انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني، الأحد، نحو 20 سفينة ضمن “أسطول الصمود العالمي” الذي يضم ناشطين متضامنين مع فلسطين، ويحمل مساعدات إنسانية في محاولة لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.
ويضم آلاف الناشطين من 44 دولة، ويخطط للانطلاق من تونس في 4 سبتمبر/ أيلول المقبل، بعد انطلاقه من إسبانيا الأحد.
وتضم السفن المنطلقة من برشلونة أكثر من 300 ناشط بينهم الناشطة السويدية المعروفة دوليا غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والممثل الإسباني إدواردو فرنانديز، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.
وبينما سينطلق الأسطول من إسبانيا اليوم، من المخطط أن ينطلق من تونس ودول أخرى في الرابع من أيلول/سبتمبر المقبل، تزامنا مع مظاهرات ستجري في دول عدة.
وفي ما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي قد تلحق بهم في طريقهم البحري إلى غزة، قال أبو كشك في مقابلة مع وكالة الأناضول: “نعلم أن إسرائيل قد تتخذ بعض الإجراءات العنيفة ضدنا في طريقنا نحو غزة”.
وأكد أنه لا يمكن مقارنة أي خطر محتمل قد يواجهونه، بالأخطار التي يواجهها الفلسطينيون يومياً في غزة. وأضاف: “رسالتنا الأولى ستكون لأهل غزة: وصلنا متأخرين، لكننا لن نستسلم أبداً. سنعمل بلا كلل حتى نكسر الحصار ونوقف الإبادة الجماعية”.
وأما عن رسالتهم للعالم، بحسب أبو كشك، فهي أن “على الجميع أن يسألوا أنفسهم: ماذا فعلتم لمنع الإبادة الجماعية؟ لا يسعنا إلا تنظيم أنفسنا وحشد الجهود، فهذا واجبنا الأخلاقي”.
ودعت اللجنة التوجيهية في “أسطول الصمود العالمي”، الجماهير من مختلف أنحاء العالم إلى دعم الأسطول.
وفي مؤتمر صحافي عقد قبل إبحار السفن، قالت ثونبرغ إن غزة مثال واضح على القمع والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وأضافت أن إسرائيل تقتل والعالم أجمع يتفرج على هذه الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة، معربة عن صدمتها من أناس يشاهدون عبر هواتفهم الإبادة ثم يواصلون حياتهم اليومية وكأن شيئا لم يحدث.
وشددت على أن إسرائيل تريد تدمير الشعب الفلسطيني، متسائلة “إذا كان ما تفعله إسرائيل لا يدفع الناس إلى التحرك والنهوض من أرائكهم وتنظيم أنفسهم (لوقف الإبادة) فأنا لا أعرف ما الذي يمكن أن يفعل ذلك”.
وأكدت ثونبرغ أن الجميع مطالبون بفعل شيء ما من أجل فلسطين، قائلة إن “بالتزامها الصمت، حكوماتنا شريكة في الجريمة، ومدانة بمثل إدانة إسرائيل”.
ثونبرغ أكدت كذلك على ضرورة اللجوء إلى كافة السبل للوصول إلى غزة، وفتح ممر إنساني.
واحتشد آلاف الأشخاص لتوديع السفن في برشلونة، للتعبير عن دعمهم لأكبر أسطول بحري غير حكومي، بهدف إيقاف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية، ويضم آلاف الناشطين. وقال الناشط البرازيلي تياغو أفيلا لصحافيين في برشلونة الأسبوع الماضي: “ستكون هذه أكبر مهمة تضامنية في التاريخ”، إذ “سيشارك فيها عدد أكبر من الأشخاص والسفن يفوق كل محاولات الوصول إلى غزة”.
وعن احتمال اعتراض إسرائيل سفن أسطول الصمود العالمي بشكل غير قانوني، أجابت ثونبرغ: “خطتنا البديلة واضحة. العودة والانطلاق من جديد. هذه مهمة شريفة وإنسانية”.
بدوره، قال الممثل الإسباني إدواردو فرنانديز: “سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن غزة مرآة تعكسنا جميعا”، مبينا أن كل سفينة تنطلق إلى غزة تعتبر صرخة لكرامة الإنسان.
وأكد أن مهمة أسطول الصمود العالمي لا تشكل تهديدا لأحد، وإنما فعل إنساني ضد الوحشية، مضيفا: “الصمت يعني الشراكة في الجريمة، والصمت قاتل كالقنابل”.
من جانبه، طالب الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، المجتمع الدولي والحكومات وقف الإبادة الجماعية في غزة، عبر فرض عقوبات على إسرائيل.
وأضاف: “ما حدث حتى الآن، من صمت وتقاعس، دليل على فشل العالم وفترة مخزية في التاريخ”.
وأكدت رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو بدروها وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة، مثمنة دور منظمات المجتمع المدني الدولية في هذا الإطار.
وأضافت: “إن الحشد الذي أبدته المنظمات المدنية الدولية أجبر مؤسسات جبانة لم تجرؤ على التحرك من قبل، على اتخاذ موقف. إسرائيل تقتل الأطفال والإنسانية والقانون الدولي. وغزة ليست وحدها”.
والسبت، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن “أسطول الصمود” العالمي يعد “احتجاجا عالميا على الجرائم الإسرائيلية”.
ودعت اللجنة، الناس من مختلف أنحاء العالم إلى دعم الأسطول، الذي قالت إنه جاء “امتدادا واستلهاما لجهود تحالف أسطول الحرية منذ عام 2010، بدءا من سفينة مافي مرمرة (التركية)، مرورا بمحاولات كسر الحصار المتعاقبة وصولا إلى موجات كسر الحصار لعام 2025 التي تمثلت حتى الآن بسفن: الضمير، ومادلين، وحنظلة”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها سمحت قبل نحو شهر بدخول كميات شحيحة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين، فيما ما تزال المجاعة مستمرة، إذ تتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
إلى ذلك قالت وسائل إعلام عبرية، إن وزير ما يعرف بالأمن القومي للاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، سيقدم لنتنياهو، خطة لمواجهة أسطول الصمود في حال اقترابه من المياه الفلسطينية المحتلة.
ولفتت إلى أن بن غفير اقترح على نتنياهو الاستيلاء على السفن، واعتقال المتضامنين المشاركين فيها، في سجني النقب والدامون، ضمن الظروف الوحشية التي يعامل فيها الأسرى الفلسطينيون.