متجاهلة مذكرة التوقيف.. طائرة نتنياهو تعبر أجواء 3 دول أعضاء في الجنائية الدولية

أثار مسار رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، جدلاً قانونياً وسياسياً واسعاً بعد أن كشفت بيانات تتبع الملاحة الجوية عن تحليق طائرته الرسمية “جناح صهيون” فوق أجواء ثلاث دول أوروبية أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية.

وتأتي هذه الواقعة في ظل سريان مذكرات التوقيف الدولية التي أصدرتها المحكمة بحق نتنياهو منذ نوفمبر 2024 بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، مما يجعل أي مرور له عبر أراضي الدول الموقعة على “نظام روما الأساسي” اختباراً لمدى التزام هذه الدول بتعهداتها القانونية الدولية.

وأظهرت بيانات موقع “فلايت رادار 24” (FlightRadar24) أن الطائرة التي أقلعت من تل أبيب متجهة إلى ولاية فلوريدا بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سلكت مساراً شمل المجال الجوي لكل من اليونان وإيطاليا وفرنسا.

ويعد هذا المسار لافتاً بالنظر إلى أن نتنياهو كان قد تعمد في رحلات سابقة، وتحديداً خلال زيارته للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، تجنب الأجواء الفرنسية والبريطانية عبر الالتفاف نحو مضيق جبل طارق، خشية الاضطرار لهبوط اضطراري قد يؤدي إلى اعتقاله، إلا أن رحلة اليوم شهدت عبوراً مباشراً عبر الأجواء الفرنسية، وهو ما اعتبره قانونيون تحدياً صريحاً لولاية المحكمة الجنائية.

وانتقد حقوقيون وقانونيون دوليون هذا العبور، حيث وصف المحامي الجنائي الدولي والمسؤول القانوني السابق في الأمم المتحدة، يوهان سوفي، الواقعة بأنها تجسيد لسياسة “الإفلات من العقاب”.

وأشار خبراء قانونيون إلى أنه على الرغم من أن القانون الدولي لا يلزم الدول بإسقاط أو إجبار طائرة رئيس دولة على الهبوط لمجرد عبورها الأجواء، إلا أن تقديم تسهيلات التحليق (Overflight rights) لمسؤول صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية يضع هذه الدول في موقف سياسي محرج، خاصة وأن دولاً مثل فرنسا وإيطاليا كانت قد أعلنت في وقت سابق التزامها المبدئي بقرارات المحكمة مع التحفظ على مسألة الحصانة الدبلوماسية لرؤساء الدول.

وتشير التقارير إلى أن اختيار هذا المسار “الأقصر” مقارنة بالمسارات الالتفافية السابقة قد يعود إلى تطمينات دبلوماسية حصلت عليها إسرائيل، أو رغبة في إظهار عدم الاكتراث بتهديدات الملاحقة القضائية، خاصة مع وجود دعم علني من الإدارة الأمريكية الحالية التي لا تعترف باختصاص المحكمة.

ويهدف نتنياهو من زيارته الحالية لميامي مناقشة ملفات حساسة مع ترامب، تشمل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتصعيد الإقليمي مع إيران، بعيداً عن ضغوط الملاحقات القانونية التي تلاحقه في أوروبا.

Exit mobile version