انسحاب أوكراني رسمي من مدينة “سيفرسك” تحت وطأة الهجمات الروسية

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، رسمياً انسحابه من مدينة سيفرسك الاستراتيجية الواقعة في إقليم دونيتسك شرقي البلاد، وذلك بعد أسابيع من القتال العنيف والضغوط العسكرية المكثفة من قبل القوات الروسية.

وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان صدر مساء أمس الثلاثاء، أن قرار الانسحاب جاء “حفاظاً على أرواح الجنود والقدرات القتالية للوحدات”، مشيرة إلى أن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً نتيجة التفوق العددي الكبير والاعتماد على مجموعات هجومية صغيرة وتحت غطاء من الظروف الجوية القاسية والضباب الذي حدّ من فاعلية الاستطلاع الجوي الأوكراني.

وتعد سيفرسك، التي كان يقطنها نحو 11 ألف نسمة قبل الحرب، عقدة لوجستية هامة تشرف على المرتفعات وتفصل بين مدينتي ليمان وسلافيانسك، وبسقوطها تتقلص مساحة السيطرة الأوكرانية في شمال دونيتسك، مما يضع مدناً حيوية مثل سلافيانسك وكراماتورسك (حوالي 30 كم إلى الغرب) تحت تهديد مباشر.

وأفادت تقارير ميدانية أن القوات الروسية استخدمت تكتيك “الكماشة” عبر محاور عدة، حيث تمكنت من قطع طرق الإمداد الرئيسية، خاصة الطريق الذي يربط المدينة ببلدة يامبول، وعبرت نهر باخموتكا لتضييق الخناق على المدافعين الأوكرانيين داخل الأحياء الشرقية والوسطى.

ورغم الانسحاب من مركز المدينة، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها لا تزال تحتفظ بـ “سيطرة نارية” على المنطقة، وتقوم باستهداف خطوط الإمداد والوحدات الروسية داخل سيفرسك من مواقع دفاعية جديدة تم تجهيزها في الضواحي الغربية.

وأشارت المصادر العسكرية إلى أن معارك الاستنزاف التي سبقت الانسحاب كبّدت القوات الروسية خسائر فادحة في العتاد والأفراد، حيث وصف القادة الأوكرانيون كل متر تم التخلي عنه بأنه “كلف العدو ثمناً باهظاً”.

يأتي هذا التطور الميداني في وقت يشهد فيه شرق أوكرانيا أكبر تقدم روسي منذ عام، تزامناً مع حراك دبلوماسي مكثف في ميامي بالولايات المتحدة لمناقشة خطط إنهاء الحرب.

ويرى مراقبون أن سيطرة موسكو على سيفرسك، التي أعلن الرئيس الروسي بوتين السيطرة عليها فعلياً منذ منتصف ديسمبر قبل أن يقر الجيش الأوكراني بذلك رسمياً اليوم، تمنح الكرملين ورقة ضغط قوية على طاولة المفاوضات لفرض واقع ميداني جديد قبل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

Exit mobile version