الأخبار المحليةتقارير
أخر الأخبار

في مناطق سيطرة الحوثي جوع يتسع وفقر يبتلع الناس


تقرير خاص

عبدالقادر ، شاب يمني يبلغ من العمر 25 عامًا، وكأي شاب في عمره، كان يحلم بأن يكمل تعليمه الجامعي ويحصل على وظيفة محترمة، ولكن بسبب الظروف الصعبة الراهنة، اضطر إلى ترك الدراسة والبحث عن عمل لإعالة أسرته  التي لا معيل لها سواه، وبعد محاولات عديدة للعثور على وظيفة وجد نفسه عاملًا في مجال البناء بالأجر اليومي دون تأمين صحي أو معاشات،  يقول عبدالقادر إنه يعاني من الألم الجسدي والنفسي بسبب ظروف العمل القاسية وكذلك حزنًا على  آماله وأحلامه التي تحطمت، ولكنه مستمر في العمل بصبر لأنه يعلم أن أسرته تعتمد عليه، وأن البديل هو الموت جوعا.

بالمثل، تعيش مروة، أم لثلاثة أطفال، في إحدى المناطق الريفية في اليمن، كانت تعمل سابقًا في مجال التجارة الصغيرة وتبيع منتجاتها في السوق المحلي، ولكن مع استمرار التدهور الاقتصادي والجمود وحالة الفشل العام  الذي تعيشه  البلاد، تقول مروة إن الطلب على منتجاتها انخفض بشكل كبير، و لم تعد قادرة على تأمين دخل كافٍ لتلبية احتياجات أسرتها، ولذلك اضطرت إلى بيع بعضٍ من ملابسها لتوفير الطعام لأطفالها.  تعيش مروة يوميًا في قلق حول كيفية تأمين احتياجات أسرتها الأساسية، وتحلم بنهاية الانقلاب وعودة الاستقرار  يومًا ما عسى أن تتحسن الأوضاع.

أما خالد، طالب في المرحلة الثانوية، فكان يحلم بأن يصبح مهندسًا يومًا ما. ولكنه يواجه صعوبات كبيرة في مواصلة دراسته بسبب الفقر، ولذلك اضطر إلى العمل بعد المدرسة لمساعدة أسرته في توفير احتياجاتهم اليومية، يعمل خالد في محل بقالة صغير، ويحاول جاهدًا تحقيق التوازن بين العمل والدراسة. على الرغم من التحديات التي يواجهها، يبقى خالد ملتزمًا بتحقيق حلمه والنجاح في حياته، ويتحدث لموقع الوعل اليمني قائلا: “شاب في مثل سني من المفترض أن يكون قد امتلك بيته الخاص وسيارته وبدأ مرحلة جمع الأموال التي سينفقها في شيخوخته أو يورثها لمن بعده، أما الوضع في اليمن فهو مختلف وخصوصًا بعد الانقلاب الكارثي من قبل جماعة الحوثي، فالشاب يقضي فترة الشباب بحثًا عن الاستقرار وفي الأخير يكتشف أنه قد صار عجوزًا وفاته القطار، وكثير من الشباب يأمل بأن تنتهي فترة الشباب بسرعة ليلقي عن كاهله حمل المسؤولية ويعيش آخر أيامه بسلام”.

بدورها، تواجه فاطمة، أرملة وأم لأربعة أطفال، معاناة كبيرة بسبب الفقر المدقع، بعد وفاة زوجها، أصبحت فاطمة هي المعيل الوحيد لأطفالها، افتتحت مخبزًا شعبيًا بسيطًا في الحي الذي تسكن فيه وتحصل على أجر قليل للغاية، وتعاني من قلة الموارد وتفكر يوميًا في كيفية تحسين وضعها وتوفير الطعام والمأوى لأطفالها، ” كله بسبب الحوثي الذي سود حياتنا“ تقول فاطمة “لموقع الوعل اليمني” ولكن بالرغم من ذلك تحاول جاهدة أن تُبقِي أطفالها في المدرسة وتأمل في مستقبل أفضل لهم.

من جانبه، علي، شاب في الثلاثين من عمره، كان يعمل مدرسًا في إحدى المدارس المحلية، ولكن بسبب الانقلاب أُغلِقت المدرسة وأصبح علي عاطلًا عن العمل، يعاني علي من البطالة والضغوط النفسية ويجد صعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته، ولذلك يحاول البحث عن فرص عمل أخرى، ولكنه يواجه تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الصعبة.

مستقبل قاتم

 وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، يعاني حوالي 80% من السكان في اليمن من الفقر الشديد أو القريب منه، ما يعني أن العديد من الأسر اليمنية تعاني من نقص في الإنفاق اليومي، وتفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، أما البطالة فهي تشكل مشكلة كبيرة، حيث يبلغ معدل البطالة حوالي 35%، والعديد من الشباب يواجهون صعوبة في العثور على الوظائف، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والتراجع في الدخل القومي.

وترجع مؤشرات عالمية اقتصادية سبب المشكلة في اليمن إلى سيطرة الميليشيات على مفاصل اقتصاد البلاد ووقوع اليمن في انقلاب طويل الأمد، الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الاقتصاد وأثر بشكل كبير على الأنشطة الاقتصادية وتسبب في توقف العديد من الشركات والمؤسسات عن العمل، مما زاد من معدلات البطالة والفقر، بالإضافة إلى ذلك، تعرضت الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء للتدهور بسبب غياب الدولة ونقص هذه الخدمات، مما يزيد من معاناة السكان ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

تضخم وبطالة

إضافة الى ذلك، بات اليمن يعاني من تضخم كبير وارتفاع في أسعار المواد الأساسية، ما جعل من الصعب على الأفراد تأمين احتياجاتهم اليومية، وأدى تآكل القوة الشرائية للسكان الى تزايد مستويات الفقر وأثر على قدرة الأسر على توفير الغذاء والاحتياجات الأساسية. كما تعد البطالة ونقص فرص العمل من أكبر التحديات التي تواجه اليمنيين حيث يعاني اليمن من ارتفاع معدلات البطالة، حيث تعتمد كثير من الأسر على المساعدات الإنسانية وحوالات المغتربين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وبسبب هذه الظروف تأثرت العلاقات الاجتماعية وصارت العائلات تفضل العزلة والانطواء

زر الذهاب إلى الأعلى