
شهدت محافظة حضرموت منذ مساء أمس تحركات عسكرية متسارعة، تمثّلت في انسحاب أرتال من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من عدة مناطق في الوادي والساحل، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السعودية والدعوات الحكومية لانسحاب كامل من المحافظات الشرقية.
وبحسب مصادر محلية، غادرت قوات الانتقالي معسكر نحب في مديرية غيل بن يمين متجهة نحو مدينة سيئون، بالتزامن مع حملة اعتقالات ليلية نفذتها في مناطق متفرقة من المديرية. كما أكد شهود عيان في المكلا مغادرة ضباط وجنود إماراتيين ميناء الضبة باتجاه مطار الريان، في خطوة اعتبرها مراقبون جزءًا من ترتيبات أوسع لإعادة تموضع القوات الإماراتية.
وفي السياق ذاته، أفاد شهود عيان بانسحاب قوات تابعة للانتقالي من مدخل وادي خرد باتجاه مدينة الشحر، بعد أيام من الحصار ومحاولات فاشلة لاقتحام المنطقة. وتزامن ذلك مع غارات جوية سعودية استهدفت مواقع قرب ميناء المكلا، عقب وصول شحنات سلاح قادمة من الفجيرة، وفق مصادر محلية.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر انسحاب قوات الانتقالي من بعض المواقع، في وقت تطالب فيه الحكومة اليمنية والسعودية بانسحاب كامل من المحافظات الشرقية وتسليمها لقوات درع الوطن.
تفكيك إماراتي لمواقع عسكرية في شبوة
بالتوازي مع التطورات في حضرموت، بدأت القوات الإماراتية تفكيك مواقعها الرئيسية في محافظة شبوة، خصوصًا في منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال بمديرية رضوم، وقاعدة مَراح في مدينة عتق. وتشمل عمليات التفكيك إزالة معدات استخباراتية حساسة، وملفات تشغيلية، وأنظمة اتصالات عسكرية متقدمة، استعدادًا لنقلها خارج المحافظة خلال الساعات المقبلة.
وتأتي هذه التحركات بعد قرار مجلس القيادة الرئاسي اليمني الصادر في 30 ديسمبر 2025، الذي طالب الإمارات بسحب قواتها من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، عقب إلغاء الاتفاقية الدفاعية المشتركة بين البلدين.
تناقض في التصريحات
ورغم إعلان وزارة الدفاع الإماراتية في وقت سابق اليوم إنهاء وجودها العسكري في اليمن “بمحض إرادتها”، أكد الناطق العسكري لقوات الانتقالي، محمد النقيب، أن قواته المدعومة إماراتيًا لن تنسحب من محافظتي حضرموت والمهرة، ما يعكس تناقضًا بين الخطاب السياسي والواقع الميداني.
هدوء حذر
ورغم التحركات العسكرية الواسعة، لم تُسجّل اشتباكات مباشرة بين قوات الانتقالي وحلف قبائل حضرموت، الذي أعلن استعداده لمساندة الأهالي في مواجهة أي محاولات اقتحام أو تمدد عسكري.
ويرى مراقبون أن المشهد في حضرموت يتجه نحو إعادة رسم خارطة النفوذ في الشرق اليمني، وسط ضغوط سعودية متزايدة، وتراجع إماراتي تدريجي، وتوترات داخلية بين القوى المحلية.



