صنعاء ..كساد اقتصادي غير مسبوق بسبب ضعف الإقبال

عقب التدهور الاقتصادي الذي حصل في اليمن في السنوات الأخير، أصاب الكساد معظم مجالات التجارة في اليمن، خاصة المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي ومنها صنعاء، التي تشتهر بالرواج التجاري فيها، اما الان فقد أصبح التجار يشكون الكساد الذي لحق بتجارتهم، فحركة البيع والشراء شبه متوقفة وباتت تهدد حياة عدد من التجار وأسرهم.
“ما فيش لا بيع ولا شراء، إحنا عندنا بيوت كيف بانصرف عليها” هكذا عبر التجار في صنعاء ، عن الكساد التجاري وقلة الاقبال الشديد، مشيرين إلى أن الكساد ضرب معظم السلع ، وان أبواب الرزق أغلقت أمامهم عقب التدهور الاقتصادي الذي ضرب البلاد بسبب الانقلاب الحوثي”..
ويقول عبدالكريم، بائع” لموقع الوعل اليمني ” من أبناء صنعاء، ” السوق شبه خالي وحالنا واقف ومش عارفين نصرف على بيوتنا، تخفيض العمالة وتسريح العمال اصبح الحل المر والضروري” ،
مؤكدًا أن سوء الحالة الاقتصادية تسبب في تسريح العديد من العمال خلال الفترة الماضية، وضياع مصدر رزقهم الوحيد.
ويؤكد خالد، تاجر ملابس” لموقع الوعل اليمني ” أن حركة بيع وشراء الملابس ضعيفة، نظرًا لارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، وعدم صرف الرواتب ما جعل المواطنين يفكرون في اشياء اهم من الملابس، قائلًا: “البضاعة تتكدس عاما بعد عام ولا نعرف ايش الحل ولم نعد قادرين على العيش”
“نضطر للبيع براس المال” هكذا عبّر أحمد محمد، أحد التجار بشارع جمال ، عن استيائه مما أصاب حركة البيع والشراء، موضحًا أن حركة البيع والتجارة أصبحت ضعيفة وتكاد تكون منعدمة بسبب انعدام الرواتب ، مضيفًا: ” قبل ٢١ سبتمبر كان دخلنا لايقل عن ١٥٠ الف ريال في اليوم واليوم بسبب هؤلاء عملنا وقف وبيوتنا مهددة بالخراب ، وكل يوم نفتح المحلات من الصباح الى اخر الليل بدون نتيجة”
اما التاجر “عبد القادر” فيقول:” إن الوضع الاقتصادي المتردي في صنعاء يمنع العديد من الأسر من شراء احتياجاتها، وهذا الأمر يسبب لنا كساداً تجارياً وتكدس للبضاعة، ويؤثر على قدرتنا على طلب منتجات جديدة ونضطر للبيع بخسارة”
وبين عبدالقادر للموقع الوعل اليمني “أن أسعار الملابس الشتوية مثلا أرخص من السنوات السابقة، غير أن الظروف الاقتصادية تصعب على الناس الشراء” .
وأشار إلى أن العروض الخيالية تملأ الاعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت من قبل اشبه بالحلم، مثل البجايم النسائية ب٢٥٠٠ ريال والتي كان سعرها لايقل عن ٧٠٠٠ ريال ومثلها الفانيلات والجواكت الفخمة بأسعار تتراوح بين ٢٠٠٠ الى ١٥٠٠ ريال تخيل الفرق، ومع ذلك لا يوجد اقبال كبير من الناس وهذا دليل الوضع المعيشي المتردي الذي وصلت اليه البلاد “
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الفقيه، ، إن هناك حالة الكساد تجاري في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة طبيعية لسياسية تجويع الشعب وقطع الرواتب والعقاب الجماعي، وان الوضع مرشح للتدهور اكثر في ظل هذا الفشل الكبير في إدارة البلاد.
وأضاف” الفقيه” ، أنه لا يتوقع اي تحسن في ظروف الناس مادام الانقلاب باقيا والحوثي مستمر في بيع الكلام دون اي تحركات ملموسة او اجراءات واقعية على الأرض مثل صرف الرواتب والقضاء على الفساد والكف عن شراء الفلل والأراضي والعقارات والشركات مالم فلن يكون هناك اي تحسن وسيظل المواطنين غير قادرين على شراء الاساسيات فضلا عن الكماليات.