بدأ فصل الشتاء فلكياً في نصف الكرة الشمالي اليوم الأحد، 21 ديسمبر 2025، عند الساعة 03:03 مساءً بالتوقيت العالمي المنسق (الساعة 06:03 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، مع حدوث ظاهرة الانقلاب الشتوي، ويمثل هذا اليوم لحظة فلكية محددة تصل فيها الشمس إلى أقصى نقطة جنوبية لها في السماء، متعامدةً بشكل مباشر فوق مدار الجدي، مما يجعل سكان النصف الشمالي من الأرض يعيشون اليوم أقصر ساعات النهار وأطول ساعات الليل على مدار العام بأكمله، حيث تصل مدة الليل في بعض المناطق إلى نحو 14 ساعة مقابل نهار لا يتجاوز 10 ساعات.
وفي مصر، ارتبطت بداية الشتاء بحدث أثري مهيب، حيث تعامدت أشعة الشمس صباح اليوم على قدس الأقداس بمعبد آمون رع في معابد الكرنك بالأقصر، وهي ظاهرة فلكية ومعمارية نادرة تجذب مئات السياح سنوياً لمشاهدة قرص الشمس وهو يتوسط البوابة الشرقية للمعبد معلناً الانتقال الفصلي رسمياً، كما شهد معبد قصر قارون بالفيوم محاولات لرصد الظاهرة ذاتها، إلا أن السحب والغيوم حجبت الرؤية في بعض اللحظات، مما أبرز دقة الحسابات الفلكية التي وضعها القدماء المصريون لتحديد مواعيد الفصول الزراعية والمناخية.
أما من الناحية المناخية، فقد ترافق دخول الشتاء مع تحذيرات مراكز الأرصاد الجوية في الوطن العربي من موجات برد قادمة، ففي بلاد الشام والأردن، يرتبط هذا التاريخ ببداية ما يُعرف بـ “المربعانية”، وهي أربعون يوماً تتسم تاريخياً بأنها أبرد أيام السنة وأكثرها غزارة في الأمطار نتيجة نشاط المنخفضات الجوية القطبية، وتشير التوقعات الجوية لهذا الموسم إلى احتمالية تأثر المنطقة بظاهرة “اللانينا” التي قد تزيد من حدة العواصف الثلجية وموجات الانجماد، مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر.
وعلى الصعيد العالمي، أوضحت وكالة “ناسا” أن الانقلاب الشتوي لا يعني أن الأرض في أبعد نقطة لها عن الشمس، بل على العكس، تكون الأرض قريبة نسبياً من الشمس في هذه الفترة، ولكن ميل محور دوران الأرض بزاوية 23.5 درجة هو السبب الحقيقي وراء تعاقب الفصول، حيث يميل النصف الشمالي بعيداً عن الشمس، مما يؤدي إلى سقوط أشعتها بزاوية مائلة تضعف من حرارتها وتسبب قصر النهار، ومنذ لحظة الانقلاب اليوم، ستبدأ ساعات النهار بالزيادة تدريجياً وبشكل غير محسوس في الأيام القادمة، حتى يتساوى الليل والنهار في الاعتدال الربيعي المقبل في مارس 2026.
