العقيد البحر لـ “الوعل اليمني”: سنخوض معركة الكرامة ولو كانت معركة انتحارية.. ومنسقون في مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء

لقاء خاص – الوعل اليمني
في المواجهة مع مليشيا الحوثي وانقلابها ظهر دور تعز بحاضتنها الشعبية ومقاومتها في الوقوف ضد المليشيا وزحفها في المحافظات المختلفة، ولاحقًا صار لتعز جيشها الوطني الموالي للشرعية والتابع لرئاستها وحكومتها، وهو الجيش الذي استطاع ليس فقط إخراج الانقلابيين من مدينة تعز بل استرداد مناطق واسعة من المحافظة، والمنتظر منه أن يكون له الدور الفاعل في إنهاء الانقلاب الحوثي.
العقيد عبدالباسط البحر نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز تحدث إلى موقع “الوعل اليمني” عن الأدوار التي لعبها الجيش اليمني في تعز المدينة والمحافظة، والأدوار التي سيلعبها في قادم الأيام خاصة مع الحديث المستمر ومن مستويات مختلفة في الدولة عن معركة الحسم والخلاص وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وغير ذلك.
في هذا اللقاء المطول والصريح أوضح العقيد عبدالباسط البحر أن الوضع الأمني مستقر في تعز، وما تحصل من اختلالات فهي مثل نظيراتها في كل العالم وبنسبة معقولة مقارنة بعدد السكان المرتفع، وتعز في المركز الأول أمنيًا بين كل المحافظات، والجرائم جرائم فردية، ولثقافة السلاح التي فُرضَت على المدينة دور فيما يحصل من جرائم. وتتخذ السلطات في تعز الإجراءات كافة لمنع وقوعها أو للقبض على الفاعلين.
وعن الوضع العسكري أفاد العقيد البحر أن الجيش في حالة هدنة غير معلنة مع مليشيا الحوثي، ولكن المليشيا لم تراعِها، فتعز تحت القصف وتعز القنص. وأشار إلى أن هناك رغبة في استكمال التحرير والتطهير وحالة من الاستنفار والاستعداد والجاهزية.
وعن التحديات التي تواجه محور تعز، تحدث نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز عن الوضع الاقتصادي المنهار الذي يشكل “تحديًّا وجوديًّا”، وذكر أن من بين التحديات أيضًا عدم وحدة القرار ووحدة القيادة ووحدة الإمكانات ووحدة الجهود في الجيش والقوات اليمنية، فلا بد من توحيد القوات والقرار والولاء والعقيدة القتالية، وفي عقيدة الجيش اليمني القتالية إسرائيل العدو الأول وإيران العدو الثاني، ولا بد أن نتوحد حول ذلك. كما أنه من المهم توحيد الراتب فالتفاوت كبير جدًا، ففي حين يحصل الجندي في تعز على ما يعادل 70 ريالًا سعوديًا فإن مثيله في جبهة مجاورة يحصل على أضعاف هذا المبلغ، وقسْ عليه بقية الاستحقاقات من تسليح وذخائر وتدريب وترقيات وعلاوات ووقود وتغذية وغير ذلك. ومشكلات أخرى في الجرحى وفي مواساة أسر الشهداء والتسويات والتجنيد الموقف عن تعز.
كما أشار العقيد عبد الباسط البحر أن الجيش في محور تعز استطاع الحفاظ على مكتسباته الميدانية طوال الفترة الماضية رغم ضعف الإمكانات، فلم يستطع الحوثي ولـ 12 عامًا استعادة شبر مما تحرر، بعكس كثير من الجبهات، بل استطاع الجيش في تعز أن يحرر قبل سنتين مساحة 42 كيلومترًا مربعًا في الجبهة الغربية.
وأوضح العقيد عبدالباسط البحر في لقائه الخاص مع موقع “الوعل اليمني” أن خروقات مليشيا الحوثي وتهديداته الأمنية لا تقتصر على القذائف والتسللات والقنص بل تكون عبر خلايا يُقبَض عليها من خلايا المخدرات والإفساد الأخلاقي وشبكات الدعارة وخلايا الاغتيالات والتنسيق مع التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرها.
واعترف نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز أن لمليشيا الحوثي الأفضلية في الدعاية والإعلام لما استولت عليه من أجهزة الدولة ونهبته من إذاعات وقنوات فضائية والدعم والتوجيه من حزب الله وإيران، وهم يواجهون ذلك كله بإستراتيجية “بث الحقائق والأنباء الصحيحة”.
وعما إذا كان هناك خطة لإعادة تأهيل المناطق المحررة وتأمينها بشكل مستدام أكد العقيد عبدالباسط البحر أن الخطة موجودة سواء العسكرية أو الأمنية، أو خطة للقطاعات المدنية. ففي المجال العسكري هناك خطة محكمة منعت الحوثيين طوال عشر سنوات من الاختراق أو التقدم ذاكرًا تفاصيل هذه الخطة. وأوضح أيضًا أن هناك خطة لتأهيل الحياة وتطبيعها واستعادة الخدمات واستعادة المرتبات وتأهيل الطرقات ومباني المؤسسات، كما حصل -على سبيل المثال- من تأهيل لمؤسسة الشرطة العسكرية التي بُنيت من الصفر.
ومما أكده نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز في حديثه لـ “الوعل اليمني” أن ما تحدثت عنه وسائل الإعلام من جاهزية قوات الجيش لمعركة استعادة الدولة وتحرير صنعاء “حقيقة”، وأن الجيش أعلن النفير العام واستدعى الاحتياط وفتح مراكز التدريب للمقاومة والمتطوعين، وأنه خلال الفترة الماضية اتُخِذَت إجراءات رفع الجاهزية وإجراءات الانتقال إلى الاستعداد القتالي الكامل عسكريًا كما هو معروف.
وفيما إذا كان هناك تنسيق لمعركة برية مع أطراف خارجية أجاب العقيد عبدالباسط البحر أن التنسيقات موجودة لكن لا ندري أين وصلت؟ ومن بينها معركة برية للسيطرة على الساحل، وأخرى للسيطرة على بعض المناطق الإستراتيجية كصعدة وصنعاء وفي اتجاهها، ولكن خفت كل ذلك في المرحلة الأخيرة.
وعن تأمين المناطق المحررة بتعز قال العقيد البحر لموقع “الوعل اليمني” إن المفترض ليس فقط تأمين المدينة بل تأمين عدن والعالم وباب المندب، فنيران المليشيات تطالها من الجبال المطلة بالحوبان، وكذلك إب، فتحرير تعز وإب كاملتين تأمين للمناطق المحررة في عدن والضالع ولحج وغيرها.
وأكد العقيد عبدالباسط البحر أن الجيش لا يكتفي بمشاهدة سقوط الضحايا ومليشيات الحوثي تقصفهم، ولكنها معركة وليست مسألة فعل ورد فعل، وتحتاج إلى إمكانات خاصة في المناطق المفتوحة، وإلا ستكون حربًا انتحارية، ونحن نسعى لتوفير الإمكانات المطلوبة، فإذا توفرت سنتحرك فورًا.
وفي ختام حديثه لـ “الوعل اليمني” أوضح نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز العقيد عبدالباسط البحر أن ما يُنشَر عن تجاوزات أفراد من الجيش في تعز 90% منه محض أكاذيب وفبركات، والباقي حوادث فردية غير منظمة ويُتعامل معها بحزم ويُسلَّم المطلوبون للجهات المعنية، إلا أن بعضهم قد يفرون إلى “جهات تعز الأربع” بلا استثناء، مُمثِّلًا عليهم بأسمائهم والجهات التي فروا إليها.
تفاصيل هذه المقابلة المطولة مع العقيد عبدالباسط البحر ننشرها بنصها.
*نص الحوار
- بداية نرحب بكم سيادة العقيد، هل يمكن أن تحدثونا عن دور شعبة التوجيه المعنوي في محور تعز؟
حياكم الله.. بداية أرحب بكم وأتمنى لهذا الموقع مزيدًا من الانتشار والمهنية والمتابعة، وأيضًا أن يؤدي رسالة، لا يكون الموقع فقط إخباريًا أو يقدم معلومات، لكن لا بد أن تكون هناك أيضا رسالة وطنية ومهمة وطنية موجهة، أن يكون موقعًا رساليًا يحمل همّ وطن، يحمل مصالح أبناء الشعب جميعا، يؤدي دورًا في التنوير وفي الوعي، لأنه ما ينقصنا اليوم هو الوعي، ليس كل المتعلمين ولا كل حملة الشهادات على درجة من الوعي، الوعي هو الذي يستطيع من خلاله الإنسان أن يحدد موقعه بوضوح، وأن يكون له دوره الوطني في التغيير وفي الولاء وفي الانتماء وفي الرؤية الوطنية الجمهورية الناضجة، أعيد الترحيب بكم مجددا..
شعبة التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز تقوم بدورها المعروف، هناك مهام وأدوار وواجبات للتوجيه المعنوي في السلم وفي الحرب على مستوى الجمهورية، دائرة التوجيه عمومًا ثم على مستوى المناطق والقوى العسكرية ثم على مستوى المحاور والشعب والألوية العسكرية، ثم على مستوى الكتائب والجبهات المختلفة، فضباط التوجيه وشعبة التوجيه تقوم بهذا الدور المنوط بها في خمس مجالات رئيسية تتحرك فيها شبعة التوجيه المعنوي.
الأمر الأول وهو الأهم: جانب الإرشاد الديني والقيمي والأخلاقي والعادات والتقاليد، غرس العادات والتقاليد الحميدة للمجتمع اليمني. الجيش اليمني ينبثق عن المجتمع اليمني الذي عقيدته العقيدة الإسلامية الغراء، ومجتمعنا هو مجتمع مسلم محافظ له أعرافه وعاداته وتقاليده وقيمه ومبادئه المنبثقة من روح الإسلام الحنيف، فالدور الأول هو إرشادي توجيهي وعظي ديني أخلاقي قيمي، نركز على المرشدين وأساتذة الجامعات ونستفيد منهم، وعلى الخطباء والوعاظ والمفكرين والمثقفين، في جانب الإرشاد وإحياء رسالة المسجد العسكرية وفي إحياء الشعائر والصلوات وتوزيع المصاحف، وعمل أيضًا مسابقات في القرآن الكريم والحديث النبوي، إلى آخر الجانب الإرشادي والقيمي، أيضًا السلوكيات السلبية والسلوكيات الإيجابية، فنعمل على رصد هذه السلوكيات ومعالجة السلوكيات السلبية وتعزيز السلوكيات الإيجابية، لأنه هناك أيضًا بطولات نادرة وتضحيات وإيثار وتسليم للعهد والمحافظة على السلاح، بمعنى أن هناك مواقف رجولية وبطولية ونماذج نادرة للأبطال، فهذه أيضًا تعزز هذه السلوكيات الإيجابية ماديًا ومعنويًا والإشادة والمكافأة والترقية وغيره، وفي الجانب الآخر جانب رصد السلوكيات السلبية التي تُعالَج بعمل الحملات التوعوية والإيمانية والإرشادية لمعالجتها وتجنبها.
المجال الثاني: هو المجال الإعلامي: إصدار البيانات ونشر الأخبار العامة والمعارك وتوثيق البطولات والرد والتوضيح والبيانات التي تصدر، من آخر أخبار المحور وأخبار الجبهات وأخبار الأنشطة والفعاليات والتدريب والتأهيل وغيرها. الجانب الإعلامي والرسالة الإعلامية وتزويد الحاضنة والرأي العام المحلي والدولي بالموقف ومتابعة الأخبار والتقارير وغيرها. وهذا الجانب مهم للإعلام والدعاية وأيضًا الرد على الشبهات وتوضيح بعضها ونشر الأخبار الصحيحة ونشر الحقائق، لأن هناك حملة من التضليل والتزوير والشائعات التي يطلقها العدو. فهذا القسم له هدف الإعلام والدعاية، مقاومة الحرب الدعائية ومقاومة وتحصين الأفراد من الحرب النفسية والشائعات وغيرها مما يستخدمه العدو من الذباب الإلكتروني ووسائل التواصل وغيرها لنشر الشائعات والأكاذيب والتضليل والافتراءات.
هناك أيضًا جانب مهم هو الجانب الثقافي: إحياء الثقافة، إقامة الصباحيات الشعرية، عمل مسرحيات، عمل احتفالات، عمل ندوات، قراءة كتب وتوزيعها، إقامة معارض صور توثيقية للشهداء ولبطولات الجيش ومعاركه ولجرائم الحوثي على تعز على الأطفال والنساء بالألغام بأعدادها وأرقامها والصور. هذا أيضًا جانب الرصد والتوثيق في الجانب الثقافي، والرصد والتوثيق وإقامة الفعاليات وإحياء المناسبات الدينية وعمل برامج للأعياد ورمضان، وأيضًا الأعياد والمناسبات الوطنية كأعياد سبتمبر وأكتوبر وغيرها. فهذه الفعاليات والمناسبات وهذا الندوات والصباحيات ومعارض الصور والكتب ونشرها والكتابات الثقافية والفكرية ومقارعة الفكر الحوثي وتوضيح حقيقته وجرائمه، لماذا نقاتل الحوثي؟ وغيره.
والجانب السياسي: توضيح الموقف السياسي للدولة والقوات المسلحة ودول التحالف الشقيقة والصديقة، وتوضيح وتضليل سردية الحوثي في هذه الحرب العدوانية الظالمة التي يشنها على أبناء الشعب اليمني، وتوضيح الموقف الشرعي، ومتابعة الموقف السياسي وتحديثه أولًا بأول وموقف السكان والحاضنة الشعبية، وإقامة فعاليات مع الحاضنة والناشطين والمثقفين في الجامعات والمدارس وإقامة برامج وندوات، والمشاركة أيضًا في صياغة الرؤية الوطنية وفي كتب التربية الوطنية وغيرها، والإرشاد بأهمية الوحدة والاتحاد والاعتصام بالثوابت والوطن والدين والمعتقد بعيدًا عن الانقسامات الحزبية الضيقة والمناطقية والطائفية والعصبيات والسلاليات وهذه الأفكار النتنة.
جانب التأهيل والتدريب: للكادر المعنوي والمصورين والمنتجين ومحرري الأخبار والمرشدين الدينيين والوعاظ والخطباء والمحاضرين والعاملين في التوجيه وفي كادر التوجيه في الألوية والجبهات، فهذا الجانب من التدريب والتأهيل للكادر المعنوي والتخطيط للعمل المعنوي. وهذه أيضا جوانب مهمة وتحظى أيضا بدورات تأهيلية وتدريبية ومدربين وعقد ورش التدريب ودوراتها واستضافة مدربين ذوي خبرة في هذا المجال لإدارة الحملات الإعلامية وفن الإقناع والحوار وغيرها.
هذه بعض الجوانب والأدوار التي تقوم بها شعبة التوجيه المعنوي بالإضافة أيضًا إلى الأدوار في المعارك، هناك واجبات للتوجيه المعنوي، في المعركة الهجومية والمعركة الدفاعية والمعسكرات الدائمة وفي السكنات والثكنات، هناك توعية ووجود للتوجيه وإذاعات متنقلة وإذاعات أخرى ثابتة تبث النداءات والأناشيد الحماسية، وأيضًا عمل العبارات والجداريات بالمفاهيم الوطنية وغرس الولاء الوطني والولاء الجمهوري ومرافقة القوات في كل التحركات، ولكل معركة في المسير للتوجيه المعنوي دور ومهام فيه، في المعسكر الدائم وفي المواقع، أثناء المعركة الهجومية والمعركة الدفاعية يثبت الأبطال والحث على الرباط وتشجيع المقاتلين ومشاركتهم والقتال معهم.
بالإضافة إلى أعمال العلاقات العامة مع الحاضنة والجامعات والمؤسسات المدنية، ومع قيادات الدولة وبقية الفعاليات والمنظمات الجماهيرية والحاضنة الشعبية وغيرها. ونصدر صحفًا؛ صحيفة حماة الوطن على نحو شبه منتظم أسبوعيًا 12 صفحة، ونشرف على إذاعة (إذاعة وطني إف إم) تعمل 18 ساعة من السادسة فجرًا وحتى 12 منتصف الليل، وتبث لـ 18 محافظة من محافظات الجمهورية، فهي لا تصل لأربع محافظات فقط ولكنها قد تصل لأطرافها، وتقدم برامج حماة الوطن وحماة الجمهورية وبرامج فكرية وثقافية وتخاطب الحاضنة وغير ذلك. نعمل برشورات ومعرض صور ومعارض كتب ونطبع كتبًا وأدبيات وكتبيات ونجمع بعض الأدبيات ونوزع أخرى، فنقوم بعدة فعاليات في إطار العلاقات العامة وفي إطار الإعلام والصحف والدوريات، ونشارك في البرامج التلفزيونية في القنوات والإذاعات والصحف والمواقع وغيرها، ومشاركات العلاقات العامة والتوضيح للرأي العام حول القضية الوطنية.
- كيف تصفون الوضع في تعز أمنيًا وعسكريًا في الوقت الراهن؟

أمنيًّا: تعز ما زالت تحت الحصار ما عدا المنفذ الشرقي الذي يُفتَح لساعات محددة ولنوع خاص من المركبات، واستقرار الوضع الأمني بالنسبة للمناطق المحررة والمديريات المحررة الأمور الأمنية جيدة لكن لا نقول إنه لا تحدث اختلالات، تحدث مثل ما يحدث في كل بلاد العالم، تحدث الجريمة لكن تتخذ السلطات الأمنية كافة الإجراءات، الجرائم جرائم فردية لدوافع متعددة، قد يكون أيضًا لثقافة انتشار السلاح لأن تعز كانت مدنية ولا يحمل أبناؤها السلاح، يحملوا القلم ومشرط الطبيب، وهناك دكاترة الجامعات والصحفيون والإعلاميون، تعز كانت عاصمة الثقافة اليمنية ورائدة التنوير، لكن أُجبِرتْ على حمل السلاح دفاعًا عن شرف المدينة وكرامتها وسيادتها ودفاعًا عن المواطنة المتساوية وعن الوجود وعن الأعراض ومن انتهاك الصائل الباغي مليشيات الحوثي، فحمل أبناؤها السلاح، وثقافة انتشار السلاح في السنوات الأخيرة كان اضطرارًا لا اختيارًا للدفاع عن المدينة وأهلها، لكن في الأخير انتشر السلاح وبقيت ثقافة السلاح وتحدث حوادث هنا وهناك لكن حوادث فردية غير منظمة وغير ممنهجة، وهذه الحوادث تُتَّخَذ لها إجراءات وتدابير أمنية وتتحرك الجهات الضبطية وإحالتها إلى الجهات القضائية والنيابة والجهات المسؤولة. فإذن من الناحية الأمنية تحت السيطرة تمامًا عدا حوادث طبيعية تحدث في كل العالم والجريمة نسبة معقولة بالنسبة إلى عدد السكان المرتفع في تعز الذي يصل إلى أكثر من 4.5 مليون، وبالتالي إذا حدثت بعض الحوادث فهي نسبة طبيعية إلى عدد السكان. بتقييم وزارة الداخلية حصلت تعز على المركز الأول في المناطق المحررة من حيث التعامل مع الجريمة وضبطها، فبشهادة وزارة الداخلية بعدن فتعز في المركز الأول من الناحية الأمنية، وأبناء تعز يحتكموا للقانون والجهات القانونية، هذه ثقافة موجودة، فإذا كان هناك أي خلافات يلجؤون إلى الشرعية والقضاء وإلى الجهات الضبطية والأقسام للفصل فيها، دائمًا ثقافة القانون وثقافة الدولة عند معظم السكان، ما عدا الحالات الشاذة التي تحدث في العالم كله، وهذه الحالات الشاذة لا تنفي القاعدة بل يؤكدها.
أما الوضع العسكري: فنحن في حالة هدنة غير معلنة بتمديد الهدنة التي تمت عام 2022، على اعتبار أن الجميع في حالة هدنة، لكن هذه الهدنة لم تراعِها المليشيات فتقوم بخروقات كبيرة جدًا تكاد تكون معارك شبه يومية، لدينا شهداء ولدينا جرحى بشكل شبه يومي، لم يجف ولم يتوقف نزيف الدم التعزي حتى الآن، لا يزال الشهداء كل يوم وكل ساعة، لا يمر يوم لا يوجد فيه شهداء وجرحى، والمعارك والتسللات والطيران المسير ينفذ إغارات وهجمات والقذائف من بعيد وبالصواريخ، تمارس هذا عبر العمق إلى داخل تعز وإلى عمق المدينة وإلى الجبهات وإلى القرى السكنية وإلى الأحياء الآهلة بالسكان وإلى المدارس وإلى الأسواق.. لا تزال تعز تحت القصف وتحت القنص، والطرقات كله ملغمة والوديان، لغموا حتى مصادر المياه وأماكن الرعي لغموا كل شيء بأشكال وأحجام مختلفة وبأشياء لا تخطر على بال. هناك حالة من الاستنفار والاستعداد والجاهزية لدى الجيش الوطني ولدى المقاومة الشعبية، وهناك رغبة كبيرة في استكمال التحرير والتطهير، ولم تبقَ في تعز غير مديريات محدودة، للعلم إن مديريات تعز 23 مديرية، ومعظم هذه المديريات أكثر من 16 مديرية محررة كليًا أو جزئيًا بما فيها المديريات السيادية والحاكمة التي هي مديريات المدينة الثلاث وهذه تحت سيطرة القوات الحكومية والجيش الوطني، ومديريات الساحل وباب المندب وذوباب والوازعية وموزع والمخا الميناء كلها أيضًا تحت سيطرة الجيش، مديريات الحجرية والتربة هذه المديريات أيضًا تحت سيطرة الجيش، مديريات صبر الثلاث الموادم والمسراخ ومشرعة وحدنان أيضًا تحت سيطرة الجيش، مديرية جبل حبشي والمعافر ومعظم الصلو، معظم مديريات تعز، لا يتبقى في يد المليشيات إلا أجزاء من مديريات شرعب السلام وشرعب الرونة والتعزية وماوية ودمنة خدير وأجزاء من مديرية حيفان، هذه المديريات التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات، وبقية المديريات محررة أو شبه محررة. والجيش يواصل التأهيل والجاهزية والاستعداد والتدريبات، وقد اكتسب خبرة ومهارة ميدانية خلال المواجهات السابقة في مختلف أنواع المواجهات، وقد كان تأهيل الجيش بسيطًا في السابق؛ لأن معظم الجيش كان من المدنيين، مجموعة شباب أحرار أطهار رفضوا هذه المليشيات وخرجوا لمقاومتها واستطاعوا كنسها من معظم مديريات تعز رغم ما تمتلكه المليشيات من معسكرات الجيش السابق التي سُلِّمت لها ومن مخازن الأسلحة ومن الدبابات عشرات الدبابات وعشرات المدفعيات الثقيلة والمخازن بمئات الآلاف الذخائر الثقيلة والمتنوعة والقناصات والفلوكان والمدفعية الرشاشة م-ط وغيرها وأنواع العربات المدولبة والدروع، مخازن سلاح الدولة بالكامل معها وأكثر من 13 لواء كان متمركزًا في تعز وتشكيل عسكري بالإضافة إلى مليشيات الحوثي من اللجان الشعبية وكتائب الموت وكتائب الحسين وغيرها، هذه جميعًا كانت تحارب، مع ذلك استطاع أبناء تعز بتضحيات أسطورية وبطولات نادرة اجترحوها أن يحرروا معظم تعز، ولا يبقى إلا جيوب بسيطة في تعز وبعض المديريات البسيطة في شمال تعز وشرقها، ويتوق أبناء تعز لاستكمال التحرير والتطهير، وليس تعز فقط ولكن إقليم الجند بل اليمن كاملة وإخراج الحوثي من صنعاء وصعدة حافي الأقدام. لكن الشعب تحت سيطرة المليشيات في المديريات التي سيطر الحوثي بالقوة المسلحة عليها، هؤلاء أيضًا يتوقون إلى ساعة الخلاص ويعبروا في أكثر مناسبة عن رفضهم لهذه المليشيات التي ليس لها أي حاضنة وليس لها قبول، وليس لها إلا إيران تدعمها وتفرض وجودها بأدوات الموت والقهر والغلبة والسلاح والبطش والإرهاب والإرعاب لكن أبناء الشعب اليمني الأحرار بالكامل يرفضون هذه المليشيات العنصرية السلالية تمامًا كما ترفض ألمانيا النازية وكما ترفض إيطاليا الفاشية، وكما تُرفض كل الحركات الإرهابية في العالم اليمن أيضًا ترفض الحركة الحوثية الإرهابية.
وهذا ما يحدث في الجبهات شبه هدنة لأنها هدنة غير معلنة أصلًا وتلتزم بها القوات الحكومية وتلجأ القوات الحكومية إلى الدفاع النشط وإلى الرد على مصادر النيران المعادية وعلى مرابض المدفعية وتمنع أي استحداثات عسكرية تقوم بها مليشيات الحوثي، وتستعد أيضًا إذا هناك أي قرار عسكري من القيادة العليا للقوات ومكتب القائد الأعلى لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان للتحرك عبر محاور الحركة المختلفة والخلاص النهائي. المليشيات تقوم بخروقات متكررة وشبه يومية ولم تتوقف القذائف ولا الطيران المسير عن هجماتها على تعز وعلى المناطق المحررة وجبهات الجيش.
- ما أبرز التحديات التي تواجهها القوات المسلحة في محور تعز؟

هناك تحديات كثيرة تواجهها القوات المسلحة عمومًا ومحور تعز ليس جزيرة منعزلة هو ضمن هيكلة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان والقوات المسلحة اليمنية عمومًا الشرعية المعترف بها دوليًا. أبرز التحديات والإشكاليات هو الوضع الاقتصادي المنهار والمتردي على مدار الساعة، هذا تحدٍ وجودي لأن وضع السكان الاقتصادي يؤثر في أي معركة، نحن حين ندرس في العلوم العسكرية من ضمن بنود اتخاذ القرار حين تتخذ القرار العسكري بالقيام بالأعمال سواء هجومية أو دفاعية أو غيرها من بنود تقدير الموقف حتى تتخذ القرار موقف السكان ووضع السكان الاقتصادي، فإذا وضع السكان منهار اقتصاديًا يعني غلاء فاحش وتضخم على مدار الساعة، تصور تدخل المطعم تتناول الإفطار سعر الوجبة 2000 ريال وأثناء النصف ساعة خلال تناول الإفطار تصبح بـ 3000 ريال أو 4000 ريال، فإذا ذهبت لتأتي بالمال تعود وقد أصبحت بـ 6000 أو 7000 ريال، وهكذا على مدار الساعة الانهيار متواصل من 200 ريال الدولار الواحد والآن يقترب إلى 3000، يعني كم تضاعف؟ 3000 بالمئة، وليس مئة بالمئة، يعني بآلاف المرات، تضخم على مدار الساعة، هذه إشكالية كبيرة جدًا، فيؤثر هذا على السكان ويؤثر على القوات أيضًا، في الأخير الوضع المعيشي الصعب يؤثر كثيرًا، ولولا الجانب المعنوي والإيمان بالقضية وعدالة القضية وحماس الشباب ومعنوياتهم يعوض عن النقص في الجانب المادي، وإلا فالقضية الاقتصادية قضية كبيرة جدًا. أيضًا من التحديات والإشكاليات عدم وحدة القرار ووحدة القيادة ووحدة الإمكانيات ووحدة الجهود، فهو عامل مهم جدًا، لا بد أن يكون القرار واحدًا، ورسولنا ﷺ قال: »مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ«، فلا يصلح اثنان لا بد أن يكون واحدًا، فكيف لو كان أكثر من اثنين، فهذا يؤثر على القوات، لا بد أن يكون مصدر القرار السيادي والشرعي ورأس الشرعية واحد هو الذي يصدر القرار ويوحد الإمكانات، وهذا كان من ضمن الجهود اللجنة العسكرية والأمنية وهو توحيد القوات، وهذه إشكالية كبيرة، فلا بد من توحيد القوات وتوحيد العقيدة العسكرية للقوات جميعًا والقتالية أيضًا، لا ينفع أن تُحرَّض بعض القوات على بعض أو بعض التشكيلات، هذه إشكاليات كبيرة ويلعب عليها الحوثي وتطيل في أمد بقائه، لا بد أن تكون التشكيلات جميعها عقيدتها القتالية (الحوثي العدو الأخطر والأوحد والأول لنا جميعًا)، ولا بد أن يتوحد الجميع خلف هذا وأن تكون إيران العدو أيضًا، نحن في عقيدتنا العسكرية كجيش سابقًا وإلى الآن إسرائيل هي العدو الأول وإيران العدو الثاني، أي بعد العدو الصهيوني الإسرائيلي، ينبغي أن يكون هذا عقيدة الجميع، وأن تكون هناك وحدة وتوحيد.. كذلك يكون هناك توحيد للرواتب، وهذه قضية قاصمة للظهر، تخيل الجندي في تعز لا يستلم أي إكراميات ولا أي مرتبات عدا الراتب الرسمي الذي يستلمه من الدولة والذي لا يساوي شيئًا، ما يساوي 70 ريالًا سعوديًا، فلا يستطيع أن يدفع إيجار سكن، السكن في تعز بـ 800 ريال سعودي، والناس لا يؤجرون إلا بالريال السعودي، من 800 إلى 1000 ريال سعودي، وأقلها 500 ريال سعودي، ومعاش الجندي 70 ريالًا، ناهيك عن الأكل والشرب والصحة وغيرها، بينما عسكري آخر بجواره مثل الكدحة بموقع جوار موقع هذا العسكري يستلم راتبًا بالريال السعودي منتظمًا ومصاريف يومية بالريال اليمني ويستلم تغذية وذخيرة ويستلم سلاحًا، والموقع الذي بجواره سلاحه وذخيرته من بيته ويستلم 70 ريالًا سعوديًا آخر الشهر إذا جاءت، وشهران أو ثلاثة لا تأتي.. إشكالية كبيرة، لا بد من توحيد الرواتب، لا بد أن يكون الراتب موحدًا للقوات بالكامل، فلا ينفع أن يكون جيش واحد وشرعية واحدة وكل التشكيلات تستلم مبالغ كبيرة والجيش الرسمي والوطني والقوات المسلحة اليمنية تستلم الفتات، وأيضًا بقية الاستحقاقات، قسْ على هذا بقية الاستحقاقات، من تسليح وذخائر وتدريب وترقيات وعلاوات ومرتبات ووقود وتغذية وغيره، هذا كله يؤثر. فالتحديات أمام الجيش الوطني كبيرة جدًا وإن شاء الله نتمكن من السيطرة على هذه التحديات، وهذا هو الوجع تمامًا، لأن التحديات التي تواجه المؤسسة العسكرية في تعز هذه تؤثر على سير المعركة وعلى أداء الجيش في الميدان، ومن ثم لا بد من إعادة النظر في هذا الجانب من توحيد الإمكانات والجهود وتوحيد المستحقات وتوحيد القوات بشكل كامل وتوحيدها في العقيدة العسكرية والولاء الوطني والولاء الجمهوري وفي مصدر الأمر والقيادة وفي توحيد القرار والهدف والبندقية والإمكانات والراتب وكل المستحقات تكون واحدة بحيث لا يشعر أحد بالغبن ويكون الناس جميعًا تحت دولة واحدة وشرعية واحدة وحكومة واحدة وقرار واحد وراتب واحد ومعاملة واحدة ومستحقات واحدة ونظرة واحدة، لا بد من توحيد هذه الأمور. وهناك كثير من المشكلات في ملف الجرحى وفي مواساة أسر الشهداء وفي تسويات أو ترقيم البدائل وفي التجنيد الموقف عن تعز وفي الانضمام الموقف عن تعز وغيرها كثير جدًا، ملفات كبيرة جدًا وتحديات كبيرة. لكن بفضل الله تعالى وبعزائم الرجال ثم بالمعنويات العالية لأبطال تعز وأبنائها الذين يهبون جميعًا كبيرًا وصغيرًا وكل قادر على حمل السلاح وماجدات تعز والدعم الشعبي والحاضنة الشعبية ومساندة الأشقاء في التحالف العربي سيتغلب الجيش الوطني على كل المعوقات والصعوبات ويحقق الانتصارات والتقدمات، فالإيجابي في كل الجبهات والمحاور تعد تعز الوحيدة التي لم يستطع الحوثي أن يستعيد ولو شبرًا واحدًا مما حُرِّر، كان الجيش الوطني منحصرًا في جبل جرة وأجزاء من شارع جمال في بداية المقاومة الشعبية وبداية إعلانها ضد مليشيات الحوثي، بينما يسيطر الحوثي على المحافظة بالكامل، فحصل الانتصار والتحرير بتسارع كبير وتحرير مديريات بأكملها وتحرير المدينة والأرياف، لم يستطع الحوثي طوال الفترة الماضية كلها بكل قواه أن يستعيد ولو شبرًا واحدًا، صحيح أننا قد نقوم ببعض العمليات العسكرية الهجومية ونفشل فيها، لكن الحوثي لم يستطع حتى الآن استعادة حتى شبر واحد منذ 12 عامًا من تاريخ المواجهات، بل الجيش هو الذي يسيطر على أماكن جديدة، وآخرها قبل سنتين آخر معركة كانت في الجبهة الغربية حررنا مساحة 42 كليومترًا مربعًا، وهي تحوي سبع عزل من مقبنة، عزلتين من أطراف جبل حبشي والكدحة من المعافر والحناية من الوازعية وغيرها، فتقدم الجيش تقدمات كبيرة. فالجيش لا يتأخر ولا ينسحب ولا يستطيع الحوثي أن يستعيد ما يسيطر عليه الجيش، يُحافظ على الأرض المحررة والمواقع المكتسبة، ويُؤمنها تمامًا هندسيًا وعسكريًا وطبيعيًا بمختلف أنواع التأمينات بحيث ما استُرِدَّ من الحوثي لا يستطيع استعادته، وهذا الحاصل في تعز فقط، جبهات كثيرة تقدمت وتراجعت إلا تعز، فهي الجبهة الوحيدة التي لم يحدث فيها أي تراجع أو تأخر بل تقدمات في الأمام ومحافظة على الأرض المكتسبة والمواقع المحررة.
- ما الإنجازات التي حققها المحور خلال العام الماضي؟
المحور خلال العام الماضي أكثر تركيزًا على التدريب والتأهيل، فتخرجت دورات في مختلف التخصصات النوعية ودورات تأهيل ضباط ودورات قادة الكتائب ودورات قادة السرايا ودورات مدفعية ودورات دروع ودورات في الهندسة والألغام وغيرها من الدورات التخصصية، ودورات استجداد ودورات في التوجيه المعنوي أيضًا والعمل المعنوي والتدريبات الفردية والتدريبات الجماعية وتدريبات المشاة وغيرها، فالعام الماضي كان عام التدريب والتأهيل بامتياز سواء بالدورات داخل المحافظة أو دورات إلى عدن أو مأرب أو دورات خارجية خارج الوطن في السعودية ومصر والسودان وقطر والإمارات والأردن وغيرها من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، تدريب وتأهيل على أعلى المستويات لبناء جيش المهمة المحترف وكان هذا هو الهدف، وحققنا فيه إنجازات كبيرة من حيث أعداد الأفراد والدورات والتخصصات، لأننا في البداية كان القتال والمواجهات مما أسهم في إيقاف التدريب، والميدانُ هو المُدرِّب، والجيش بُني من مسافة صفر مع العدو من الميدان، فالبداية مقاومة ثم جاء قرار رئيس الجمهورية بدمج المقاومة في الجيش فأصبح الجيش البديل لأن الجيش الرسمي أصلا مسلَّم مع الحوثي والمعسكرات والمخازن والسلاح كله مع الحوثي، فهذا الجيش بُني جيشًا بديلًا من المقاومة الشعبية أغلبه من المدنيين وبعض من أفراد الجيش السابق الذين وقفوا مع الحكومة الشرعية ومع الدولة اليمنية الرسمية وأعلنوا انضمامهم إلى صفوف الدولة والشرعية والمقاومة الشعبية، فأُعِيد بناء الجيش.
ومن ضمن الإنجازات البناء المؤسسي للجيش، بُنيت مؤسسة الجيش بناءً صحيحًا وأعيد تشكيل الجيش وتقسيمه إلى كتائب تأمينية وألوية ووحدات فرعية وكتائب وتخصصات، وأيضًا المحور وأُوجِدت شعب المحور، فبُني الهيكل التنظيمي للجيش، وقطع البطائق الإلكترونية بالبصمة والصورة وفق أعلى المستويات.
وفي إطار الميدان قام الجيش ببعض العمليات النوعية وبعض الإغارات ومكاسب محدودة تلال أو تباب بسيطة أو تقدمات بسيطة إلى عمارة عمارتين أو تلة أو تلتين، لكن التقدمات الكبيرة كانت قبل سنتين أو ثلاث سنوات في الجبهة الغربية كما ذكرنا التقدمات في 42 كيلومترًا مربعًا في سبع عزل من مديرية مقبنة وعدة قرى وهيئات وتلال حاكمة وعزلتان من أطراف جبل حبشي طُهرت بالكامل وعزلة من المعافر إلى الكدحة وعزلة من الوازعية الحناية وغيرها، وهذه وإن طُهرَت قبل سنتين وثلاثة فإن الجيش حافظ على هذه الانتصارات وهذه التقدمات، ويهتم في ذات الوقت بالبناء النوعي للجيش وبناء المؤسسة العسكرية وتوفير الإمكانات اللازمة وتوفير بعض الأسلحة والمهمات العسكرية كالميريهات وما يدخل في البناء المؤسسي والانضباطي للمؤسسة العسكرية والجيش والشرطة العسكرية وتوابعها.
فهو إذن عام البناء والتدريب والتأهيل بامتياز.
- كيف تتعاملون مع الخروقات أو التهديدات الأمنية المستمرة من المليشيات؟

الوضع الأمني تحت السيطرة، تحدث بعض الجرائم، والحوثي يقوم بخروقات كبيرة عبر خلايا يُقبَض عليها وعبر خلايا مخدرات وخلايا الإفساد الأخلاقي وشبكات الدعارة وخلايا الاغتيالات والتنسيق مع التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش وغيرها فالإرهاب ملة واحدة، لكن يتم التعامل مع كل هذا بيقظة الشعب وتعاون الناس جميعا، فنسيطر على هذه الخلايا والقبض عليها، أما الخروقات التي تحصل فبالقذائف والقنص وعمليات التسللات والقيام ببعض الهجمات الفاشلة والغادرة والجبانة، فنتغلب عليها جميعًا بفضل الله تعالى فنرد على مصادر النيران المعادية وتدمير وإتلاف مرابض المدفعية جزئيًا أو كليًا التي تطلق قذائفها العشوائية على المدنيين أو إجبارها على تغيير أماكن تمركزها، ونكسر كل زحوفات الحوثي وإفشال هجماتهم وإحباط كل تسللاتها ونلحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد تُلاحظ من خلال إعلام المليشيات ولديها كل يوم صرعى وقتلى وجرحى من منتحلي مختلف الرتب والصفات من جبهات تعز نتيجة لليقظة العالية التي يتمتع بها أبطال الجيش في تعز.
فكل التهديدات الأمنية والخروقات العسكرية نتعامل معها بمهنية واحترافية والقضاء عليها والرد عليها، فاليوم تعز تمتلك جيشًا بكل معنى الكلمة، استطعنا الانتصار على هذه المليشيات ونحن مجاميع مقاومة، أما اليوم فتعز تمتلك جيشًا مُدرَّبًا منظمًا يستطيع القيام بجميع الأعمال القتالية بمختلف الظروف إذا توفر القرار العسكري والإمكانات المطلوبة لتنفيذ المهام الموكلة بنجاح وتوفر ظروف الموقف الناشئة المناسبة فإن الجيش يستطيع الانتقال إلى الهجوم الحاسم وحسم المعركة والتحرير بكل سهولة، فالجيش جاهزيته ومعنوياته واستعداده القتالي عالٍ جدًا، ولديه الدربة وأكثر خبرة ومهارة في الميدان من ذي قبل، رغم وجود التحديات كما ذكرت.
- ما الدور الذي تؤديه شعبة التوجيه المعنوي في رفع الروح القتالية والمعنويات للجنود؟
يدرك القادة قديمًا وحديثًا في كل المعارك العسكرية أهمية الروح المعنوية للقوات، المعنويات تؤدي دورًا حاسمًا وحازمًا في كل المعارك والمواجهات، ومن ثم فإن 70% من المعركة للجانب المعنوي، فالسلاح لا يعمل إلا في يد بطل، ولذلك التوجيه مهم وكل القادة يولونه الأهمية بكل فروعه من فروع الإرشاد الديني والإعلام والدعاية والحرب النفسية ومكافحة الدعاية المضادة وأيضًا التدريب والتأهيل وفرع الثقافة والعمل الثقافي والعمل المعنوي والعمل السياسي وغيره، ولذلك فمسؤولو التوجيه المعنوي يُعدُّون مساعدي القادة في كل القوى والمناطق والألوية والمحاور العسكرية وظل القائد والمصاحب للقائد الدائم الضابط الذي مع القائد وفي قسم الأمر وهيئة القيادة التوجيه المعنوي، لأن تقدير المعنويات أمر مهم جدًا في المعارك وفي السلم وفي الحرب. فشعبة التوجيه تقوم بدورها وفق الخطط المنزلة من دائرة التوجيه المعنوي برئاسة هيئة الأركان العامة ووفق سياسة الدولة الشرعية ووفق متطلبات المعركة.
- كيف تتعاملون مع الحملات الإعلامية المعادية؟ وما إستراتيجيتكم في المواجهة الإعلامية؟
المليشيات تحترف التضليل والتزييف، لديها من الإمكانات والخبرات واستولت على أجهزة الدولة وإمكاناتها ووسائل إعلام الدولة وإمكانات دائرة التوجيه المعنوي في العاصمة والقنوات سواء تلك التي صادرتها الحكومية أو الخاصة والإذاعات وغيرها وأجهزة الاستخبارات والأمن القومي، وارتباطها بالحرس الثوري وحزب الله وغيرهما، فهذا يعطيها أفضلية في جانب الدعاية، وأيضًا منهجها وبرنامجها يقوم على الكذب والتضليل والتزييف والتزوير، لكن نحن نعتمد إستراتيجية بث الحقائق والأنباء الصحيحة ومواجهة كل الدعاية بتوضيح الحقائق سواء للحاضنة أو القوات أو الرأي العام المحلي والدولي، ولدينا مركز إعلامي ووسائل إعلام وعبر الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المختلفة وعبر القنوات الفضائية الشرعية والموالية للشرعية، فتُوضَّح الحقائق على الأرض كما هي بلا تزييف ولا تضليل ولا مبالغة ولا تهويل، وإنما نقل للحقيقة كما هي. المليشيات قتلت شهود الحقائق، قتلت الإعلاميين والمصوريين، لدينا عدد من الشهداء من المصوريين والإعلاميين، مثل بليغ الحذيفي وتقي الدين الحذيفي وأحمد اليمني، كذا الناشطين والناشطات، استهدفتهم مليشيا الحوثي لأنها ضد الحقيقة وضد المصداقية وتبني على الأوهام والأحلام والتضليل والتزييف وتزوير الحقائق. فإذن إستراتيجيتنا في الإعلام هو تحري الصدق ونقل الأنباء الصادقة والحقيقية من المصادر الرسمية والموثوقة ومصادر الأنباء الصديقة غير المعادية.
- هل هناك برامج توعية أو تدريب نفسي للجنود في ظل ضغوط الحرب المستمرة؟
وفقًا للإمكانات المتاحة وما هو متيسر تُعمَل برامج توعية وتدريب نفسي للجنود، وكذا من أسرى العدو من هم دون السن القانونية ومن الأطفال، فالعدو يزج بالأطفال إلى محارق الموت وأتون المعركة، فتُعمَل مراكز لتأهليهم، وأيضًا القوات الصديقة يعملون دورات وبرامج تدريب وورش وغيرها ولقاءات مفتوحة مع القيادة ومع غيره ومع الحاضنة والمجتمع، فتُعمَل برامج توعية وبرامج نفسية وبرامج إعادة تأهيل وجلسات نفسية مع بعض الأفراد في حال وجود بعض الملاحظات، إما أن تكون جلسات انفرادية أو جماعية، جلسات نفسية وغيرها، لكن كل ذلك بحسب الإمكانات المتاحة وإن كانت على نحو غير كبير ولا موسع ولا بالشكل المأمول، نريد أن نتوسع كثيرًا في هذه البرامج لأنها مع اشتداد الحرب وطول فترة المعركة والسهر لليالٍ طويلة والتشنج ومنظر الدماء والأصدقاء والزملاء وهم يسقطون شهداء وتتناثر أشلاؤهم، كل ذلك يؤثر على نفسية الأفراد ومعنوياتهم، وفقد الأحبة والدمار وحالة اليقظة والتحفز الدائم والتوجس والمراقبة في المتارس وبين أزيز الرصاص ولهيب النار، كلها تؤثر على النفسيات والمعنويات وبحاجة إلى دعم نفسي وإعادة تأهيل وبرامج نفسية ومعنوية وبرامج إيمانية وغيرها باستمرار، وإن شاء الله نتمكن من توسيع هذه البرامج بشكل أكبر.
- كيف يُنسَّق بين الجيش والمجتمع المدني في تعز؟
أكبر داعم للجيش وحاضنة له هي في تعز، لأن الجيش نابع من المقاومة والمجتمع التعزي، وكل الأسر في تعز لها أبناء في الجيش، فالجيش والأمن والحاضنة في تعز شيء واحد تمامًا. هناك تنسيق على أعلى المستويات مع منظمات المجتمع المدني لإقامة التوعية بحقوق الإنسان وقوانين الحرب وقانون الحرب الدولي الإنساني والتعامل مع الأسرى وقواعد الاشتباك المدنية ومراعاة الأعيان المدنية وغيرها، هناك منظمات الإغاثة والصليب الأحمر في تبادل الأسرى وإسعاف الجرحى وانتشال الجثث، فنحن نتعامل مع كل منظمات المجتمع المدني، ومنفتحين على جميع هذه المنظمات. هناك منظمات تأتي لتفقد السجون وأوضاع الأسرى، بابنا مفتوح لكل الهيئات والمنظمات، وهناك تنسيق مع المؤسسات المدنية والجهات المدنية الحكومية والجامعات والمدارس والتربية والإعلام والثقافة والأوقاف والإرشاد، أساتذة الجامعات يأتون مرشدين ومحاضرين. فهناك تنسيق عالٍ جدًا جدًا، وصدورنا مفتوحة ونستدعي الجميع ونذهب إليهم ونرتب أنشطة معهم وندوات ودورات وتدريب وتأهيل في كل الأمور، فهي علاقاتنا ممتازة وعلى أعلى المستويات سواء المنظمات الأهلية والخاصة أو الحزبية أو الإغاثية أو الدولية أو المؤسسات الرسمية أو الهيئات أو الجامعات أو السلطات المحلية أو المكاتب العمومية، هناك تنسيق عالٍ جدًا مع كل الجهات، حتى مع الجهات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة؛ فنقيم دوريًا رياضيًا ونشارك في أنشطة عديدة ومسابقات الجري، في أشياء كثيرة وفي الكشافة والمرور، نشارك في كل الأنشطة والفعاليات المجتمعية وكل المناسبات بفاعلية وهناك تنسيق تام وخاصة في التوجيه المعنوي في المحور والألوية، ولقاءات دورية مع البيئة المحيطة وعقال الحارات والمؤسسات والمنظمات ومع رجال الإعلام والصحافة ونادي القضاة مع كل الجهات نجلس معهم ومع الأحزاب السياسية وكثير من المنظمات الأهلية ونتبادل معهم وجهات النظر والآراء والجلوس معهم باستمرار.
- ما تقييمكم لتفاعل المواطنين مع جهود الجيش الوطني في المدينة؟
حوصرت المدينة حصارًا شديدًا، ومُنِع دخول المواد الغذائية وغاز الطبخ وأسطوانات الأكسجين للمستشفيات ودخول المياه وإخراج النفايات، مُنِعَت أشياء كثيرة، كان حصارًا مُطبِقًا وخانقًا قبل أن يتمكن الجيش من فكه جزئيًا، ومع ذلك صمد المواطنون والتفوا حول الجيش. فعلاقة المواطنين بالجيش أعتقد أنها من أفضل العلاقات، فهي حالة اندماج كلي وتوحد في الهدف والمصير. والمواطنون يصيبهم ما يصيب الجيش من القذائف العشوائية وتهديم البيوت، وآخرها قبل أيام حيث كان القصف على المواطنين بالدبابات والمدفعية على الأحياء الشرقية للمدينة وتهدم بيت بالكامل واستهدف أطفال واستهدفت حديقة الأطفال، واستهدفت أندية رياضية كنادي أهلي تعز واستشهد أحد لاعبي الفريق واستشهد آخر وجُرِح البعض الآخر أثناء التدريب. فهناك حالة توحد كبير في الهدف وفي المصير وفي التوجه، وهناك دعم وإسناد من المواطنين لكل الجبهات، زيارات من مختلف شرائح المجتمع إلى الجبهات زيارات تثبيت للأبطال ودعم قوافل الغذاء وقوافل الدعم والإسناد لكل ما يحتاجه الجيش، حتى شراء الذخائر وخزنات السلاح وكثير الأمور تكون بتعاون من المواطنين داخل المدينة أو من المغتربين، من التجار ورجال المال والأعمال دعم لا محدود للجيش ومواقفه وللتحرير وخطته وللمواقع وللأبطال بشكل دائم. هذا أكثر ما يعمل على حفظ الجبهات والمواقع وعلى رفع معنويات الأبطال. المواطنون أعتبرهم هم صناع الأهداف، مثل لعبة كرة القدم، هناك صانع للهدف، فما حققه الجيش من انتصارات الصانع الرئيسي له هو المواطنون والحاضنة الشعبية، هم صناع أهداف الجيش وصانعو انتصاراته وهم من يقف خلف معنويات الجيش وصموده وثباته واستبساله في تعز منذ اللحظات الأولى وحتى الآن.
- ما تطلعات قيادة محور تعز خلال المرحلة المقبلة؟
نحن نتطلع في قيادة المحور خلال المرحلة المقبلة إلى التحرير بإذن الله تعالى، التحرير الكامل والشامل واستعادة العاصمة صنعاء واستعادة الدولة والقضاء على التمرد والانقلاب، هذا ما نتطلع إليه وما نعمل من أجله وما تعاهدنا وتواعدنا عليه وما خرجنا أصلًا وضحينا بكل مصالحنا وفلذات أكبادنا وشهدائنا وبراحتنا وبأرواحنا، تركنا كل شيء وخرجنا منذ اللحظات الأولى وكانت ما تزال بالسلاح الشخصي ضد الانقلاب وضد معسكرات الدولة التي سُلِّمت للانقلابيين وكنا ما نزال أفرادًا ضباطًا وبعض المدنيين من المقاومين كان الهدف ولا يزال هو القضاء على التمرد والانقلاب المسلح، على أن نستعيد الدولة ونستعيد مؤسسات الدولة وخدماتها. هذا هو الهدف القضاء على التمرد والانقلاب.. ما نتطلع إليه هو استكمال التحرير ونتطلع إلى دعم الحاضنة الشعبية وإلى دعم الأشقاء والأصدقاء في دعم أبناء اليمن ودعم الجيش اليمني في التحرير الكامل والناجز. موقف أبناء اليمن والشعب اليمني وأبناء تعز من جميع المكونات الداخلية في اليمن أو الجوار العربي أو الأصدقاء في العالم موقفنا يتحدد بموقفهم من قضية التحرر والخلاص الوطني لليمنيين، هل هم مع تحرير اليمن وتحرير الشعب اليمني من ربقة الاستبداد والفساد وربقة التسلط الإمامي الكهنوتي السلالي العنصري الذي لا يتعايش ولا يقبل التعايش مع اليمنيين الذي يتمايز ويتعالى عليهم. المعركة معركة كرامة ووجود ودفاع عن الأعراض والمقدسات والأوطان والثوابت الوطنية والجمهورية التي ارتضاها كل أبناء اليمن. نتطلع إلى دور فاعل للأشقاء بقيادة المملكة العربية السعودية في التحالف العربي والأصدقاء من العالم الحر جميعًا وإلى أيضًا المواطنين الأحرار وإلى الحاضنة وإلى كل أبناء الوطن حتى من هم تحت سيطرة الحوثي نتطلع إلى تعاونهم وتآزر الجميع وتضافر كل الجهود وتوحيد كل الإمكانات وتوحيد القرار والصف والهدف للخلاص من هذه المليشيات وللتحرر والخلاص الوطني بإذن الله تعالى، ونتمنى ونرى أن ذلك سيكون قريبًا بإذن الله تعالى.
- هل هناك خطة لإعادة تأهيل المناطق المحررة وتأمينها بشكل مستدام؟
طبعًا هناك خطة سواء عسكرية أو أمنية أو خطة للقطاعات المدنية ولوحدات الخدمة العامة والخدمة المدنية وقطاعات السلطة المحلية والمديريات وغيرها. وبالنسبة لنا كعسكريين بلا شك هناك خطة واضحة وإلا فإن لنا عشر سنوات كيف منعنا مليشيات الحوثي وقد حاولت بكل إمكاناتها وفشلت إلا بخطة محكمة، هذه الخطة تُقرّ من العسكريين ونتيجة للمعلومات واستطلاع الميدان ومعرفة الجبهات وغيره، وتُقرّ من المستوى الأعلى، ويُصدِّق عليها القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية ويحصل التنفيذ والانتشار وفقًا للخطة العسكرية ووفقًا لمحددات الطبوغرافيا والجغرافيا الموجودة والتضاريس، فهناك خطة انتشار عسكري وخطة انتشار أمني داخل كل المناطق المحررة لتأمين المناطق المحررة سواء من الاختلالات الداخلية أو من الهجمات الحوثية ومن القذائف العشوائية والطيران المسير الذي تتصدى له الدفاعات الجوية للجيش المنتشرة في التلال المحيطة بالمناطق المحررة وفي أماكن وهيئات حاكمة وفي عقد المواصلات وفي الأماكن المهمة، وهناك انتشار حتى في مجاري السيول بين الجبال بشكل شبه دائري على المدينة وأريافها المحررة، بحيث يُمنَع أي دخول للمليشيات من أي مكان، فتجد في أي مكان تذهب إليه القوات المسلحة في الوديان والهضاب والتلال ومجاري السيول ستجد أفراد الجيش منتشرين خلف المتارس وأيديهم على الزناد وأعينهم تراقب وتلاحظ تحركات المليشيات بكل دقة. هناك خطة عسكرية مكتملة وضعها خبراء من عدة تخصصات في الميدان بالسلاح، أيضًا هناك تغطية بهيئات حاكمة بالأسلحة الرشاشة، بحيث يكون التمشيط والمراقبة حسب المسافات العسكرية وبحسب التوقيتات العسكرية أيضًا تُسدُّ الفجوات كاملة بأقواس النيران وخنادق النيران والمناورة بالنيران أيضًا. فهناك خطة عسكرية عالية المستوى محكمة منعت الحوثي تمامًا من إحداث أي اختراق في جبهات تعز حتى الآن، هذه الخطة لم يستطع الحوثي أن يتجاوزها أو أن يقوم بأي اختراق لها نهائيًا، وهذا يدل على أن الخطة جيدة ومحكمة والترتيب دقيق وفاعل والعناصر القتالية فاعلة ونفذت الموكلة إليها بنجاح. وهناك أيضًا خطة لتأهيل وتطبيع الحياة واستعادة الخدمات واستعادة المرتبات، وأيضًا تأهيل الطرقات، وتأهيل مباني المؤسسات التي انتهت تمامًا، بُنيت المؤسسات من الصفر أو حتى من تحت الصفر، فمثلًا أُنشِئت مؤسسة شرطة عسكرية بديلة على الرغم من الشرطة العسكرية مسلمة للحوثي بكل أطقمها وآلياتها وسلاحها ومخازنها ومكاتبها وأجهزة الكمبيوتر والبيانات والتوثيق والأرشيفات وغيرها، أُعيد بناء وهيكلته من الصفر، وكذلك بناء مؤسسة القضاء والنيابات وإدارة الأمن والسلطة المحلية والمحافظة والتربية، كل المؤسسات، هناك خطة ونُفذَت، بل عادت أفضل مما كانت، قمنا بإعادة مؤسسات جديدة بديلة بالإمكانات المتاحة وعادت الخدمات وقدمت خدماتها للمواطنين وفتحت أبوابها لهم وأصبحت مثالًا يحتذى على مستوى المناطق المحررة كاملة، أُهِلَت كل المرافق الخدمية وكل المؤسسات والمصالح الإيرادية والحكومية وغيرها سواء من حيث المباني والأثاث والأدوات أو الأطقم أو السيارات أو الخدمات التي تقدمها.
- تناولت وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية جاهزية قوات الجيش لمعركة استعادة الدولة وتحرير صنعاء. ما حقيقة هذا الأمر؟

نعم، هذه حقيقة، الجيش فتح معسكرات واستدعى الاحتياط واستدعى الإجازات والرخص وأعلن النفير العام واستدعى المقاومة الشعبية وفتح مراكز لتدريبها على جميع الأعمال سواء القتالية أو الإغاثية أو غيرها، وكان هناك ورش لصيانة السلاح وتخزينه وغير ذلك. فعلا كانت حالة من رفع الجاهزية والاستعداد الكامل والتعبئة العامة لأن عامة الناس لديهم رغبة واستنفار لدى كل الحاضنة للخلاص من هذه المليشيات، وبإذن الله تعالى أن الأمور تُرتَّب للانتهاء من هذه المليشيات. فخلال الفترة الماضية شهدت القوات أعمال استعدادات قتالية عالية واتُخِذَت إجراءات رفع الجاهزية وإجراءات الانتقال إلى الاستعداد القتالي الكامل عسكريًا كما هو معروف، فالجميع على أهبة الاستعداد لمعركة استعادة الدولة. الجيش جاهز للانتصار والخلاص النهائي وخوض معركة التحرير الوجودية والمصيرية.
- هل هناك تنسيق لمعركة برية مع أطراف خارجية؟
كان هناك بعض التنسيقات لا أدري أين وصلت، كان هناك بعض التنسيقات في بعض الجبهات أن تتحرك معركة برية للسيطرة على الساحل مثلًا، لمنع التهريب ومنع استهداف الملاحة، وفي بعض المناطق للسيطرة على بعض المناطق الإستراتيجية والحيوية بالنسبة لمليشيات الحوثي كصعدة وصنعاء وفي اتجاه هذه الجبهات، وكان هناك تنسيق مع بعض الجهات سواء عربية في التحالف العربي أو الأصدقاء الأمريكان والبريطانيين وغيرهم، وزار رئيس هيئة الأركان قائد الجيش إلى أمريكا وغيرها، والحكومة ووزير الدفاع التقى بالسفير الأمريكي والبريطاني وغيرهما، وهناك مناقشات ومداولات، لكن خفت هذا الأمر في المرحلة الأخيرة، لا أدري وكأنه هناك رسائل من المليشيات بأنها يمكن أن تسلم أو تقبل، ومن وجهة نظري ومن واقع تجاربنا السابقة معها أنه شبه مستحيل، المليشيات لا يمكن معها إلا خيار الحسم العسكري، وبغير هذا لا يمكن أن تسلم أو تستسلم، لكن المجتمع الدولي والعربي والإقليمي هل هناك ضمانات أو إشارات معينة، لأنه في آخر الأمر هذه المليشيات هي أداة وظيفية لإيران وإيران الآن تخوض مفاوضات مع الأمريكان ومع الأشقاء بالسعودية والخليج وغيره، فأتوقع أنه ربما هناك رسائل تطمين أو ما شابه، ولكن بعد أن تنتهي المرحلة الماراثونية من هذه المفاوضات مع الإيرانيين سيكتشفون أن الإيرانيين يتلاعبون بالوقت وغير جادين ولا يمكن أن يقدموا تنازلات حقيقية أو الوصول إلى مفاوضات جادة تؤدي إلى حلول جذرية. أقصى ما يمكن أن يحدث في اليمن هو تأجيل الصراع أما سلام مستدام وشامل لا يمكن أن يتحقق مع هذه المليشيات وهذه تجاربنا، خضنا ستة حروب قبل هذه الحرب، نتوصل لاتفاقات وتوقع وتلتزم ثم بمجرد أن تشعر بقليل من السيطرة والإمكانات تفجر الحرب من جديد، فهذه المليشيات لا تُؤمَن أبدًا ولا يمكن معها إلا الحسم وتسليم السلاح وخاصة الثقيل والنوعي للدولة. فكان هناك نوع من التنسيق لكن هذا التنسيق لم يستمر ويبدو أن هناك اقتراحات معينة، وأعتقد أن بعد الوصول إلى طرق مسدودة كما وصلنا نحن ربما يعود المجتمع الدولي والتحالف العربي إلى نقطة الصفر ونعود إلى البداية التي كنا قد نصحنا بها مرارًا.
- أليس من المفترض تأمين المدينة بالتقدم في مناطق التماس ما دامت القوات الحكومية جاهزة لذلك؟
المفترض ليس فقط تأمين المدينة تأمين المناطق المحررة، تأمين عدن وتأمين العالم، وتأمين باب المندب، باب المندب هو تعز مديرية من مديريات تعز، والبحر العربي والبحر الأحمر تحت مرمى نيران المليشيات الحوثية من الجبال المطلة، لو صعدت جبل أومان أو جبل أعلى بالحوبان ترى عدن والبريقة بوضوح، لا يمكن أن تأمن عمق المناطق المحررة لا عدن ولا لحج ولا الضالع من عودة المليشيات الحوثية إلا إذا حُرِّرت تعز، لا بد من استكمال تحرير تعز وكل المرتفعات التي في تعز وفي إب، إقليم الجند عمومًا، فإب منها مناطق مجاورة للضالع، لا بد من تحرير تعز وإب لتأمين المناطق المحررة في عدن والضالع ولحج وغيرها، بل وتأمين الحكومة، الحكومة حين عادت إلى مطار عدن استُهدِفَت بصاروخ من تعز، فالمطار أسفل منه من الجبال المطلة عليه من تعز، من جبال القبيطة ترى المطار، رأيتُ ذلك بنفسي، رأيتُ عدن أسفل منا، ترى الناس يتحركون في الحياة الطبيعية فما بالك بالمناطق الكبيرة والمرافق. كان يُطلق على تعز أنها عُدينة أي أنها أرياف عدن، وسُمِّيتْ بذلك تاريخيًا، فعدن البندر أي المدينة وأريافها تعز، هذا معروف، وبمناسبة الوحدة اليمنية اليمنيون هم أسرة واحدة أصلًا، أعرف أسرًا من بينها أسرتنا مجموعة منهم موجودون في عدن ومجموعة هنا في تعز، والسقاف فيهم من هم في حضرموت ومجموعة في إب ومجموعة في لحج ومجموعة في تعز، في الأخير هي أسرة واحدة، نحن اليمنيين أسرة واحدة، هذا معروف، جسد واحد وأسرة واحدة. وفي الأخير الجغرافيا اليمنية جغرافيا واحدة ومتداخلة ولا بد لأجل تأمين الساحل وتأمين الملاحة وتأمين الممرات الدولية لا بد من تحرير تعز بالكامل وتحرير إب أيضًا والمرتفعات الحاكمة من إب، لا بد من هذا حتى تأمن المناطق المحررة تمامًا، وبالتالي لا يمكن للملاحة أن تأمن والمناطق المحررة، وإلا ستكون عرضة للخطر الحوثي في أي لحظة، يستطيع أن يستعيدها في لحظات إذا لم يتم الحسم في هذه الأمور، وهذا لا نقوله للتهويل، وإنما يعرفه الخبراء العسكريون جميعًا، بل المبتدئون عسكريًا أو في العلوم الحربية يفهمون أنه لا يمكن أن تأمن عدن والضالع ولا لحج ولا الساحل ولا الممر الدولي إلا إذا تحررت تعز وإب وخاصة المرتفعات الحاكمة من إب والهيئات الحاكمة فيها، لأن تعز على الساحل، فتعز محافظة ساحلية، يمتد ساحلها إلى أكثر من 200 كيلومتر من باب المندب إلى حسي سالم بالقرب من الخوخة، هذا كله ساحل تعز، ولذا فهو ساحل مهم جدًا ويحتاج أن يُؤَمَّن ويحتاج أن تُحرر المحافظة كلها والهيئات الحاكمة من المحافظات المجاورة.
- كيف ترون توسيع الحوثيين قصفهم وعملياتهم في تعز؟ وهل ستكتفون بالمشاهدة لسقوط ضحايا مدنيين وعسكريين؟
الحوثي يقوم بأعمال من بعيد من المشارف البعيدة ويستهدف بالقذائف البعيدة والسلاح، ونحن لا نكتفي بالمشاهدة، ولكن في الأخير هذه معركة وتحتاج إلى إمكانات، نحن الآن سندخل في مناطق مفتوحة، المناطق المفتوحة هذه تحتاج إلى قوة كبيرة وأعداد كبيرة، والأعداد موجودة لكن تحتاج إلى سلاح ثقيل لأن المناطق السكنية والمناطق الجبلية السلاح المتوسط والخفيف يسد كثيرًا من الخلل، لكن حين تنتقل إلى مناطق مفتوحة تمامًا أنت بحاجة إلى سلاح ثقيل يغطي ويمشط هذه المناطق. لا نكتفي بالمشاهدة ولكننا لا يمكن أن نخوض حربًا انتحارية لا بد من توفر الحد الأدنى من الإمكانات المطلوبة لتنفيذ المهام بنجاح، ونحن نسعى إلى هذا ونحاول أن نجمع الإمكانات المطلوبة، فإذا توفرت سنتحرك فورًا. فتوسيع الحوثيين هدفه أن يرفع معنوياته ويُشعر أنصاره والآخرين أنه لا يتأثر بالضربات التي يتلقاها وبأنه لا يزال موجودًا ويثبت وجوده، فكل ما يقوم به هو إثبات وجود وقادر على الفعل، ولذلك كل قذائفه وعملياته لرفع معنويات أنصاره المنهارة أصلًا والمغرر بهم تحت سيطرته، ثم لإثبات الحضور، لكنها تُقرأ بوضوح وتثبت ضعفه أكثر مما تثبت قوته، لأنها أعمال اليائس الذي يقول عليّ وعلى أعدائي وليس له أي مجال آخر فهو اتجاه إجباري بالنسبة له، ولذا تلجأ القوات إلى رمي كل ثقلها وكل سلاح ثقيل عندما تكون هذه آخر خياراتها، فهي “رفسات التيس المذبوح”، فهي في هذا الرمق الأخير وتثبت ضعفها اليوم أكثر من أي وقت مضى. وبالنسبة لنا هي معركة وليست قضية فعل ورد فعل ولا تراشقات إعلامية، هي معركة فيها دماء وجرحى وإحراق مال وسكب دماء، وتوفر لها ذخائر وأسلحة ونقل ووقود وعلاج وإسعاف للجرحى ومواساة لأسر الشهداء، بحاجة إلى إمكانات دولة، أنت تقوم بمعركة كبيرة وواسعة وهي أرض مفتوحة، فلا بد من توفر كل التأمينات، هذا أمر لا يتم إلا بتأمين شامل من التغذية والعلاج والتأمين الطبي والتأمين الفني والتأمين الهندسي، كل التأمينات، ولا بد من توفر الدعم اللوجستي، ونحن نعمل والحمد لله قد توفر الكثير، ونحن نعمل على استكمال توفير كل متطلبات المعركة، وسنخوض الأعمال القتالية بأنواعها كافة.
- تظهر من وقت لآخر تجاوزات لأفراد محسوبين على الجيش اليمني في تعز، يرى البعض أنها تحولت إلى ظاهرة، كيف تعملون على الحد من هذه التجاوزات؟
ينبغي أن نعرف أن 90% مما يُنشَر هو أكاذيب وفبركات ومطابخ معادية وذباب إلكتروني لا أساس له من الصحة، تبقى حالات نادرة في حدود 10% هي حوادث فردية غير منظمة ويُتعامل معها بكل حزم وحسم، وتسليم المطلوبين للجهات المعنية، أو بعض هؤلاء المطلوبين قد قُتلوا أثناء المواجهة مع الحملة الأمنية وبعضهم للأسف الشديد فروا إلى جهات تعز الأربع بلا استثناء، بعضهم فر إلى مناطق الحوثيين مثل غزوان المخلافي وعادل العزي، وبعضهم فر إلى مناطق الساحل مثل: غدر وأبو العباس وبعض المطلوبين من كتائبه، وبعضهم يفر إلى عدن وإلى الانتقالي مثل: حبيب السامعي المتهم بقتل ضياء الحق السامعي وغيره، في الأخير يفرون إلى جهات تعز الأربع للأسف الشديد نتيجة بعض المناكفات والمماحكات وهناك من يوفر لهم الحماية، ولكننا على تواصل وتنسيق دائم، فلا حصانة ولا حماية لمطلوب أمني، ويجب تسليم جميع المطلوبين الأمنيين سواء عندنا أو عندهم لتأخذ العدالة مجراها وهذه حقوق شخصية. فهي ليست ظاهرة، هي ظاهرة إلكترونية في مواقع التواصل، معظمها مبالغات وأكاذيب وتضليل وتزييف وتزوير ومطابخ معادية قد اتضحت وانكشفت منذ زمن، تصور تعز بصورة سيئة، وبالعكس، فتعز محافظة تؤمن بالقانون وتلتزم بالدستور معظم الأفراد يقومون بواجباتهم وأدوارهم، والحوادث هي نسبة معقولة مثل أي نسبة في العالم بالنسبة لكثافة السكان، ولا أحد يقر أي تجاوزات سواء من الجيش أو الأمن أو مواطنين عاديين، الجميع يقف موقفًا واحدًا ويتخذون الإجراءات المناسبة. وقد ذكرت حالات شاذة، لكن في الأعم الأوضاع طبيعية جدًا ولا توجد هذه الظواهر، بل نحن حصلنا على مركز متقدم جدًا على مستوى المحافظات المحررة كاملة، بل على مستوى محافظات الجمهورية سواء الواقعة تحت سيطرة المليشيات أو غيرها، تعز من حيث السيطرة على الجريمة ونسبة الجريمة ومن حيث إلقاء القبض على المجرمين نحن الرقم واحد على مستوى اليمن كلها بشهادة وزارة الداخلية وبالإحصاءات والبيانات ولغة الأرقام التي لا تكذب، لكن لغة الذباب الإلكتروني هذه لغة أخرى، فالحقيقة أن تعز تتعرض لحملة شيطنة غير عادية ممولة وممنهجة ومنظمة، دعايات غير عادية، حرب مكتملة الأركان، ومدعومة من عدة جهات داخلية وخارجية بغرض التشويه، كل من زار تعز وكان يردد مثل هذه الأكاذيب شهد لتعز، ابتداء من رئيس الجمهورية الدكتور رشاد العليمي دخل تعز ورأى بنفسه وتجول، وتجول كذلك وزير الدفاع السابق المقدشي منفردًا في شوارع تعز وأزقتها وأسواقها الشعبية، وجاء صحفيون كثر إلى تعز وغيروا نظرتهم السابقة كاملة، فاعترف كل الصحفيين كل الإعلاميين كل المسؤولين كل الوفود الأممية التي زارت تعز كل المنظمات كل الوزارات كل المسؤولين العرب والأجانب والمحليين وكل الوزراء كلهم بلا استثناء يقولون كنا خاضعين لعملية تزييف وتضليل وغسيل دماغ غير عادية على تعز، فعلًا لا يوجد 1% مما يُنشر ويقال في وسائل التواصل الاجتماعي، هذا كلام المسؤولين وليس كلامي أنا، واقرأ وعدْ إلى كل الإعلاميين المحترمين وليس الذباب الإلكتروني الذين كانوا يهاجمون تعز ويعدون تعز مأوى للجريمة، ففي عام 2019 تعز أُعلِنت محافظة خالية من الإرهاب المحافظة الوحيدة على مستوى الجمهورية، تم تعقب كل الخلايا وكل المطلوبين وكل الخارجين على النظام والقانون، وهذا لم يحصل في أي محافظة غير تعز، ومع ذلك نقوم بكل الإجراءات والتدابير لمنع أي تجاوزات بحق أي أحد، فما وُجِدنا إلا للحفاظ على المواطنين ومصالحهم وكرامتهم وهذا واجبنا ودورنا والكل يتعاون في هذا الجانب، وإذا وُجِدت تجاوزات واختلالات فسنقف بصرامة إزاءها وتسليم كل من يثبت عليه للجهات العدلية والقضائية لإنفاذ القانون على الجميع.