“خادم فلسطين” في إب “السلمي” يواجه الموت في سجون الحوثي بتهمة “خدمة إسرائيل”!

يواجه المختطف محمد مارش السلمي، أحد أبرز الشخصيات الخيرية في محافظة إب، مصيرًا مأساويًا خلف قضبان مليشيا الحوثي، بعد أن نذر حياته لخدمة القضية الفلسطينية وأبناء غزة عبر جمعية الأقصى في المحافظة.
عُرف السلمي، البالغ من العمر خمسين عامًا والمنتمي إلى مديرية حزم العدين غرب إب، بعمله الإنساني لصالح أيتام فلسطين ومساهماته المتواصلة في دعم صمودهم لعقود.
من خدمة فلسطين إلى السجن بتهمة “العمل لصالح إسرائيل”!
في مفارقة مؤلمة وساخرة، رأت مليشيا الحوثي في هذا الرجل المتفاني في خدمة فلسطين وشعبها المقاوم “عدوًا يخطط لإثارة الفوضى ويعمل لخدمة مصالح إسرائيل”! حيث اختطفته في 20 يوليو الماضي، ولفّقت له تُهَمًا واهية لا يصدقها عاقل.
ومنذ أكثر من 100 يوم، يعيش السلمي في ظلمات الإخفاء القسري وسط تدهور صحي خطير يهدد حياته، خصوصًا أنه كان يعاني من أمراض مزمنة قبل اعتقاله.
منظمة حقوقية تدق ناقوس الخطر
كشفت منظمة “رصد للحقوق والحريات” عن تدهور الحالة الصحية للمختطف محمد مارش السلمي في سجون مليشيا الحوثي بمحافظة إب منذ يوليو الماضي، داعيةً إلى تحرك عاجل لإنقاذ حياته.
وأوضحت المنظمة أن السلمي “نُقل من سجن الأمن السياسي إلى أحد المستشفيات في المدينة، لتدهور حالته الصحية ودخوله في غيبوبة للمرة الثالثة خلال الأسبوعين الماضيين”، مشيرةً إلى أن المليشيا “تتكتم على مصيره الصحي”، بينما تناشد أسرته المنظمات الأممية والدولية التدخل لإنقاذ حياته والكشف عن مصيره.
وأكدت المنظمة أن السلمي “يعاني من نوبات وتشنجات، حيث أجرى عملية قلب مفتوح قبل اختطافه بثلاثة أشهر، ويعيش بنصف جمجمة بعد تعرضه لحادث مروري قبل سنوات”.
وضع صحي حرج ومناشدات إنسانية
منذ أكثر من مئة يوم، لا يزال “رجل الأقصى” يصارع الموت في سجون إب، حيث أجبرت المضاعفات الصحية المليشيا على نقله إلى المستشفى، لكنها رفضت الإفصاح عن وضعه أو السماح لأسرته بزيارته.
وتواصل أسرته مناشدة المنظمات الحقوقية وكل من يهتم بالإنسانية التدخل العاجل لضمان حصوله على الرعاية الطبية والإفراج عنه فورًا.
خدم فلسطين بكل تفانٍ
في تعليق له، قال الدكتور فيصل ضبعان متسائلًا: “هل هناك من خدم القضية الفلسطينية مثل الأستاذ محمد مارش؟ وهل تعرفنا على قادة ورموز عظماء قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل قضيتهم إلا عن طريق محمد مارش؟…”
وأضاف: “اليوم محمد مارش مختطف، وقد دخل في غيبوبة عدة مرات بسبب حالته الصحية المتدهورة، لأنه يعيش بنصف جمجمة وتأتيه نوبات تشنجات بسبب حادث مروري مروع، وهو في طريقه إلى صنعاء ضمن عمله كمدير لجمعية الأقصى… محمد مختطف بدون محاكمة، وليس هناك تهمة ضده إلا الظنون والظلم المتعمد… فالله المستعان، وحسبنا الله في كل ظالم”.
أين ضمائركم؟
وكتب الصحفي أحمد اليفرسي بمرارة: “أفكر في ناشطي إب وتعز وصنعاء ومأرب وبقية المحافظات، لماذا محمد مارش السلمي يعاني الموت بين يدي عصابة بلا قيم ولا أخلاق، ولا أحد نشر أو تكلم أو حتى عمل بحق الله… أتحدث عن الجميع ممن هم في إب أو خارجها…”.
وقال إن ناشطي إب لا تمر عليهم “حادثة في تعز أو مأرب أو صنعاء أو أي محافظة إلا تقافزوا ليشاركوا الرأي بالإدانة أو التضامن أو الفضول فيها…”.
وأضاف متسائلًا: “لماذا يا مفسبكين لا تهزكم ضمائركم إزاء الظلم، إلا إن كان المظلوم قويًا أو مدعومًا، وكان الظالم ضعيفًا تأمنون جانبه؟… ادخلوا على صفحة منظمة رصد للحقوق والحريات لتروا أي ظلم وقع على الأستاذ محمد مارش السلمي”.
نذر حياته لفلسطين
الإعلامي والناشط وليد الجعور كتب قائلًا: “الأستاذ محمد مارش السلمي، رجل فلسطين والأقصى الأول في إب، نذر حياته للأقصى وفلسطين، ووجه كل طاقاته وخبراته وعلاقاته لصالح أيتام فلسطين والجوعى فيها”.
وأضاف: “منذ عرفته من اليوم الأول لي في مدينة إب، وفلسطين قضيته الأولى والأخيرة، عمل من موقعه في جمعية الأقصى من أجل أولى القبلتين، وآمن بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية المسلمين الأولى وأم قضايا العرب”.
وقال الجعور: “السلمي كافح من أجل أن يبقى سراج الأقصى منيرًا، حتى أطفأت المليشيات الحوثية فرع الجمعية في إب. وها هي تحاول أن تكتم أنفاس الرجل الذي وهب حياته كلها من أجل غزة وكل فلسطين”.
وأردف: “مليشيا الحوثي الإيرانية، ومنذ أكثر من ١٠٠ يوم، تختطف الأستاذ محمد مارش، حارس الأقصى، وهو اليوم يصارع الموت في زنازين القتلة المجرمين القادمين من كهف مران، ويرفضون حتى السماح لأسرته بزيارته والوقوف معه وهو يصارع الموت في العناية المركزة”.
وتحدث الجعور عن وضعه الصحي قبل الاختطاف، حيث قال: “الأستاذ محمد، الذي يتنقل بنصف دماغ وبصفائح حديدية في جمجمته ووجهه، إثر حادث سير تعرض له وهو في مهمة سفر لصالح فلسطين، تحتجزه المليشيات، وتهمته الوحيدة إيمانه بفلسطين كقضية أمة”.
مليشيا الحوثي تتحمل المسؤولية
أما الصحفي صدام أبو عاصم، فقد قال على صفحته في منصة فيسبوك: “قبل سنوات، تعرض لحادث مروري مرعب، تهشم فيه نصف رأسه، ولاحقًا نجا بلطف من الله وبتدخل جراحي من الأطباء، حيث زرعوا له صفائح في فكه وأجزاء من رأسه. وهي واضحة على وجهه البريء والطيب في الصورة”.
وأضاف: “بسبب ذلك، ظل يتعرض دومًا لتشنجات ونوبات صرع. بالمختصر، أصبح شخصًا بالكاد يعيش… كل هذا، بالطبع، لم يمنع المليشيا الحوثية في إب، وكجزء من موجة الاعتقالات للتربويين والمدنيين والأطباء مؤخرًا، من اختطاف محمد مارش السلمي، وهو الرئيس السابق للجمعية الخيرية لنصرة الأقصى الشريف في إب”.
وتابع: “هذه الجماعة التي تدّعي أنها تناصر غزة وفلسطين وأهلها، اختطفت كل من ساعدهم بصدق… بالأمس، ووفقًا لمنظمة رصد للحقوق والحريات، تم إسعاف المعتقل السلمي إلى أحد مشافي إب تحت حراسة مشددة، بعد أن تدهورت صحته وفقد الوعي ثلاث مرات في غضون أسبوعين”.
وأكد أبو عاصم أن جماعة الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عن صحة المعتقل السلمي، وهي مطالبة بالإفراج عنه فورًا والسماح لأهله بتطبيبه، كما هي مطالبة بالإفراج عن كل المعتقلين ظلمًا في سجون إب، وعلى رأسهم الدكتور الطيب نبيل اليفرسي وشقيقه والعشرات ممن تمتلئ بهم السجون.






