فور إعلان فوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس تطلع الملايين في منطقة الشرق الأوسط إلى أن يفي سيد البيت الأبيض الجديد بوعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية حيث تعهد بوقف الحرب في غزة ولبنان.
وعد ترامب بإحلال السلام وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وقال مراراً، إنه لو كان في السلطة بدلاً من جو بايدن، لما هاجمت حماس إسرائيل.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في أغسطس الماضي أن تصريحات دونالد ترامب والتي حث فيها على إنهاء الحرب في غزة دون الإصرار على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين أولا، ازعجت الجانب الإسرائيلي الذي يتطلع دائماً إلى المساندة الأمريكية غير المشروطة لتل أبيب.
في تغريدة نشرها على منصة”إكس” يوم 30 أكتوبر الماضي قبل أسبوع من التصويت الرسمي في الانتخابات الرئاسية، قال ترامب: “خلال فترة إدارتي كان هناك سلام في الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريباً جداً ! سأصلح المشاكل التي تسببت فيها نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس جو بايدن، وأوقف المعاناة والدمار في لبنان”.
وأضاف مؤكداً رغبته في إحلال السلام بالمنطقة: “أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي، السلام الدائم، وسننجز ذلك بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات.. سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية.. صوتوا لترامب من أجل السلام”، وهو ما دفع العرب والمسلمين في الولايات المتحدة إلى انتخابه ما عزز فرصته في الفوز بالرئاسة خاصة في ولاية متأرجحة مثل ميتشغان التي تضم 350 ألف صوتاً من المهاجرين العرب والمسلمين.
مطالب عربية من الرئيس الجديد
الآن، وبعد تحقيق الفوز الكبير لترامب تنتظر منطقة الشرق الأوسط خطوات جادة لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من عام والتي راح ضحيتها الآلاف حيث أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أول من أمس أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفعت إلى 43374 قتيلا على الأقل، وتجاوز العدد الإجمالي للجرحى 102261، بينما الأضرار في البنية التحتية والطرق الرئيسية والمرافق الصحية وصلت إلى 90% في بعض القطاعات.
وفي لبنان دمرت الحرب مناطق كاملة في الجنوب وأجبرت الغارات الجوية الكثيفة مئات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم في لبنان بحثاً عن الأمان حيث تشير تقديرات الحكومة اللبنانية إلى نزوح مليون شخص داخل لبنان ، فيما اضطر أكثر من 185 ألف شخص للفرار إلى سوريا.
الحالة التي يعيشها قطاع غزة ولبنان وتأثيراتها على المنطقة دفعت الكثيرين إلى وضع آمال عريضة على ترامب في إنهاء الحرب خاصة بعدما بات السلام عصياً على مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وهو ما يهدد باحتمال انزلاق المنطقة في حرب إقليمية بعدما تطور الصراع إلى قصف متبادل بين إسرائيل وإيران.
تحديات تواجه إحلال السلام
وعد ترامب بإحلال السلام ربما يكون صادقاً ويسعى من أجله خلال الفترة المقبلة، لكن هل يستطيع تحقيقه؟.. الأوضاع في المنطقة شديدة التعقيد بحسب محللين سياسيين حيث يتخبط الشرق الأوسط في موجة تصعيد مستمر، وتنتهج إسرائيل خيار الحل العسكري على كل الجبهات ما يؤدي إلى التصعيد المستمر والمزيد من الخسائر، ورغم وجود علاقة صداقة قوية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجمعهما إلا أن فض الاشتباك الذي استمر لأكثر من عام يحتاج وقت طويل ومفاوضات لن تحسم قريباً.
المسألة الأهم وفقاً لبرنامج ترامب الانتخابي هو التركيز على الداخل الأمريكي وتقليل الضرائب ودعم الاقتصاد المحلي وهي محاور ربما تؤثر على الإدارة الأمريكية لملف الشرق الأوسط الذي خرج من قائمة أولويات الولايات المتحدة وهو ما ظهر جلياً خلال الحرب.