الأخبار
أخر الأخبار

رغم التحذيرات.. آلاف اللبنانيين يعودون إلى منازلهم بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان

مع بدء سريان الاتفاق بوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أمس الثلاثاء، بدأ الآلاف من سكان المدن والقرى التي قصفها جيش الاحتلال العودة إلى منازلهم رغم تحذيرات قوات الاحتلال من العودة قبل السماح لهم بذلك.

ودعت قيادة الجيش اللبناني المواطنين في القرى والبلدات الأمامية في الجنوب إلى التريث في العودة إلى قراهم بانتظار انسحاب قوات جيش الاحتلال منها، في وقت أعلن جيش الاحتلال حظر التوجه إلى القرى التي سبق أن طالب بإخلائها، وانتظار توجيهاته لعودة المواطنين إلى منازلهم.

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فقد بدأ أهالي الجنوب والبقاع بالعودة إلى قراهم. وتشهد الطرق المؤدية إلى هاتين المنطقتين مواكب السيارات التي تنقل العائلات.

وبدأت قوافل النازحين بالعودة إلى النبطية وغصت بها الطرق من صيدا إلى الزهراني وصعودا نحو النبطية وهي ترفع الأعلام اللبنانية وأعلام المقاومة.

وقال شهود عيان وصلوا إلى المنطقة، إن النبطية مختلفة تماما عن ما قبل العدوان، حيث الأبنية المدمرة، والطرق والبنى التحتية، والمياه مقطوعة عن المدينة وأسلاك الكهرباء مقطعة على الطرق والهاتف الأرضي مقطوع بين النبطية وصيدا وبيروت.

ويشهد طريق صيدا باتجاه الجنوب زحمة سير، حيث يتوجه الأهالي منذ الصباح الباكر، إلى قراهم وبلداتهم.

من جانبه، قال الجيش اللبناني إنه يتخذ إجراءات لاستكمال الانتشار بالجنوب وفق تكليف الحكومة وبالتنسيق مع اليونيفيل وضمن القرار 1701.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة “إكس”، في الإنذار الموجه إلى سكان جنوب لبنان، أنه “سنقوم بإبلاغكم بالموعد الآمن للعودة إلى منازلكم”.

واعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن وقف إطلاق النار “مفيد للبلدين ولأمن المنطقة”، معرباً عن أمله في أن يجلب تخفيف التوتر عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية “أملاً متجدداً” لإنهاء الصراع في قطاع غزة.

وأضاف أوستن، في بيان صحافي، أن “هذا القرار الدبلوماسي سيمكن عشرات الآلاف من المدنيين في لبنان وإسرائيل من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود، ووضع حد للعنف والدمار الناجم عن هذا الصراع”.

وأكد أن دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل “يظل قوياً”، مشدداً على دعم حقها في الدفاع عن نفسها ضد المنظمات المدعومة من إيران مثل جماعة “حزب الله” اللبنانية وحركة “حماس” الفلسطينية.

وأضاف: “سنتشاور مع شركائنا الدوليين والوكالات المتعددة لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار”، مشدداً على ضرورة “استمرار التركيز على تحسين الظروف الإنسانية السيئة في القطاع”.

ورحبت إيران، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، في بيان، الأربعاء.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الثلاثاء، إن إسرائيل ولبنان وافقا على اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف، في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، أن الغرض من الاتفاق “أن يكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية ولن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان”. وجاءت كلمة بايدن بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) وافق على اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن “إسرائيل ستحافظ على حرية عمل مطلقة في لبنان إذا قام حزب الله بأي خرق”.

من جهته، شكك نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود قماطي، في التزام رئيس حكومة الاحتلال مسألة اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن نتنياهو “عوّدنا على الخداع ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق”. وأضاف قماطي: “يجب أن ندقق في النقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة الأربعاء”.

ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة آلاف منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة العام الماضي، وبعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا أمس الثلاثاء في بيان مشترك أنهما ستعملان “مع إسرائيل ولبنان على التأكد من التطبيق الكامل” لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، كما أكد الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيانهما أنهما “مصممان على الحؤول دون تسبب النزاع بدورة أخرى من العنف”.

وشدد الرئيسان على أن هذا الاتفاق “سيحمي إسرائيل من التهديد الذي يشكله ‘حزب الله’ وغيره من المنظمات الإرهابية العاملة انطلاقاً من لبنان”، وقالا إن “هذا الأمر سيخلق الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء المستدام وسيسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة الآمنة لديارهم”، في إشارة إلى خط ترسيم الحدود الأممي بين لبنان وإسرائيل.

وشدد بايدن وماكرون على أن الولايات المتحدة وفرنسا اللتين تعملان منذ أسابيع للتوصل إلى هذه الهدنة “ملتزمتان الاضطلاع بدور رائد في دعم الجهود الدولية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، وتعزيز التنمية الاقتصادية في كل أنحاء لبنان بغية تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة”.

وأعلن بايدن الثلاثاء أن وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد موافقة الحكومة الأمنية الإسرائيلية عليه.

من جانبه دعا الرئيس الفرنسي مساء الثلاثاء إلى “انتخاب رئيس من دون تأخير” في لبنان، وقال ماكرون في رسالة مصورة عبر حسابه في منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي إن “هذه مسؤولية السلطات اللبنانية وكل أولئك الذين يمارسون مسؤوليات سياسية بارزة، واستعادة سيادة لبنان تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير”.

زر الذهاب إلى الأعلى