كتب طارق السويدان رسالة نشرها على حسابه في منصة إكس يعتذر فيها للشعب السوري بسبب تغريدته المؤيدة لحزب الله وإليكم نص الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بين يدي هذه الرسالة أن أتقدم إليكم ببعض النقاط:
١- أولاً كنت دوماً وفي تغريداتي الأخيرة لا أمثل أحداً إلا نفسي، ولا أمثل رأي الدعوة الاسلامية في الكويت حيث لها بياناتها ومؤسساتها الخاصة بها.
٢- تأييدي للثورة السورية بدأ من أول يوم، ولم يتزعزع لحظة حتى هذا اليوم، وأنتم على حق، وشعب سوريا مظلوم من قبل نظام الطاغية بشار وقد كتبت عن ذلك كثيراً.
٣- كما أن النظام حظى بمساندة مباشرة من جهات مجرمة على رأسها ايران وروسيا وحزب الله ولولا ذلك لسقط، وقد كتبت عن ذلك أيضاً كثيراً، ولم يتطرق عندي شك في ذلك حتى عندما كتبت تغريدتي الأخيرة.
٤- كلنا مع غزة، ومع المجاهدين فيها نصرهم الله تعالى، وضد حرب الإبادة التي يشنها هذا النظام الوحشي فيها، وتعتصر قلوبنا على ما يجري هناك، وواجبنا جميعاً دعمهم.
وكان هدف تغريدتي لحزب الله تشجيعهم على دخول الحرب بجدية للتخفيف عن غزة لعله بقي عندهم شيء من دين أو حياء، ولعله عندما يذوق بنو صهيون الصواريخ على رؤوسهم يتراجعون ويطلبون التهدئة.
٥- أشهد أني كنت مخطئاً في تقديري، فهم قد آثروا سلامة أنفسهم على مساندة إخوانهم في غزة، وقد ذكرني موقفهم هذا بقول الجبناء لسيدنا موسى عليه السلام :
“قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ”
٦-محاولتي هذه لم يكن فيها نسيان لجرائمهم الهائلة التي ارتكبوها في سوريا، وقد كتبت عنها من قبل، وكتبت عنها حتى بعد تغريدتي، ورحمة الله على شهداء سوريا الذين قتلهم هؤلاء المجرمون.
٧- حتى عندما كتبت تغريدتي أنا لم أؤيدهم أو حتى أمدحهم، فأنا لا أجهلهم ولا أجهل انحرافهم أو جرائمهم، وإنما فقط شكرتهم على إشغال ثلث الجيش الصهيوني في شمال فلسطين بدل أن يتفرغوا كلهم لغزة.
٨- أرجو أن يكون خطأي هذا فيه تذكرة لي ولكل المحبين (وحتى غيرهم) أننا بشر نجتهد ونخطئ، والمهم أن تكون النيات سليمة، والغايات مشتركة، والثوابت والقضايا الرئيسة واحدة، وأن نكون مع الحق ومع أهله، وأن نرجع عن الخطأ الاجتهادي ولا نصر عليه، وخير الخطائين التوابون كما قال الرسول ﷺ، وأرجو أن يتقبل شعب سوريا كله اعتذاري، فوالله إن محبتي لكم لم تتغير يوماً.
وأخيراً أقول لمن لم يتقبل اعتذاري من أهلنا في سوريا:
“لكم الحق في ذلك، فجرحكم عميق، وألمكم شديد، وما فعله هؤلاء المجرمون بكم لا ينسى بينما هم يدّعون الإسلام، فوقفوا مع الطاغية الذي يعادي الإسلام، فهذه طائفية وليست إسلاماً”.
لعل ما حدث يزيد صلتي بكم واقترابي منكم فوالله لكم محبة يعلمها الله تعالى.
مع خالص الود والتقدير والدعاء
د. طارق السويدان
الكويت
4-11-2023