يمثل الحادث الغريب الذي شهده جنوب غرب فرنسا حالة فريدة تسلط الضوء على الاعتماد المفرط على التكنولوجيا الحديثة، حيث وجد رجل فرنسي مسن نفسه في رحلة غير مقصودة عبر أوروبا، قطع خلالها مسافة تقارب 1500 كيلومتر نتيجة لما وصفه بعطل في نظام الملاحة (GPS).
بدأت القصة في صباح يوم 2 نوفمبر 2025، عندما انطلق الرجل البالغ من العمر 85 عامًا من مقر إقامته في بلدة شاتيون سور توي (Chatillon-sur-Thouet) بهدف بسيط هو الوصول إلى موعد طبي روتيني في بلدة إيرفول (Airvault) القريبة، التي لا تبعد عن منزله سوى 19 كيلومترًا.
وكان الرجل معروفًا في محيطه بالالتزام بالمواعيد والموثوقية، لكن قلقه بدأ يتزايد عندما تخلف عن موعده الطبي في منتصف اليوم، ثم تغيب عن لقاء كان من المقرر أن يحضره مع جمعية محلية.
ومع تزايد القلق، أسرعت عائلة الرجل بإبلاغ السلطات المحلية عن اختفائه. وبدأت الشرطة، بالتعاون مع الخدمات العسكرية، في تتبع إشارة هاتفه المحمول.
كان مسار الإشارة هو الجزء الأكثر إثارة للدهشة في الحادثة، فقد قادتهم الإشارة عبر فرنسا ثم إيطاليا، لتنتهي في النهاية في فندق بمدينة في كرواتيا، على بعد نحو 1500 كيلومتر من نقطة انطلاقه في فرنسا.
كشفت التحقيقات أن الرجل كان يقود سيارته بشكل شبه مستمر لمدة تقارب 20 ساعة، متجاوزًا الحدود الدولية ومتنقلاً بين ثقافات ولغات مختلفة دون أن يدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه. وعند العثور عليه، أوضح المسن أنه لم يفهم ما حدث، مؤكداً أنه “فقط اتبع تعليمات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)” الذي قاده في مسار خاطئ تماماً.
وذكرت المصادر المحلية أن الرجل لا يعاني من مشاكل صحية أو تدهور في الذاكرة أو القدرات المعرفية، مما يجعل الخطأ المنسوب إلى نظام الملاحة هو التفسير الأكثر ترجيحاً للرحلة الطويلة والمحيرة. وقد سافرت عائلته لاحقًا إلى كرواتيا لإعادته إلى منزله.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجدداً على مدى اعتماد الأفراد، وخاصة كبار السن، على التكنولوجيا في مهام التنقل الأساسية، كما أنها تثير تساؤلات حول مدى موثوقية تطبيقات وأنظمة الملاحة في حالات الخروج عن المسار المعتاد أو تعرضها لأعطال فنية غير متوقعة.

“ملكة البيتكوين”.. الحكم بالسجن على صينية احتالت على 128 ألف شخص
فقاعة الذكاء الصناعي: هل يعيش العالم وهماً رقمياً جديداً؟
رواد فضاء صينيون يقيمون أول “حفل شواء” في الفضاء
شركة ميتا تستبدل قسم إدارة المخاطر بأنظمة آلية