تقارير
أخر الأخبار

الحوثيون.. الوصول للبنان والجهاد بمأرب وتعز

تقرير خاص

في عالمٍ اخذ فيه المنطق إجازة طويلة الأمد، وانقلبت الموازين رأسًا على عقب، ظهرت قصة تُضاف إلى سلسلة غرائب الحوثيين الذين كانوا حتى الأمس القريب يطالبون السعودية ومصر والأردن بفتح حدودهم ليمرّوا إلى فلسطين للقتال إلى جانب الفلسطينيين، وفجأة وجدوا أنفسهم في لبنان، على مقربة من الحدود الإسرائيلية، ولكن هذه المرة ليس للقتال، بل لتشييع زعيم حزب الله الارهابي حسن نصر الله، لأن القتال يحتاج إلى حدود مفتوحة، أما التشييع فلا يحتاج سوى إلى إرادة طائفية وتوافق مذهبي.

في البداية، كان الحوثيون يصرخون في كل منصة إعلامية متاحة، ويوجهون الاتهامات لدول الجوار بأنها تقف حاجزًا بينهم وبين نصرة الفلسطينيين. “افتحوا الحدود!” كان هذا شعارهم الذي رُفع في كل مكان، ولكن وبطريقة يصفها البعض بال”سحرية”، استطاعوا أن يصلوا إلى لبنان، التي تقع أيضًا على حدود إسرائيل، دون أن يمرّوا عبر السعودية أو مصر أو الأردن، وتجمع الآلاف منهم، حاملين الأعلام واللافتات، يرددون الهتافات الحماسية، وكأنهم في “مهمة تاريخية” بحسب تعبير احد المواطنين، ولكن الغريب أنهم لم يحملوا السلاح هذه المرة، بل حملوا الزهور والورود، وكأنهم يقولون: “نحن هنا لنشارك في التشييع، أما القتال فله وقت آخر، ربما عندما تفتح السعودية ومصر والاردن الحدود!”

تهكم شعبي

وفي خضم هذه الأحداث، ظهرت تصريحات ساخرة لمواطنين يمنيين، لم يستطيعوا كتم ضحكاتهم أمام هذه المفارقة العجيبة، فقال أحدهم: “يا جماعة، إذا كانوا قادرين على الوصول إلى لبنان، ليش ما وصلوا لفلسطين؟ هل في معاهم خط سير محدد؟” بينما علّق آخر: “أكيد لبنان فيها مطاعم أكل يمني أحسن من فلسطين، عشان كذا فضّلوا يروحوا هناك!”

ولم تخلُ التعليقات من السخرية اللاذعة، حيث قال أحد الشباب اليمنيين: “أنا متأكد أنهم استخدموا تطبيق ‘أوبر’ للوصول إلى لبنان، بس للأسف التطبيق لا يدعم فلسطين حتى الآن!” بينما أضافت سيدة يمنية: “أكيد لبنان فيها خصومات على تذاكر السفر، عشان كذا فضّلوا يروحوا هناك بدل فلسطين!”

وقال أحد المواطنين وهو يضحك: “يا جماعة، واضح أن لبنان فيها ‘فيزا أون أرايڤ، أما فلسطين ففيها ‘فيزا ممنوع دخول’، حتى الحوثيين صاروا يختارون الوجهات السياحية!”

وأضاف آخر وهو يقلب كوب الشاي بين يديه: “أكيد لبنان فيها عروض على الفنادق، ولا يمكن يكون في خصم على تذاكر الطيران، عشان كذا فضلوا يروحوا هناك بدل فلسطين، لأن الحرب غالية والاقتصاد اليمني ما يتحمل!”

ولم تخلُ التعليقات ايضا من الطابع الفلسفي، حيث قال أحد الشباب: “هذا يثبت أن الحدود ليست سوى وهم، فإذا أردت الوصول إلى مكان ما، كل ما تحتاجه هو سبب مقنع ونية صادقة وليس فقط دعايات اعلامية وعنتريات جوفاء”.

وتدخلت إحدى السيدات اليمنيات بقولها: “أنا متأكدة أنهم استخدموا تطبيق ‘خرائط غوغل’، بس للأسف التطبيق ما يعرف طريق فلسطين، لأنه غير محدث من سنة 1948!”

أما أحد كبار السن فقال وهو يهز رأسه: ” الحوثيين صاروا مثل الطيور المهاجرة، يطيرون من مكان لآخر، بس للأسف ما عندهم بوصلة، عشان كذا وصلوا لبنان بدل فلسطين!”

ولم تكن السخرية مقتصرة على اليمنيين فقط، بل حتى بعض اللبنانيين علقوا على الموضوع، حيث كتب أحدهم هلى منصة اكس: “يا جماعة، إذا كان الحوثيين وصلوا لبنان بهذه السرعة، ليش ما نستأجرهم لتوصيل الطلبات بدل التوصيل المنزلي؟ أكيد بيكون أسرع!”

في النهاية، بقيت هذه القصة محط سخرية الجميع، وأصبحت مثالًا حيًا على التناقضات التي يعيشها العالم العربي، والتي تتحول من مأساة إلى كوميديا سوداء بلمح البصر، والغريب أن الجميع يضحك، ليس لأن الموضوع مضحك، بل لأنه- بحسب مواطن يمني- لو لم نضحك، سنبكي!

زر الذهاب إلى الأعلى