أفاد مصدر في “حماس” وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الإثنين أن الوسطاء أبلغوا الحركة بأن إسرائيل ستعلق العمليات العسكرية في غزة تمهيداً لتسليم الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وقال المصدر “تم إبلاغ حماس أن إسرائيل بدأت في تمام الساعة التاسعة والنصف صباح اليوم (بتوقيت القدس) بإيقاف تحليق الطيران الإسرائيلي والاستطلاعي والمسير والحربي ووقف كافة العمليات القتالية في قطاع غزة، لتوفير ممر آمن لنقل وتسليم عيدان”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 10 فلسطينيين على الأقل بينهم عدد من الأطفال جراء غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الإثنين واستهدفت مدرسة لإيواء النازحين في جباليا في شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “تم نقل 10 قتلى على الأقل بينهم عدد من الأطفال بعدما استهدفت طائرات الاحتلال حوالي الساعة الثانية والنصف فجر اليوم (بتوقيت القدس) مدرسة فاطمة بنت أسد التي تؤوي أكثر من ألفي نازح في بلدة جباليا”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، الإثنين، إن إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح سجناء مع حركة “حماس”، وإنما فقط توفير ممر آمن يتيح تحرير الرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر.
وقال مسؤول كبير في “حماس” لـ”رويترز”، أمس الأحد، إنه سيجري إطلاق سراح ألكسندر في غزة قريباً، في خطوة وصفتها الوسيطتان مصر وقطر بأنها مشجعة للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار في القطاع الذي دمرته الحرب.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأحد، بإعلان “حماس” عزمها الإفراج عن الرهينة الأميركي – الإسرائيلي عيدان ألكسندر في غزة، معرباً عن أمله بإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء القتال.
وكتب ترمب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي “أنا ممتن لكل من أسهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي”، واصفاً الإفراج عن الرهينة بأنه “بادرة حسن نية” ومضيفاً “نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي”.
مساء أمس الأحد، أعلنت حركة “حماس” أنها ستطلق سراح الرهينة الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية، وذلك بعيد إعلان مسؤولين فيها إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في الدوحة تناولت وقف النار وإدخال مساعدات إلى غزة.
وقال رئيس الوفد المفاوض في “حماس” خليل الحية في بيان، إنه “سيتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والإغاثة لشعبنا في قطاع غزة”، مؤكداً “استعداد الحركة للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى”.
وأبدت “حماس” موافقتها على “إدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لأعوام طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار”، وفق المصدر نفسه.
وأشاد الحية بـ”الجهود الحثيثة التي يبذلها الإخوة الوسطاء في قطر ومصر الشقيقتين، وكذلك الإخوة في تركيا طوال المرحلة الماضية”.
وأضاف، “تؤكد الحركة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه”.
وقال مصدر مطلع لـ”رويترز”، إن محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وقطر ومصر و”حماس” أدت إلى نجاح جهود إطلاق سراح الرهينة. وأشار إلى أن الإفراج عن ألكسندر سيجري، غداً الثلاثاء.
ويأتي إطلاق سراح ألكسندر الذي يُعتقد أنه آخر رهينة أميركي على قيد الحياة تحتجزه “حماس”، قبيل زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وتحتجز “حماس” وفصائل أخرى 58 إسرائيلياً في قطاع غزة، بينهم 34 رهينة يقول الجيش الإسرائيلي إنهم أموات. واستأنفت إسرائيل ضرباتها الجوية وعملياتها العسكرية في القطاع المحاصر والمدمر في مارس (آذار) الماضي، منهية هدنة هشة استمرت شهرين.
وكانت جرت مراراً مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. وتصنف واشنطن حركة “حماس” منظمة “إرهابية”.
خطوة إيجابية
بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص آدم بولر، أمس الأحد، إن الخطة التي أعلنتها حركة “حماس” لإطلاق سراح آخر رهينة أميركي على قيد الحياة في قطاع غزة هي خطوة إيجابية إلى الأمام.
وقال بولر، “إنها خطوة إيجابية إلى الأمام وسنطلب أيضاً من (حماس) الإفراج عن جثامين أربعة أميركيين آخرين تم اختطافهم”.
وأضاف أن زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع أسهمت في تحفيز هذه الخطوة. وتابع “زيارة الرئيس للمنطقة مفيدة، وكذلك العمل الذي قام به وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في هذا الشأن”.
إسرائيل تؤكد مواصلتها القتال
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال إن بلاده لن توقف القتال في غزة حتى خلال المفاوضات مع “حماس”، بعد أن أعلنت الحركة أنها ستفرج عن رهينة عقب محادثات مع الولايات المتحدة.
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو، “وفقاً لسياسة إسرائيل، ستجري المفاوضات تحت النار مع الالتزام بتحقيق كل أهداف الحرب”.
مصر وقطر ترحبان
رحبت مصر وقطر بإعلان حركة “حماس” موافقتها على الإفراج عن ألكسندر.
ووصف بيان مشترك للبلدين اللذين أديا مع الولايات المتحدة دور وساطة بين “حماس” وإسرائيل، التطور بأنه “بادرة حسن نية وخطوة مشجعة لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومن دون عوائق لمعالجة الأوضاع المأسوية في القطاع”.