أنهت سلطات جنوب إفريقيا أزمة مجموعة من الفلسطينيين العالقين في مطار “أو آر تامبو” الدولي في جوهانسبرغ، بعدما سمحت لـ 130 شخصاً منهم بالدخول إلى أراضيها، فيما كان 23 شخصاً آخرين من المجموعة قد غادروا المطار بالفعل لمتابعة رحلاتهم إلى وجهات نهائية أخرى، لتُسدل بذلك الستار على فترة من التوتر والاحتجاز استمرت نحو 12 ساعة على متن الطائرة.
وكانت هذه المجموعة، التي تشمل عائلات وأطفالاً ويُعتقد أن أفرادها من سكان قطاع غزة، قد وصلت على متن رحلة طيران مستأجرة تابعة لشركة “غلوبال إيرويز” قادمة من العاصمة الكينية نيروبي.
وقد أثارت طريقة وصولهم تساؤلات كبيرة، حيث ذكرت هيئة إدارة الحدود أن الركاب لم يقدموا تفاصيل كافية عن مدة إقامتهم أو أماكن معيشتهم المقصودة في جنوب أفريقيا، فيما كانت المشكلة الإجرائية الأبرز هي عدم وجود أختام المغادرة المعتادة على جوازات سفرهم.
وذكرت بعض التقارير أن هذه هي الدفعة الثانية من الفلسطينيين التي تصل بهذه الطريقة الغامضة إلى البلاد.
أفاد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، للصحافيين بأن هؤلاء الأشخاص هم من غزة “وُضعوا بطريقة غامضة على متن طائرة” مرت بنيروبي وجاءت بهم إلى هنا، مشيراً إلى أنه يبدو أنه جرى “طردهم”.
وعلقت وزارة الداخلية بأن السفارة الفلسطينية في بريتوريا أبلغتها بأن السفر لكلا المجموعتين قد “دُبِّر من قبل منظمة غير مسجلة ومضللة استغلت الظروف الإنسانية المأساوية لشعبنا في غزة، وخدعت العائلات وجمعت منها الأموال”، محذرة من أن هذه التصرفات ترقى إلى جريمة الاتجار بالبشر.
جاء حل الأزمة بعد تدخل منظمة “هبة المانحين” الإنسانية (Gift of the Givers)، وهي مؤسسة خيرية محلية، التي قدمت ضمانات رسمية لاستضافة المجموعة وتوفير الإقامة والدعم اللازمين لهم خلال فترة وجودهم.
وبناءً على هذه الضمانات، وافقت السلطات على منح الفلسطينيين تأشيرات إقامة لمدة 90 يوماً، حيث إنهم مؤهلون للإعفاء من تأشيرة الدخول لمدة 90 يوماً، بشرط الامتثال لشروط الدخول المعتادة.
وأكدت السلطات أنه لم يتقدم أي من المسافرين بطلب لجوء في جنوب إفريقيا.
وأكد رامافوزا أن القرار بالسماح بدخولهم جاء “بدافع التعاطف معهم، ولأن جنوب إفريقيا أعلنت دعمها لهذا الشعب”، على الرغم من المخالفات الإجرائية التي كان سيُطلب منهم بموجبها العودة في الظروف العادية.
كما أكدت فلسطين تقديرها واحترامها للقرار السيادي لجنوب إفريقيا لقبول مواطنيها، مشددة على أنها ستعمل مع السلطات لمعالجة الوضع الناجم عن إهمال المنظمة المضللة، ومؤكدة التزامها بملاحقة شبكات الاتجار بالبشر.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه جنوب إفريقيا في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، وكانت قد رفعت قضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في عام 2023 متهمة إياها بارتكاب إبادة جماعية.
