح اجهزة الاعلام الحوثي ومن ابرزها ” صحيفة الثورة” و ” قناة المسيرة ” مهمتهن استقطاب وشراء المثقفين والناشطين والادباء والضباط من الجنسين للعمل لصالح الجماعة والترويج لها والظهور في لقاءات ومنتديات والكتابة في الصحف لدعم الانقلاب وبث الاكاذيب عن الطرف الاخر” الحكومة الشرعية” واضافت المصادر ان المسؤول عن هذه الشبكة امرأة تدعى ” خولة عباس الاهنومي” وهي قيادية مقربة من زوجة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي تلقت عدة دورات في بيروت وطهران في الصحافة والاعلام ومؤخرا في ” الامن السيبراني” وقد تمكنت هذه الشبكة من تجنيد اسماء عديدة ومعروفة ” نمتنع عن ذكرها” وتظهر حاليا هذه الاسماء في اللقاءات والندوات وبعضها يطل على شاشات قنوات عالمية بصفة ” ناشط حقوقي مستقل” او “محلل سياسي”.
حبل الكذب قصير
الا ان انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ساهم بشكل كبير في تحجيم دور الالة الاعلامية الحوثية وكشف التضليل وايصال الحقائق المجردة، رغم الميزانيات الضخمة التي يتطلبها فبركة خبر واحد او شراء شخصية واحدة، ومن ابرز تلك الكذبات فضيحة ” الطيار السوداني” الذي زعم الحوثيين انهم أسروه بعد اسقاط طائرته وتبين بانه مواطن يمني من فئة المهمشين البسوه زي الصيانة وطلبوا منه تمثيل الدور مقابل مبلغ بسيط، والمشاهد المتكررة للسيطرة على ” نجران” و”جيزان” و”الربوعة” والتي فندها وسخر منها نشطاء سعوديون ويمنيين واثبتوا عدم صحتها، والمشاهد الهوليودية لاستهداف منشآت ” ارامكو” التي اتضح بالأدلة أن الطائرات المسيرة المهاجمة لم تنطلق من جهة اليمن ولا علاقة للحوثيين باطلاقها، وفضيحة “الصواريخ المحلية الصنع” التي ضجت بها قنوات ووسائل الاعلام التابعة لايران والتي اظهرت الحقائق والصور الحية بانها مجرد ” خزانات للمياه”، ومؤخرا فبركة مشاهد اطلاق الصواريخ على ايلات ليتضح بانها مشاهد مفبركة لصواريخ اطلقت العام الماضي على مدينة مأرب، وغيرها الكثير من الفضائح التي انفق عليها الحوثيين الملايين وكشفها رواد التواصل الاجتماعي بكل سهولة ويسر.
من الجمهور المستهدف؟
من جانبه، قال الصحفي اليمني ” جميل الخطيب” لموقع الوعل اليمني بأن جماعة الحوثي تدرك بأن سياساتها الاعلامية ” مفضوحة” لكنها في ذات الوقت لاتبالي بافتضاحها لانها ببساطة لا تستهدف الطرف الاخر بل الجمهور المستهدف بالنسبة لها هو جمهورها، اي الحوثيين، وذلك لرفع معنوياتهم وايهامهم بالبطولات الزائفة ومنعهم من رؤية الحقيقة.
واضاف الخطيب بان “بعض العوامل ساعدت على انتشار التضليلات الحوثية ومن اهمها الخلاف الخليجي الاخير، الذي تسبب في حدوث تقارب بين قطر وايران وهو ماجعل قناة هامة كـ” الجزيرة” تتحول الى منبر للحوثيين وتتبنى بعض اكاذيبهم للاسف الشديد، وكذلك انتشار الجهل في الشعب اليمني ساعد بشكل ما في انتشار الزيف الحوثي لوقت محدود بالذات عندما يستغل الحوثي القضايا العاطفية كقضية فلسطين ولكن الكذب لايدوم خصوصا مع ظهور نعمة وسائل التواصل الاجتماعي ولهذا السبب نلاحظ ان الحوثيين بهاجمون وسال التواصلالاجتماعي ويحاربونها ولو كان بيدهم منعها لمنعوها نهائياً”.
انبهار بالكذب
وينفي الدكتور ” عبدالجبار الاكحلي” الاستاذ السابق في كلية الاعلام جامعة تعز، بأن يكون اليمنيين البسطاء مقتنعين بما يصدره لهم الاعلام الحوثي ولو بشكل مؤقت، قائلا” للوعل اليمني ” ان هذه الشريحة تقع في تاثير ” الانبهار من جودة الكذبة” بمعنى ان المواطن البسيط يعلم ان مايعرض امامه على التلفاز كذب وفبركة ولكنه يقتنع بانها كذبة متقنة و”متعوب عليها” لذلك يبدو اشبه بالمصدق ويعتقد الحوثي ان الكذبة انطلت على المجتمع والحقيقة غير هذا تماما فاعجابي باتقان الكذبة لايعني تصديقها وبالتالي فالناس تعلم من واقع حياتها بان الحوثيين يكذبون كما يتنفسون فهم يلمسون كذبهم في كل نواحي حياتهم ولن تفلح الالة الاعلامية في اقناع اليمنيين بغير مايرونه ويعيشونه على ارض الواقع”.