مكاييل النازية !
بقلم ” أحمد عبد الملك المقرمي
لو افترضنا أن كل مؤيدي المجازر و المذابح التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب، بدولهم و جيوشهم، و معهم جيوش النازية، و الفاشية، و خرجوا باجمعهم يثيرون التراب، و الغبار بأقدامهم و حوافرهم ليحجبوا حقيقة أن الكيان الصهيوني ليس هو من يقف وراء جريمة مجزرة المستشفى المعمداني بغزة، لما استطاعوا أن يحجبوا تلك الحقيقة.
يرتكب الكيان الصهيوني الجريم الفظيعة التي يخجل منها الإجرام نفسه، ثم يتنصل منها، و يشكك أن هناك طرفا آخر هو من فعلها، و يتبرع الحلفاء و الاصدقاء بالتقاط رواية الكيان الصهيوني فيتولى إعلامهم بتغذية الرواية الصهيونية بشتى الوسائل و الطرق، جنبا إلى جنب مع عمل الأقدام و الحوافر، والمخالب،و مع كل ذلك تنكشف الحقيقة، و يتعرى المجرم و المُدلٍّس، وتكون الفضيحة المدوية التي لا يبالون بها.
القوم ! يهمهم فقط ذروة ردود الفعل و كيف يُمَيّعون المواقف و يشككون بالحدث، مستعينين بذوات الحوافر و المخالب، حتى تتراجع حدة ردود الأفعال، بفعل التشكيك و ضخ أكاذيب المروّجين، ثم تُمرر الجريمة بطريقة او بأخرى، أو حتى بحق (النقص) الفيتو.
سنة2002م. ارتكب الكيان الصهيوني مذابح إرهابية في جنين، و ثارت ردود الأفعال في العالم، و اقتنع المجتمع الدولي بضرورة إرسال لجنة تحقيق، و كادت ان تتحرك اللجنة المكلفة لولا أن مكاييل و معايير القوم الذين يتسترون بمزاعم حقوق الإنسان، و دعاوى مناصرة العدالة، حركوا معاييرهم، ومكاييلهم (الإنسانية) و حالوا دون تحرك اللجنة..!!
و قصة اغتيال شيرين بوعاقلة مشهورة في مسارعة الكيان الصهيوني إلى التنصل، فالتشكيك، ثم التمييع.
و اليوم ! بالرغم من الإعلانات التي صدرت عن الكيان الصهيوني بإخلاء المستشفيات و إلا تعرضت للقصف، و تناقلت و كالات الأنباء الإعلان الصهيوني، ثم قامت بقصفه بصاروخ نوعي الأثر و التأثير، و يبدو أنه تم استخدامه كتجربة شيطانية حية لقياس فاعليته على الواقع باعتبار أن المذبحة الصهيونية ستبادر مخلفات النازية و الفاشية للقيام بواجب العمل على طمس الحقيقة، و على حساب العدالة و حقوق الإنسان.
الغريب أن بعض عواصم ما يسمي نفسه بالعالم الحر يسبّون النازية و الفاشية علنا، و يمارسونهما عملا، مثلما يتباكون على العدالة و الإنسانية علنا، و يذبحونهما سرا و علانية..!!
لكن.. لماذا كل هذا الحقد الذي اندفع بكراهية واسعة؟ أجاب أحدهم، قائلا : ينبغي أن نعذر الموجوعين من المقاومة الفلسطينية، ليس فقط بسبب عمليتها النوعية، بل الخيالية، و إنما أيضا للهزيمة الشنيعة التي لحقت بالمخابرات، و ليس المخابرات الصهيونية فحسب؛ بل و هزمت مخابرات الدنيا !! التي منها مَن لم يتحمل قسوة و مرارة الهزيمة، ففقد (بعضها) التوزن، فراح أصحابها يعبرون عن هزيمتهم بنزق أحمق، و قول أخرق، و مواقف مشينة و غير إنسانية ..!!