أثار جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) موجة واسعة من الجدل والتوتر الإقليمي، بعد توجيهه نداءً مباشراً وغير مسبوق باللغة الفارسية إلى المتظاهرين الإيرانيين في طهران وعدة مدن أخرى، تزامناً مع اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة في نهاية عام 2025.
النداء الإسرائيلي الذي نُشر عبر الحساب الرسمي التابع للموساد على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، دعا الإيرانيين بلهجة تحريضية إلى الخروج الجماعي للشوارع، حيث جاء في نص الرسالة: “اخرجوا إلى الشوارع معاً.. لقد حان الوقت.. نحن معكم”. ولم يكتفِ الجهاز بهذا الدعم المعنوي، بل أرفقه بتصريح لافت بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي، أكد فيه أن الدعم “ليس فقط من بعيد أو بالكلمات، بل نحن معكم أيضاً على الأرض”، وهو ما اعتُبر اعترافاً نادراً وصريحاً بوجود عمليات استخباراتية أو عناصر ميدانية نشطة داخل الأراضي الإيرانية لمواكبة الحراك الشعبي.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس جداً، حيث تشهد إيران منذ أيام إضرابات واسعة بدأت في “البازار الكبير” بطهران وانتقلت إلى أكثر من 10 جامعات رئيسية، احتجاجاً على انهيار العملة المحلية (الريال) والارتفاع الحاد في أسعار الوقود والسلع الأساسية. وتتزامن هذه الاضطرابات مع ضغوط خارجية قصوى تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد مؤخراً بتدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل في حال حاولت طهران إعادة بناء ما دمرته الضربات الجوية المشتركة (الأمريكية-الإسرائيلية) التي وقعت في يونيو 2025.
الرد الإيراني جاء سريعاً وحازماً، حيث حذر المدعي العام، محمد كاظم موحدي آزاد، من أن السلطة القضائية ستتصدى بقوة لأي محاولة لتحويل الاحتجاجات المطلبية إلى “أداة لزعزعة الاستقرار” أو تنفيذ ما وصفه بـ “سيناريوهات أعدت في الخارج”. ورغم اعتراف الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بمشروعية المطالب المعيشية ودعوته للحوار، إلا أن الأجهزة الأمنية الإيرانية بدأت بالفعل حملة اعتقالات استهدفت عدداً من النشطاء، مع إصدار تعليمات مشددة للمواطنين (خاصة الأقليات) بالابتعاد عن الحسابات والقنوات التابعة لإسرائيل لتجنب الملاحقة القانونية بتهمة التجسس.
ويشير المحللون إلى أن إعلان الموساد عن وجوده “على الأرض” يمثل ذروة الحرب النفسية بين البلدين، خاصة بعد نجاح العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية السابقة خلال عام 2025 في اختراق البنية العسكرية الإيرانية وتعطيل منصات الصواريخ باستخدام طائرات مسيرة انتحارية تم إدخالها وتخزينها مسبقاً داخل البلاد، مما يعزز من فرضية أن النداء الأخير ليس مجرد دعم سياسي بل إشارة لجهوزية خلايا نائمة أو فرق عملياتية للتدخل في مسار الأحداث.

الرئيس الصومالي يكشف بنود الصفقة الإسرائيلية مع “أرض الصومال”
استنفار في “العدل الأمريكية”: 400 محامٍ لفرز 5.2 ملايين صفحة من وثائق إبستين
تايلاند تطلق سراح 18 جندياً كمبودياً لتعزيز التهدئة الحدودية
البيت الأبيض يحدد يناير موعدًا للمرحلة الثانية في غزة رغم تحفظات الحكومة الإسرائيلية