بقلم :صدام الحريبي
كان بإمكان الصهاينة أن يُلبسوا الشهيد القائد يحيى السّنوار ملابس النساء، ويُظهروه وهو في نفق وإلى جانبه عشرات الأسرى الصهاينة قتلى، وينشرون في الأخبار أنهم استطاعوا تحديد مكانه وقتلوه وهو متخفٍ بلباس النساء وقد قَتل عشرات الأسرى الذين كان يحتمي بهم من الصهاينة قبل استشهاده، بل ويزيدوا في الكذب والدّجل والتلفيق، فهم يمتلكون من التكنولوجيا والإعلام والكذب ما يجعل المهزوزين يتبنّوا رواياتهم وليس يصدّقونهم فحسب.
لكن كل ذلك لم يحدث، فقدرة الله كانت فوقهم وأقوى منهم، وقد أبى القدر إلا أن يُظهر السّنوار بذلك المشهد النادر قويا مقبلا غير مدبر بشهادة أعدائه، فبينما كان الصهاينة والمتصهينين يتحدّثون عن اختباء شهيدنا السّنوار تحت الأرض محاطا بعشرات الأسرى الصهاينة، كشفوا بأنفسهم بأن كل رواياتهم ومخابراتهم كاذبة وأنه كان في مقدّمة المجاهدين وفي خطوط النار يشتبك مع أعداء الدين وكل الأوطان.
ظهر الصهاينة مهزومين وهم في أمَسّ الحاجة لإثبات قتل السّنوار بأي طريقة كانت، لأنهم شعروا بالمهانة خلال عام كامل وهم لم يستطيعوا كشف رجل واحد بمعيّة كل مخابرات العالم والتكونولوجيا الضّخمة التي فشلت أمام إرادة السّنوار والقسّام وحماس، فقد داس عليهم (سنوارنا) وجعلهم يتمنّوا أن تبتلعهم الأرض امام الضّعف الذي حلّ عليهم.
شعَرتْ كل مخابرات العالم بضعفها أمام رجل واحد لا يمتلك سوى “مسبحة” و”كتيّب” و”كلاشنكوف” فقط ومقلمة أظافر ومناديل تدل على نظافته، فقد كانت المسبحة والكتيّب وذكر الله والتسلّح بالإيمان والأخذ بالأسباب (كلاشنكوف) أقوى من عنجهية أمريكا وبريطانيا والنظام العالمي الذي يتباهى به بنو صهيون!
وفي مشهد مخزٍ ومذل لبني صهيون هرع إعلام الاحتلال لنشر خبر قتل السنوار حيث نسوا أن يمارسوا كعادتهم كذبهم ودجلهم وافترائهم، فلا يوجد لديهم وقت لأنهم شعروا بأنهم فقدوا المصداقية حتى لدى مجتمعهم المحتل وهم بذلك يريدون أن يثبتوا للعالم أنهم صادقين وأقوياء ويعيدوا هيبتهم التي أسقطها السّنوار في ساعات قليلة، ثم على مدى عام كامل، وما زال الإسقاط مستمر!
كان بإمكان الصهاينة كذلك أن ينشروا رواية تتحدّث عن أنهم اخترقوا القسام وحماس ووصلوا إلى السّنوار ويتباهوا بأنهم أقوى جهاز مخابرات، لكن القدر لم يمنحهم ذلك الشرف الكاذب ثم يشمت الشامتون.
لقد أراد الله أن يستشهد السّنوار بتلك الطريقة وبذلك المشهد الفريد، حتى يشهد أعدائه وأعداء السنوار ببطولة الشهيد، لأنه إن كان حدث ذلك ونشرت حماس تلك الرّواية بتفاصليها، لكذّبها المرجفون ولصدّقهم ضعفاء النفوس حتى ممّن يناصرون حماس بتردّد.
قبل أيام كتب أحد الناقصين ضد السّنوار، وعندما سألته لماذا؟ قال لأنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين! وهل هذا سبب؟ فمثل هذا يرفع من قدر هذه الجماعة وهو يفكّر أنه ينقص من شأنها، ولله في خلقه شؤون.
عموما ما زالت المقا.ومة مستمرة، وما زالت حماس قوية، وما زالت القسّام تمتلك ما تدّك به مزيدا من عنجهية الصها..ينة وتشوّه صورة الجيش الذي لا يُقهر.
أما العصا التي رماها السّنوار قبل استشهاده، لم تكن لإسقاط الطائرة الاستطلاعية الصهيونية، بل لإسقاط الأقنعة التي يرتديها كل أشباه الرجال ممن يدًعوا كذبا نصرة غزّة وفلسطين ويستغلوا القضية، ومن هرعوا للتطبيع تحت مبرّر مصلحة فلسطين، فأولئك هم أرباء الصهاينة إن كنتم لا تعرفونهم!
الخلاصة: والذي رفع السماء إن الحقيقة واضحة، وكأن السماء تحاكي وتخاطب الأرض وتروي بل وتصوّر لها الحقيقة صوتا وصورة وتقول لها أن هؤلاء على الحق، فأعداء حماس هم من نشروا التفاصيل دون علمهم، ومن يرى غير ذلك فليحتسب نفسه ممّن أعمى الله أفئدتهم، فقد ألبسوا الحق بالباطل عمدا.