قبل موسم “رمضان”.. المواطنين ينتظرون الراتب والأسواق شبه فارغة

تقرير خاص

لم يمر مثل هذا الموسم على اصحاب المحلات من قبل من حيث قلة الاقبال وتراكم البضاعة وعزوف الناس عن الشراء بسبب انعدام السيولة و” اختفاء الرواتب” بحسب توصيف الموظفين الحكوميين، ولأول مرة منذ سنوات تبدو اسواق العاصمة شبه فارغة من الحركة في منظر غير مألوف بالنسبة لموسم رمضان، الموسم الذي كانت الاسواق والمحلات فيه تكتظ بحركة البيع والشراء.

 ويقول ” محمد سعيد” لموقع الوعل اليمني “صاحب محل ملابس واقمشة، بأن في مثل هذه الايام كانت العائلات تنتهي من شراء ملابس العيد لاطفالها وتكون غالبية البضاعة التي لديه قد صرفت بانتظار بضاعة جديدة، لكن هذا العام فهو تقريبا لم يبع سوى 15% مما كان يبيعه في الاعوام السابقة، لذلك فالاوضاع من وجهة نظره ” مقلقة” وشبح الخسارة والكساد يلوح في الافق، والسبب كما يقول هو سوء الاوضاع الاقتصادية وتردي احوال الناس بشكل كبير.

مصير الايرادات

وتشهد مناطق سيطرة الحوثيين تأخر صرف  النصف الراتب لعام كامل بعد ان كانت الميليشيا تصرفه كل ستة اشهر ما ادى الى تضاعف هموم المواطنين المقبلين على موسم رمضان بجيوب فارغة، في الوقت الذي يظل فيه مصير الايرادات لميناء الحديدة وكذلك عوائد الاتصالات والجمارك والضرائب  في حكم المجهول، وهي مبالغ بلغت خلال عامين فقط 2022 – 2023 بحسب الحكومة اليمنية  ( اربعة ترليون و620 مليار ريال ) وبالرغم من ذلك لاتزال جماعة الحوثي ترفض صرف الرواتب بذريعة ان البلد في حالة حرب مع ” امريكا واسرائيل”، بينما يرى المواطنين بأن الحرب التي يقول الحوثي انه يخوضها مع الولايات المتحدة واسرائيل حرب ” وهمية ” تهدف لصرف الانظار عن مايجري في غزة ، ومع افتراض انها حرب حقيقية، فهي حرب تسببت بها جماعة الحوثي وفرضتها على الشعب بدون تفويض منه.

عروض كبيرة

وبسبب حالة الافلاس التي يعيشها المواطنون، اضطرت معظم المحلات والمولات التجارية في صنعاء لتنزيل عروض تنافسية للسلع بمميزات اضافية واسعار اقل خوفا من تكدسها وانتهاء الموسم قبل تصريف الكمية، بالذات محلات الملابس التي اصبحت تبيع بنقص 25% واحيانا 50%، كما شهدت العاصمة مؤخرا افتتاح عدد من المولات شهد حفل افتتاحها اقبالاً ضعيفا من الأهالي على عكس المعتاد، وهو مايؤكد – بحسب المواطن ” فيصل”-  على ان ” حالة الناس وصلت الى مادون الصفر، والكثير منهم اصبحوا غير قادرين على توفير المواد الاساسية فضلاً عن الكماليات”

فيما يرى ” عبدالله” وهو صاحب ” مول تجاري متوسط” أن هذه العروض التخفيضية الهدف منها هو ” محاولة التخفيف من معاناة الناس في هذه الفترة الصعبة ومساعدتهم قدر الإمكان، ومع ذلك لم تؤدي هذه العروض الى زيادة الاقبال الا بنسبة قليلة جدا، ما يعني ان سوء الظروف المعيشية لدى الشعب اكبر من ان نتخيله”.

مخاوف حقيقية

ويضيف “عبدالله” لموقع الوعل اليمني ” لدي احد الاقرباء يملك محلاً مشابهاً في عدن ويقول بأن حركة البيع والشراء هناك طبيعية والاسواق شبه مزدحمة خصوصا ان الحكومة صرفت قبل ايام رواتب كاملة لجميع الموظفين  لذلك الدورة المالية تمشي والحركة موجودة، بالنسبة لي كانت نسبة الارباح في المواسم 150% وفي الايام العادية 100%، لكن اليوم اذا حصلت على 20% فقط الى جانب مصاريف التشغيل فسوف اكون سعيداً، هناك مخاوف حقيقية هذا العام من الخسارة وتلف السلع لأن احوال الناس صارت في الحضيض، واذا ارسلنا البضاعة الى هناك لبيعها فالقيمة الشرائية للريال هناك اقل، وسوف نخسر ايضا”.

 الفساد السابق

بدورها،  تقول احدى ربات البيوت ان انقطاع راتب زوجها التقاعدي ادى لعجزها عن توفير مستلزمات رمضان الضرورية على الحد الادنى، مطالبة ” الحوثي” بالاهتمام بمشاكل اليمنيين الذين وعدهم في 2014 بالرخاء والقضاء على الفساد، مضيفة ” كان هناك فساد صحيح لكنه اهون بكثير مما نعيشه اليوم، كان الفساد في السابق يقتطع جزء من المعيشة اما الان فالفساد قد اخذ المعيشة بأكملها وتركنا بدون شيء، لا رواتب ولا اولاد ولا اي مظهر من مظاهر الحياة، كنا نستعد لرمضان من رجب واليوم نشتري ” الكيلو الدقيق ” لمدة اربعة او خمسة ايام في ظل هذا الحكم الاسود المشؤوم والحقد العظيم”.

Exit mobile version