هبة الزغيلات
بعد ليلةٍ داميةٍ انقطعت فيها غزة بمن فيها عن العالم أجمع، أطلّ الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمة مصوّرة، السبت، بهمة ومعنويات عالية، أوقف فيها العالم على قدمٍ واحدةٍ ومذكرًا دولة الاحتلال الإسرائيلي بـ لعنة العقد الثامن ، فما هي؟
أبو عبيدة يذكر إسرائيل بـ لعنة العقد الثامن
ذكر المُلثم أبو عبيدة، رمز المقاومة، في خطابه مساء السبت، 28 أكتوبر، مصطلح “لعنة العقد الثامن”، مثيرًا علامات استفهام لدى الكثيرين ممن هم غير مُلمين بالشأن الديني المتعلق بـ”الصراع بين المسلمين والصهاينة” على أرض الرباط.
وذكر المُلثم أبو عبيدة في كلمته: “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدًا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر”.
وفي الوقت الذي أرعبت فيه عبارة “لعنة العقد الثامن” المجتمع الصهيوني، توجه كثيرون نحو منصات التواصل الاجتماعي ومحرك “غوغل” للبحث عن إجابة على التساؤلات التي تدور في أذهانهم خاصة مع ربط “عملية طوفان الأقصى” مع بروتوكولات بني صهيون وأسفار التلمود والتوراة.
لعنة العقد الثامن
تقول النظريات ونبوءات الحاخامات وأسفار التلمود والتوراة وبعض الساسة الصهاينة إن التاريخ أثبت أن دول اليهود لم تُعمّر أكثر من 80 عامًا.
وبينما أكملت الدولة الحالية 75 عامًا في مايو الماضي، يخشى ساستها -وفق اعتقادهم- أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها؛ الأولى (مملكة النبيين داود وسليمان)، والثانية (مملكة الحشمونائيم).
ووفقًا لمعتقداتهم، فإن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وهو ما يعزز المخاوف لديهم أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
مخاوف صهيونية من لعنة العقد الثامن
أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك في أكثر من مناسبة، مخاوفه من قرب زوال دولة إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدًا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين”.
وقال باراك في مقال له في صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن”.
وتابع: “العقد الثامن لإسرائيل بشّر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود”.
وأضاف باراك أن “في العقد الثامن من مملكة داوود وسليمان انقسمت إلى يهودا وإسرائيل. وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم، نشأ استقطاب داخلي، وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا، وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعًا لروما حتى خراب الهيكل الثاني”.
وتابع باراك قائلا “تقع إسرائيل في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء، فلا يمكن الاستخفاف بأي تهديد، فأصبح من الواجب حساب النفس، خاصة وأن إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.
رعب في دولة إسرائيل
كثيرون من المفكرين والكتاب حذوا حذو باراك، سواء في معاهد الأمن القومي أو مراكز الدراسات الاستراتيجية، ومنهم الكاتب آريه شافيط، الذي قال في كتابه “البيت الثالث”، أنّ بني قومه أصبحوا، وهم في العقد الثامن، العدو الأكبر لأنفسهم، وأنّ دولتهم باتت ممزّقة، تتألّم وتنزف، وأنّها ضلّت الطريق وفقدت البوصلة.
أما الكاتب اليساري المعادي للاحتلال جدعون ليفي فقد قال: “إسرائيل مصابة بمرض السرطان، الذي بلغ مرحلة متقدّمة ولا شفاء منه.
البوابة