أعلنت الحكومة الكمبودية، اليوم الأربعاء، عن استعادة 18 جندياً من قواتها كانت السلطات التايلاندية قد احتجزتهم كأسرى حرب لمدة خمسة أشهر، وذلك في أعقاب نجاح صمود هدنة حدودية استمرت لأكثر من ثلاثة أيام.
وأكد وزير الإعلام الكمبودي، نيث فيكترا، وصول الجنود الذين وصفتهم بنوم بنه بـ “الأبطال” إلى الأراضي الكمبودية في تمام الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش)، حيث جرت عملية التسليم عند نقطة عبور حدودية بين مقاطعة “تشانثابوري” التايلاندية ومقاطعة “بايلين” الكمبودية.
تأتي هذه الخطوة تنفيذاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه وزيرا دفاع البلدين يوم السبت الماضي، والذي قضى بإنهاء جولة دامية من القتال المرير استمرت 20 يوماً وأسفرت عن مقتل 101 شخص ونزوح أكثر من مليون مدني على جانبي الحدود.
وقد نص الاتفاق صراحة على إطلاق سراح هؤلاء الجنود، الذين أسروا في يوليو الماضي، شرط صمود الهدنة لمدة 72 ساعة، وهو ما تحقق رغم التوترات التي شابت اليومين الماضيين إثر اتهامات تايلاندية لليكمبوديا بخرق الاتفاق عبر تحليق طائرات مسيرة، وهي الاتهامات التي نفتها بنوم بنه جملة وتفصيلاً قبل أن يتم تجاوز العقبة الأمنية وإتمام عملية التسليم بنجاح.
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية التايلاندية في بيان رسمي أن عملية إعادة الجنود جاءت كـ “دليل على حسن النية وبناء الثقة” والتزاماً بالمبادئ الإنسانية الدولية، مشيرة إلى أن المحتجزين عوملوا وفقاً لاتفاقيات جنيف طوال فترة احتجازهم التي استمرت 155 يوماً.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً دولياً واسعاً، حيث أشادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، التي أشرفت على عملية النقل بصفتها مراقباً إنسانياً، بالطرفين لإعطائهما الأولوية لجمع شمل العائلات، معتبرة أن هذه الخطوة تضع حجر الأساس لعام جديد من الاستقرار في المنطقة المتنازع عليها منذ عقود بسبب ترسيم الحدود الاستعمارية.
على الصعيد الشعبي، شهدت العاصمة الكمبودية بنوم بنه ومقاطعة بايلين الحدودية مظاهر احتفالية لافتة، حيث اصطف مئات المواطنين في الشوارع ملوحين بالأعلام الوطنية لاستقبال الحافلات التي أبعدت الجنود عن مناطق النزاع.
وتأمل الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وماليزيا اللتان توسطتا في جولات سابقة من المفاوضات، أن يؤدي هذا التطور إلى إنهاء واحدة من أعنف الأزمات الحدودية في جنوب شرق آسيا، والتي شهدت خلال عام 2025 استخداماً مكثفاً للطائرات المقاتلة والمدفعية الثقيلة في مناطق تضم معابد أثرية يطالب كلا البلدين بالسيادة عليها.







