العربية تهاجم صالح وتصفه بالمخلوع والديكتاتور والفاسد.. ما الذي حدث؟؟

بثت قناة العربية التابعة للحكومة السعودية هجوما حادا على الرئيس السابق علي عبدالله صالح (1942 – 2017)، وذلك في فيلم جديد بثته يوم أمس لمدة 24 دقيقة.

وصنفت القناة فيلمها بأنها وثائقي، وقالت إنه يكشف أسرار شخصية وأسلوب الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح بالتلاعب السياسي في اليمن، ونشرت الجزء الأول منه، بما يشير إلى وجود أجزاء جديدة قادمة.

وشن الفيلم هجوما على “صالح” الذي أطاحت به الثورة الشعبية في 2011م، ووصفه بالمخلوع، وهو التوصيف الذي أطلقه الثوار على “صالح” عقب إبعاده من منصبه، وكان محل حساسية لدى “صالح” وحزبه لاحقا.

وسلط الفيلم الضوء على مسيرة “صالح” منذ لحظة صعوده إلى السلطة، واتهمه بالوقوف وراء مقتل الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي (حكم اليمن 1974 – 1977)، وحمله مسؤولية ما يعيشه اليمن اليوم من حروب ودمار.

واستخدمت القناة مصطلح ثورة في إشارة للثورة الشعبية التي أطاحت بنظام صالح، مثلما وصفت المشاركين في تلك الثورة بالثوار، وهي إشارة ملفتة من القناة، التي بادلت ثورات الربيع العربي العداء، ومنها اليمن.

وبدا واضحا تركيز القناة على علاقة صالح بالنظام السعودي، وقالت إن السعودية سعت لإنقاذه من الثورة الشعبية، وطرحت مبادرتها الخليجية، ومنحته الحصانة، لكن صالح انقلب عليها، وعلى الأشقاء في الخليج، وفق تعبيرها.

وأكدت أن صالح استغل وجود القاعدة والحوثيين للحصول على المال والسلاح، من السعودية، ودول الخليج، ومن الجانب الأمريكي، مذكرة بعلاقته بـ علي محسن الأحمر، خلال فترة الحكم، وتقديمه معلومات مغلوطة لقصفه إبان حرب صعدة، وفقا لوثائق ويكيليكس.

كما تطرقت القناة لما وصفته تأثر صالح بإحدى شخصيتين، الأولى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ورجل الأعمال اليمني شاهر عبدالحق، معيدة التذكير أيضا بنجله الأكبر “أحمد”، ودوره في الأحداث داخل اليمن.

وياتي هذا الهجوم قبل أقل من شهرين على ذكرى مقتل علي عبدالله صالح على يد حلفائه من جماعة الحوثي في الرابع من ديسمبر 2017م، وبعد أشهر قليلة من قرار أممي برفع العقوبات الأممية عن نجل صالح، والممتدة منذ أكثر من عقد.

وأثار عرض الفيلم من قناة العربية تحديدا التساؤلات عن توقيته، والرسائل التي أراد إيصالها خلال الوقت الراهن، في ظل تصاعد دور جماعة الحوثي داخل اليمن، وعلى المستوى الإقليمي، وقيامها بهجمات بحرية، وإطلاقها صواريخ على إسرائيل، وبروزها ضمن ما يعرف بمحور المقاومة التابع لإيران، وذلك منذ تحالفها مع الرئيس السابق “صالح”، والذي كان الفيلم محوره الأساسي.

Exit mobile version