الأخبار
أخر الأخبار

غزة.. تصريحات واشنطن حول دخول 600 شاحنة يوميًا “مضللة” وسط أزمة إنسانية متفاقمة

غزة – الوعل اليمني

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن التصريحات الأمريكية حول دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع “مضللة”، مشيرة إلى أن الواقع الميداني يختلف بشكل كبير عن الأرقام المعلنة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي نشره اليوم الخميس،  إن المتوسط الفعلي لدخول الشاحنات منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي لا يتجاوز 234 شاحنة يوميًا، أي ما يعادل 39 بالمئة فقط من الالتزام المتفق عليه، وهو ما يوضح استمرار منهجية واضحة في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

الواقع الميداني يختلف

وجاء بيان الحكومة تعليقًا على تصريحات السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، الذي زار معبر كرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل، وأعلن عبر منصة “إكس” أن أكثر من 600 شاحنة تدخل يوميًا إلى غزة تحمل الغذاء والدواء والمأوى. وأكدت حكومة غزة أن هذه الأرقام لا تتوافق مع الواقع الميداني، واعتبرت التصريحات محاولة لتبرئة الاحتلال من استمرار حصار قطاع غزة وتجويع السكان المدنيين، في حين تشير جميع البيانات الميدانية إلى استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات.

وأوضح البيان أن الاحتلال يفرض قيودًا صارمة على طبيعة البضائع، ويحد من دخول المواد الأساسية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار ومواد الطوارئ، ما يشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني وللبنود المقررة في اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن سياسة الحصار والقيود المستمرة تهدف إلى إبقاء غزة تحت ضغط اقتصادي شديد، مع تقليص الكميات بشكل ممنهج، والسماح فقط بإدخال سلع منخفضة القيمة الغذائية، ما يفاقم المعاناة الإنسانية للسكان المدنيين.

أزمة النازحين والخيام المدمرة

وتتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل مستمر، حيث يعيش نحو مليون ونصف نازح في مخيمات مهترئة، تعرضت العديد من خيامها لأضرار كبيرة نتيجة الحرب المنتهية حديثًا والظروف المناخية القاسية. ويشير المكتب الإعلامي إلى أن القطاع يحتاج إلى نحو 300 ألف خيمة لتأمين الحد الأدنى من احتياجات النازحين، فيما لم يتم إدخال سوى 20 ألف خيمة، أي ما يعادل 7 بالمئة فقط من الاحتياجات الفعلية، ما يعكس حجم النقص الكبير والمأساة الإنسانية المستمرة.

خروقات مستمرة 

ورغم مرور أكثر من شهرين على وقف إطلاق النار، لم تشهد حياة الفلسطينيين أي تحسن ملموس، إذ يواصل الاحتلال فرض القيود على دخول المساعدات، ويتحكم بشكل كامل في طبيعة البضائع المسموح إدخالها. واستمرت خروقات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متعددة، حيث شهدت مدينة رفح ومخيم جباليا وخانيونس استهدافًا مدفعيًا وجويًا أسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة آخرين. وأوضحت المصادر أن القصف المكثف من المروحيات والآليات العسكرية الإسرائيلية طال المناطق الجنوبية والشرقية للقطاع، في حين سُجلت حالات غمر لمخيمات النازحين نتيجة الأمطار الغزيرة، الأمر الذي زاد من معاناة آلاف الأسر وأجبر الدفاع المدني على نقلهم إلى أماكن آمنة رغم محدودية الإمكانات المتاحة.

حصيلة الخسائر البشرية

ويعكس واقع المساعدات الإنسانية ومدى خرق الالتزامات الدولية والفشل في تحسين الوضع المعيشي استمرار معاناة الفلسطينيين، حيث بلغت حصيلة الشهداء منذ وقف إطلاق النار 379 شهيدًا، والإصابات 992 إصابة، في حين وصل إجمالي الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 70,369 شخصًا، وأصيب 171,069 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال. وفي ظل هذه الأرقام الصادمة، تؤكد حكومة غزة أن استمرار القيود على دخول المساعدات والمواد الأساسية يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية ويضع السكان المدنيين في مواجهة مجاعة محتملة وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الأساسية.

وتختتم حكومة غزة بيانها بالتحذير من تفاقم الكارثة الإنسانية في مخيمات النزوح، مؤكدة أن الوضع يحتاج إلى تدخل عاجل وسريع من المجتمع الدولي لتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان، وضمان احترام التزامات الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ومواجهة سياسة الحصار المستمرة التي تهدد حياة المدنيين، وتزيد من معاناتهم اليومية على الرغم من مرور أكثر من شهرين على انتهاء الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى