شهيد بخان يونس والدفاع المدني يحذر من “كارثة شتوية” تضرب النازحين في قطاع غزة

تشهد مدينة خان يونس الجنوبية في قطاع غزة تصعيداً متواصلاً في العمليات العسكرية، حيث تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي لا يفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية، مما يؤدي إلى استمرار سقوط الضحايا بشكل يومي. وفي هذا السياق، أفادت مصادر طبية فلسطينية بارتقاء شهيد جديد وإصابة آخرين بجروح مختلفة جراء استهداف مباشر نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية أو قصف مدفعي في محيط مناطق متفرقة من المدينة، بما في ذلك محيط منطقة المواصي، التي يُفترض أنها منطقة آمنة للنازحين.

هذا الاستهداف، سواء كان لخيمة نازحين أو لمواطنين ينتظرون المساعدات أو يحاولون الوصول إلى مأوى، يرفع من حصيلة الشهداء التي يتم نقلها تباعاً إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، الذي يعمل بأقصى طاقته رغم نقص الإمدادات الحاد وتزايد الضغط.

وفي سياق متصل، حذرت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من التداعيات الكارثية والماساوية لتزايد أعداد الشهداء تحت الأنقاض في خان يونس وغيرها من مدن القطاع التي تعرضت لدمار هائل، مشيرة إلى أن استمرار منع إدخال معدات الإنقاذ الثقيلة والآليات المتخصصة عبر المعابر يفاقم من الكارثة الإنسانية.

وأكدت الطواقم أن آلاف الجثامين لا تزال مدفونة تحت ركام المنازل والبنايات المدمرة، خاصة في المناطق التي تشهد فيها العمليات العسكرية كثافة أو التي تم الانسحاب منها، مشيرة إلى أن الطرقات مليئة بالركام مما يعيق تحرك فرق الإنقاذ والإسعاف في حال ورود بلاغات عن استهدافات جديدة.

وفي تحذير أشد خطورة، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين في القطاع، وتحديداً في منطقة خان يونس ومواصيها ورفح، مع بداية دخول فصل الشتاء وظهور أولى المنخفضات الجوية. وقد تم وصف الوضع بأنه “كارثة لم يشهدها التاريخ”، حيث يحتاج النازحون – الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف – إلى ما لا يقل عن 450 ألف خيمة صالحة للإيواء في ظل تدمير أكثر من 282 ألف منزل أو إلحاق أضرار بالغة بها، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

وأشار متحدثون باسم الدفاع المدني إلى أن المنخفض الجوي الأخير أدى إلى غرق آلاف الخيام المهترئة التي لجأ إليها النازحون، ودخول مياه الأمطار إلى داخلها، مما فاقم معاناتهم الإنسانية، وحذروا من خطر انهيار المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط بسبب تغلغل المياه.

وشدد الدفاع المدني على أن الأزمة تتجاوز المأوى؛ فالنازحون يعيشون في ظل نقص حاد في الغذاء والماء ووسائل التدفئة، ويواجهون خطر تفشي الأمراض المعدية نتيجة الاكتظاظ واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار.

وطالبوا بضرورة التدخل الدولي العاجل والضغط على قوات الاحتلال للسماح بإدخال المعدات الطارئة والإغاثية والمستلزمات الشتوية اللازمة، لمنع تحول الكارثة الإنسانية إلى مجاعة وأزمة صحية لا يمكن السيطرة عليها.

Exit mobile version