أعلنت السعودية إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وفق ما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في نيويورك. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية السعودي إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين”، مضيفا: “إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وفق ما نقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية. ودعا بن فرحان جميع الدول إلى “الانضمام لهذه المبادرة، مؤكدين أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل”.
في سبتمبر/ أيلول الماضي، كانت السعودية وإسرائيل على عتبة تطبيع علاقاتهما برعاية أميركية، لكن شنّ إسرائيل حربًا على غزة دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات. وانتقدت الرياض إسرائيل مرارا، وطالبت بوقف الحرب. وقال بن فرحان: “الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية”.
وأشار الوزير السعودي إلى أن “الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع أداةً للحرب”، مضيفا “نشهد (…) تصعيدا إقليميا خطيرا يطال الجمهورية اللبنانية الشقيقة، ويقودنا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية تهدد منطقتنا والعالم أجمع”. وطالب بوقف الحرب، قائلا: “نطالب بالوقف الفوري للحرب القائمة، وجميع الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، ومحاسبة جميع معرقلي مسار السلام”.
وتابع: “إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كل المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش”. ولم يفصح بن فرحان عن أسماء الدول الأعضاء في التحالف الجديد.
فيدان: لا يمكن انتظار حسن نية إسرائيل لتطبيق حل الدولتين
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه لا يمكن انتظار “حسن النية” من إسرائيل من أجل تطبيق حل الدولتين في الأراضي الفلسطينية. وجاء ذلك في اجتماع ضم مجموعة الاتصال لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بشأن غزة والاتحاد الأوروبي والنرويج، مساء الخميس، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 بمدينة نيويورك الأميركية.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنّ محادثات وقف إطلاق النار “وصلت إلى طريق مسدود”، وأنّ “موجة القتل” الإسرائيلية في غزة مستمرة دون وجود احتمال لانتهائها، وبيّن أن مبادرات وقف إطلاق النار يتم تقويضها في كل مرة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال فيدان: “إسرائيل مدّت عدوانها أولا إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، والآن إلى لبنان”. وحذّر وزير الخارجية التركي من أنّ الأوضاع في الشرق الأوسط وصلت إلى نقطة حرجة بسبب نتنياهو.
ويعتبر المجتمع الدولي أن حلّ إقامة دولتين المقترح في مؤتمر مدريد 1991 واتفاقيات أوسلو بين عامي 1993 و1995 يمثل الطريقة المثلى لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية المستمرة منذ عقود، لكن عملية السلام متوقفة منذ سنوات. وقد اكتسبت الحاجة لإيجاد حل سلمي أهمية جديدة بسبب الحرب على غزة، بالإضافة إلى تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، صوّت الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية عقب اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية. وقال الكنيست إن التسوية “لن تكون إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة”، فيما ادعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عقب التصويت أنّ “فرض إقامة دولة فلسطينية سيُعرّض إسرائيل للخطر”.
المصدر: فرانس برس + الأناضول + العربي الجديد