مقالات

تقارير أذرع إيران!

بقلم “صدام الحريبي

منذ فترة يرفع أتباع إيران في المنطقة إليها بتقارير وهميّة مبالغ فيها أنهم توسّعوا وسيطروا وأن المجتمعات اعتنقت مذهبهم السلالي الطائفي، بينما في الحقيقة أن أتباع إيران في المنطقة منبوذون وليس لهم أي حاضنة إطلاقا، وسيطرتهم على بعض المناطق هي بالقوة والقتل والسحل فقط.

هذه التقارير التي تُدرك إيران أنها ليست دقيقة، ورّطتها في المنطقة وأجبرتها على مواصلة دعم أتباعها بالسلاح، لتصل إلى الحقيقة الصادمة التي كادت أن تسقطها، فأتباعها في البداية كانوا يوهمونها أن الشعوب معهم وأن من يواجههم هم أتباع الأنظمة المتآمرة فقط وذلك من أجل الحصول على التأييد والتبنّي الإيراني والدعم.. لتواصل إيران الدعم حتى وإن اكتشفت كذب تلكم التقارير لأنها قد تورّطت من البداية وخسرت الكثير وأصبح من الصعب التراجع.

على سبيل المثال، توهم جماعة الحوثي في اليمن بعض المهتمين في المنطقة وليس إيران فحسب بأن اليمنيين جميعهم معها، وتنشر صورا للمتظاهرين في الميادين وتقنعهم أن هذا هو الشعب اليمني، بينما أولا: من يخرجوا إلى الميادين هم يخرجوا من أجل فلسطين ومعظمهم لا يؤيد الجماعة أصلا، ثانيا: تلك الميادين جميعها لا يتجاوز كل المحتشدين فيها ٠.٥٪ من اليمنيين فالشعب اليمني يتجاوز تعداده ال ٣٥ مليون، ورابعا: وهو الأهم بأن الحوثيين لا يتجازون ٢٠٠ ألف فرد من بين أكثر من ٣٥ مليون يمني، ومن يحشدهم الحوثي هم إما بالمال أو بالتهديد والقوّة والسلاح وأخذ الأقارب والأبناء رهائن كما عملوا مع معظم مشائخ القبائل وغيرهم..

فالحوثي في اليمن يأتي لبعض المؤثرين ويطلب منهم الدعم بالرجال والسلاح والمال، وإن رفض أحدهم أخذوا ابنه أو أعز أقاربه رهينة وهدّدوه بالقتل ليوافق على كل ما يطلبوه.

وبالعودة إلى إيران، فمنذ ثورة الخميني لم تدعم أي شعب بالمساعدات أو بأي شيء يجعل الناس تمتن لها، بل تدعم بالسلاح لقتل الشعوب، حيث قد دعمت حزب الله لقتل اللبنانيين ودعمت الحوثيين لقتل اليمنيين والحشد لقتل العراقيين وأرسلت السلاح والمليشيات لقتل السوريين منذ ١٢ عام وأكثر.. ومن سينكر ذلك فليأت بمساعدات قدمتها إيران لأي منطقة عربية وإسلامية غير السلاح لمليشياتها من أجل قتل الشعوب؟

عمومًا إيران الآن في أسوأ حالات الضعف، والأصل أن تغتنم الشعوب التي تعرّضت للقتل من مليشياتها الفرصة ولا تنتظر التّسويات السياسيّة، فإيران إن تعافت من ضعفها فستتعامل بنفسية الجريح والمريض النفسي الذي يريد الانتقام من الجميع وبأبشع الأساليب، أما إن واجهت دولا قوية فلن تستطيع المواصلة.

لذا نحذّر من أن تجد إيران أمامها أنظمة هشّة توهم المنطقة بأنها صاحبة قرار وتأثير وقوة وهي لا تستطيع إصدار قرار بتغيير موظّف بسيط في دولتها، لأنه إن تحقًق ذلك فليبشر من سيمارسون الضعف أمامها بنقمتها وعدوانها الأشد.

هذا الكلام ليس للبيع أو المشاكسة والمهاترة وإملاء الفراغات، بل للتّنتبه والتّحذير واتخاذ الاحتياطات والاستعداد للمستقبل القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى