شاركت الجمهورية اليمنية، اليوم الأربعاء، في مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة النظامية في المنطقة العربية، المنعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بوقد ترأسه مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري.
وتطرق السفير العكبري في مداخلته خلال المؤتمر، الى تحديات الهجرة الى اليمن، والجوانب المختلفة لهذه الظاهرة..مؤكداً ان اليمن لن تألوا جهداً في الإسهام بالتنفيذ الفعال للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية..داعياً الى تكثيف مساندة ودعم الجمهورية اليمنية في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها..معبراً عن ترحيب اليمن بالمشاركة الفعالة في الحوارات وورش العمل والدراسات وتبادل الخبرات في اطار الاستعراض الإقليمي للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية.
وقال العكبري خلال المؤتمر بحضور الامين العام للجامعة العربية، احمد ابو الغيط، ومنسقة شبكة الامم المتحدة للهجرة، والمديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ، يمي بوب، وعدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين بشؤون الهجرة ، والجهات الدولية “ان اليمن كان ولا يزال طيلة العقود الثلاثة الأخيرة، الوجهة الرئيسة للمهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي، والذين سعوا إلى البقاء في اليمن أو الانتقال منه إلى محطاتٍ ووجهاتٍ أخرى”..مشيراً الى ان الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي الارهابية على الشعب اليمني، أدت بالبلاد إلى انهيار اقتصادي وتدهور كارثي في الجانب الإنساني، وأدت الى نزوح ملايين اليمنيين من مناطقهم، وكذلك هجرة اعداد كبيرة من اليمنيين الى خارج اليمن.
وطالب السفير رياض العكبري، منظمة الهجرة الدولية والمنظمات الدولية المعنية والدول المانحة، إلى سرعة تقديم الدعم اللازم للمساهمة في تحمل الاعباء الناجمة عن تدفق الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن، ، ومساعدة الحكومة في معالجة أوضاع المهاجرين من خلال انشاء مراكز استجابة إنسانية قادرة على استيعاب الاعداد الكبيرة من المهاجرين، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة من المأوى والغذاء والدواء، وترتيب العودة الطوعية الى بلادهم.
واشار الى تحذير الحكومة اليمنية، من أن بعض الجماعات المسلحة المتطرفة قد تستغل المهاجرين وتقوم باستخدامهم في أغراض إرهابية، وتهريب المخدرات والسلاح، واستغلال المهاجرين في تشكيل عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وعمليات تهريب البشر إلى اليمن والى دول الجوار، فضلاً عن مخاطر تسلل عناصر إرهابية ضمن مجموعة المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن.
ولفت السفير العكبري، الى التحديات التي تواجه اليمن جراء تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى اليمن، وكذا الإجراءات التي قامت بها الحكومة من خلال التنسيق مع دول الجوار لمكافحة مثل تلك الظواهر..مناشداً الجهات الدولية والإقليمية المعنية بالاستجابة العاجلة والشاملة لتلبية احتياجات ومتطلبات الحياة الضرورية التي تضمن العيش الكريم للمهاجرين، حتى يحين موعد ترتيب عودتهم الى بلادهم.
واقترح السفير رياض العكبري، في ختام مداخلته، عقد ندوة على المستوى الإقليمي والدولي، خلال النصف الثاني من العام الجاري ٢٠٢٤، بالتنسيق مع الجهات المنظمة لهذا المؤتمر والحكومة اليمنية، لبحث خلفية وعناصر ظاهرة الهجرة الغير شرعية الى اليمن ، وأسبابها، وعواقبها ، والبحث في صياغة إستراتيجية مشتركة إقليمية دولية، ووضع خطط محددة، لمعالجة تحديات هذه الظاهرة.
واكد السفير العكبري، على أهمية انعقاد هذا المؤتمر الهام في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة العربية والاقليم بل والعالم اجمع..مشيراً الى انعكاس مدى خطورة التطورات الإقليمية والدولية في صورة هذا الحجم الضخم من التحركات السكانية العابرة للحدود، والنزوح الهائل لملايين المدنيين ضمن حدود عدد من بلدان المنطقة، على نَحو لم يسبق له مثيل.
وتطرق الى تفاقم مأساة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه ابشع عملية تهجير قسري وتطهير عرقي وابادة جماعية في تاريخ البشرية..مقترحاً ان تتضمن التقارير الموجزة عن اجتماعات الاستعراض الاقليمية والوثيقة الختامية لمؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية، بنداً يبرز التعبير عن ادانة عمليات التهجير القسري والإبادة الجماعية وغيرها من الاجراءات الاستيطانية العنصرية العقابية التي تقوم بها إسرائيل، ضد الشعب الفلسطيني في غزه وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة.