تسريبات خطة ترامب للسلام تضع أوكرانيا أمام خيار التنازل عن دونباس مقابل ضمانات أمريكية

تتصدر التطورات المتعلقة بخطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا المشهد السياسي والدبلوماسي العالمي، حيث كشفت مسودة خطة شاملة من 28 بندًا صاغتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتنسيق بين مسؤولين أمريكيين وروس، عن تفاصيل جديدة ومطالب جوهرية مثيرة للجدل.

وتدعو هذه الخطة أوكرانيا إلى تقديم تنازلات إقليمية وأمنية واسعة لروسيا مقابل الحصول على ضمانات أمنية دولية. وتشير التقارير إلى أن العمل على هذه المسودة تم “بتكتم” لمدة شهر تقريبًا، فيما لم تُستشر كييف في صياغتها الأولية.

تتضمن البنود الأساسية للخطة أن توافق أوكرانيا على التنازل عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لروسيا، وهو ما يعتبره البيت الأبيض مبررًا بأن كييف ستخسر هذه الأراضي على الأرجح في حال استمرار الحرب، وبالتالي من مصلحتها التوصل لاتفاق الآن.

ومن الناحية الأمنية، تشترط الخطة على أوكرانيا أن تدرج في دستورها عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل موافقة الناتو على بند في ميثاقه يقضي بعدم قبول أوكرانيا في العضوية مستقبلاً.

كما تتضمن تقييد حجم القوات المسلحة الأوكرانية ليصبح 600 ألف جندي، وموافقة الناتو على عدم نشر قوات له على الأراضي الأوكرانية، بينما يتم نشر طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا لحماية أوكرانيا.

مقابل هذه التنازلات، تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية موثوقة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تستمر لمدة 10 سنوات وقابلة للتجديد، مع تعهد بالرد على أي هجمات روسية مستقبلية.

وفي المقابل، تحصل روسيا على حوافز اقتصادية وسياسية كبيرة، أبرزها دعوة موسكو للعودة إلى مجموعة الثماني (G8)، وترسيخ سياستها القائمة على عدم الاعتداء تجاه أوروبا وأوكرانيا، مع التزامها بعدم غزو الدول المجاورة. وتنص الخطة أيضاً على إنشاء مجلس سلام برئاسة ترامب نفسه لمراقبة وضمان تنفيذ الاتفاقية الملزمة قانوناً.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطة حزمة إجراءات عالمية لإعادة إعمار أوكرانيا، تضمن حرية النقل للحبوب عبر البحر الأسود، وتشمل تشكيل لجنة إنسانية لتبادل الأسرى والمدنيين والمعتقلين والأطفال، وتوفير عفو شامل لجميع الأطراف عن أفعالهم خلال الحرب.

وفيما يتعلق بردود الأفعال، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي تسلم رسمياً مسودة الخطة من وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى زار كييف، وأن الرئاسة الأوكرانية أكدت أنها سعت دائمًا للسلام وستعمل على بنود الخطة لضمان “نهاية مشرفة للحرب”، مع التأكيد على أن زيلينسكي “حدد المبادئ الأساسية المهمة لشعبنا” في إشارة إلى استمرار تمسكه ببعض الشروط.

من جهتها، وعلى الرغم من التقارير التي أشارت إلى عمل مسؤولين روس على صياغة الخطة، إلا أن الكرملين أعلن أنه لم يتم اطلاعه بالتفصيل على الخطة الأمريكية المقترحة، مؤكداً أنه ينتظر معلومات إضافية من واشنطن قبل التعليق على مدى قبولها.

كما أثارت الخطة قلقاً أوروبياً من احتمال تهميش القادة الأوروبيين في مفاوضات السلام التي تتضمن تنازلات أوكرانية واسعة.

Exit mobile version