د. حمزة زوبع
في اعتقادي أن العرض الخاص بتهجير أهالينا الفلسطينيين من غزة إلى سيناء لا يزال ساريا وأن ضغوطا تمارس وأن ما جاء على موقع مدى مصر و بعض الصحف الاجنبية يلامس الواقع وذلك لاعتبارات عدة :
١- سلوك النظام المصري تجاه اسرائيل على مدار عشر سنوات هو سلوك الأخ والصديق والحبيب ( راجع كل تصريحاته)
٢- لم يذكر الجنرال اسرائيل يوما ما بأنها العدو حتى في احتفالات اكتوبر فنادرا إن لم يكن أبدًا ما يقرن العدو بإسرائيل .
٣- الوضع الحالي يتطلب الوقوف عمليا مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة والتنديد بقتلهم وحصارهم والإعلان عن اصطفاف مصر شعبا وحكومة ( إن وجدت) إلى جانب الشعب الفلسطيني وهذا ما لم يفعله فلم يتحدث عن حق المقاومة ولا عن إجرام الصهاينة ولولا الملامة لاتهم المقاومة بالإرهاب كما يفعل بعض أزلامه ونفر من إعلامه.
٤- إدخال المساعدات فورا وبدون انتظار أو إذن كما قال سامح شكري وزير خارجية الجنرال هو الترجمة العملية لموقف جاد ومناصر للمحاصرين المدافعين عن أرضهم وقضيتهم وهذا ما لم يحدث حتى الآن وبالتالي فهناك ضغط غير مباشر على غزة مقاومة وشعبا..
٥- لماذا لم يتوجه وفد من المخابرات إلى غزة كما فعل من قبل حتى ولو من باب التوسط كما يردد الجنرال بأنه تحول إلى وسيط ؟
٦- أتصور أن الوضع السياسي المأزوم في مصر داخليا وخارجيا مع التصعيد الامريكي في قضية التجسس ( السيناتور الامريكي بوب منينديز ورجال المخابرات ) يشكل ضغطا على الجنرال
٧- الوضع الاقتصادي المزري قد يشكل الجزرة التي قد يستغلها الجنرال الذي قال يوما ما والله لو ينفع اتباع كنت اتبعت يا أخي !
٨- الجنرال فرط من قبل في الجزر المصرية من أجل بضعة مليارات فلماذا لا يفرط في جزء من سيناء والقضية من أجل الكثير من المليارات ؟
٩- الجنرال والنظام قتلوا من الشعب المصري الآلاف وسجنوا عشرات الألوف فهل بمقدورنا أن نفترض أن قلوبهم ترتجف لقتل الفلسطينيين ؟
١٠- الهوجة الاعلامية والتعاطف الفجائي مع فلسطين و بروباجندة الإشادة بالدور المصري هي قنبلة دخان للتغطية على ما يجري ولامتصاص الغضب الشعبي فالنظام لا يؤمن بالمقاومة ويراها خسارة و بالتالي فقد يرى استثمارها لحل أزماته خيارا مقبولا مع تحمل بعض الاتهامات ومع إيجاد مبررات لتسويق العرض الذي سيكون إنقاذا له ، المهم بالنسبة له ألا ينقلب عليه الجيش ولا يثور ضده الشعب وطالما لم يتوفر هذان الأمران فسيمضي في طريقه دون مبالاة.
١١- قد ينظر بعض القادة العسكريين في مصر بنوع من الاستياء تجاه ما تحرزه المقاومة على ضعفها ويرون أن استمرارها كاشف لضعف الجيوش الضخمة ذات التسليح الرفيع المستوى و الأداء الصفري منذ خمسين عاما وبالتالي قد ينصحون الجنرال بإغلاق ملف القضية مرة واحدة وللأبد وبلاش صداع .
أتمنى أن يكون موقف الجنرال من عدم توطين الفلسطينيين في سيناء حقيقيا وثابتا وصلبا ولكن الواقع الذي نعيشه لا يبشر بذلك ولذلك فأنا أضع يدي على قلبي خوفا أو تحسبا لذلك وأتمنى لو أن في مصر اليوم عقلاء يمنعون حدوث ذلك وهذا هو الحد الأدنى للدفاع عن شرف بلادنا أولا وشرف قضايانا العادلة وعن فلسطين المستباحة أمام أعيننا .
لا أتمنى أن اعيش تلك اللحظات المؤلمة فأنا لم أعش لحظات نكبة ١٩٤٨ وعشت طفلا نكسة ١٩٦٧ وأدركت صبيا نصر أكتوبر ١٩٧٣ وعشت لحظات انتصار المقاومة أكتوبر ٢٠٢٣ وأنا فخور بتلك المقاومة ولكل جندي وضابط وقف في وجه العدو .
رحم الله الشهداء في كل وقت وحين.