يمن شباب نت
“هي السنوات الأسوأ في تاريخ اليمن على الإطلاق، انتصرت فيها الهمجية على التمدن، والإقصاء على الشراكة، والقبح على الجمال، لكنها الجولة الاخيرة في صراعنا مع السلالة ومشروعها”، بهذا الكلمات وصف الباحث والمحلل السياسي عبدالله اسماعيل نكبة 21 سبتمبر التي أدخلت اليمن حرباً أهلية تسببت بمقتل مئات الآلاف من المدنيين ونزوح الملايين.
بعد مرور تسع سنوات على انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة ما يزال اليمنيون يتذكرون ذلك اليوم المشؤوم الذي أسقط فيه الحوثيون كافة المؤسسات الحكومية لتقود البلاد إلى التدخل العسكري الخارجي وحرب مستمرة، وكارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم.
وعشية ذكرى يوم النكبة (21 سبتمبر) شارك اليمنيون في حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بيوم الانقلاب الذي يحتفل فيه الحوثيون، بينما يراه اليمنيون بأنه صفحة سوداء في تأريخ اليمن المعاصر.
“يمن شباب نت” رصد تفاعل اليمنيين على مواقع التواصل، الذين بدورهم عبروا عما أحدثه الانقلاب الحوثي في اليمن خلال السنوات الماضية، وغردوا تحت وسم “#نكبة21سبتمبر”، وأجمعوا على وصف سقوط الدولة بيد الحوثيين بأنه السبب الأول وراء معاناة اليمنيين وتدهور أوضاعهم المعيشية.
سب المعاناة
على واقع المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين علق الباحث إسماعيل قائلاً: “حقيقة ناصعة كوضوح الشمس في سماء صافية كل معاناة عاناها او يعانيها اليمنيون سببها نكبة 21 سبتمبر”، مضيفاً في تغريدة له على منصة إكس: “لن تزول الغمة الا بزوال السبب، وبقاؤه نذير معاناة وخراب”.
من جهته يصف وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي اليمن بعد نكبة 21 سبتمبر “6 مليون نازح ومشرد، فقر منتشر وثروات منهوبة ونساء مختطفات، واطفال في الجبهات، ومناهج طائفية، صحفيين تحت تهديد الإعدام، اوبئة مستوطنة في أجساد اليمنيين، حظر التحصين، سرقة المرتبات، قتل على الهوية، مصادرة مؤسسات وشركات خاصة، بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء”
أما الحقوقي رياض الدبعي فيقول “قبل انقلاب الحوثيين كنت أعيش مع أسرتي في بلدي اليمن ولدي وظيفة ومرتب جيد، كنت أدرس أطفالي في مدارس أهلية قسم انجليزي. وكنت أزور أمي وأبي كل سته أشهر بتعز”.
وأضاف في تغريدة له على منصة إكس “اليوم بعد الانقلاب أنا مشرد مع أسرتي وفقدت عملي ولم أستطيع زيارة أمي وأبي منذ 8 سنوات”.
في السياق قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني بأن “ميليشيا الحوثي عمدت على انتاج الحروب والأزمات والمآسي والتشظي والانقسام، وزرعت الفوضى في كل مناطق سيطرتها، وخلفت أسوأ انتهاكات لحقوق الانسان كما ونوعا، واستهدفت تدمير حياة الاطفال وجندت عشرات الالاف منهم، وزرعت ملايين الألغام”.
وأضاف الإرياني في تغريدة له منصة إكس بأن “ميليشيا الحوثي انتهجت سياسة افقار وتجويع اليمنيين في محاولة لإذلالهم واخضاعهم، عبر قطع المرتبات وفرض الجبايات والاتاوات والنهب والسطو المسلح، وانعدام فرص العمل والتعليم، وإيجاد اقتصاد مليشياوي موازٍ ومتحكم من خلال تدمير الاقتصاد الوطني واستهداف البيوت التجارية”.
وتابع الإرياني “سلبت مليشيا الحوثي منذ انقلابها المشئوم من اليمنيين حياتهم وأرواحهم وأمنهم وغذائهم ومستقبلهم ومزقت نسيجهم الاجتماعي المتماسك، عبر تغذيتها النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، وسعيها من خلال المدارس والمناهج وتطييف التعليم ودور العبادة بالقوة والعنف، لتجريف الهوية الوطنية وإحلال الثقافة الإيرانية الفارسية محل الهوية الوطنية والثقافة العربية الأصيلة، من خلال افراغ العملية التعليمية في المراحل الأساسية والجامعية من مضمونها، وتدمير دور العلم والثقافة وتنمية الجهل بكل الطرق والأساليب، ورهن اليمن بيد إيران”
وخلال التسع السنوات الماضية تضاعفت معاناة اليمنيين خصوصاً القابعين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشة وانقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل وارتفاع أسعار السلع والخدمات بالإضافة إلى التضييق الحوثي المستمر على المواطنين، وفرض الاتاوات والجبايات بشكل إجباري.
صفحة سوداء
يقول العميد في الجيش اليمني عسكر زعيل “ستظل نكبة 21 سبتمبر 2014 صفحة سوداء في تاريخ حرية اليمن، وسيحفر اليمنيين ذكراها في كل ذرات الوطن وقلوب أبنائه أنها لوثة خبيثة واجب التخلص منها واستئصالها، وهي مهمة كل حر حاضرا ومستقبلا”.
وأضاف: هذا الجيل والاجيال القادمة مهمتهم لا تنتهي الا بنهاية الكهنوت.
من جانبه يرى الوزير الإرياني أن اليمن تعرضت في 21 سبتمبر 2014م “لأكبر انتكاسة في تاريخها الحديث والمعاصر”، بعد أن اجتاحت مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران العاصمة المختطفة صنعاء وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، في محاولة لإعادة الحكم الإمامي البغيض وفرض الوصاية من جديد على رقاب اليمنيين، وتحويل الأراضي اليمنية منطلق لتنفيذ السياسات التدميرية لطهران وأطماعها التوسعية في المنطقة”
وأضاف “منذ ذلك التاريخ المشئوم انطلقت مسيرة مليشيا الحوثي الفوضوية قادمة من جروف صعدة، وارتكبت آلاف الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة، ونهبت الأموال وفجرت المنازل والمدارس والمساجد، والحقت دماراً طال مختلف مناحي الحياة، لتعيد اليمن قرونا للوراء في مختلف المجالات، وجعلت حياة اليمنيين جحيم لا يطاق”.
ويرى الإعلامي خالد العلواني، بأن الـ21 من سبتمبر “يوم بائس ارتكبت فيه مليشيات الحوثي المنكر السياسي الأعظم في تاريخ اليمن، ممثلا في التمرد والانقلاب، وهدم مقومات الدولة والمواطنة والحياة السياسية”.
وتابع قائلاً: “الـ21 من سبتمبر يوم النكبة اليمنية الشاملة، وهو يوم اختارته مليشيا الحوثي بعناية بهدف سرقة وهج ثورة الـ26 من سبتمبر التي اطاحت بحكم الكهنوت، وهدمت خيمة الطبقية، وأعادت تعريف العلاقة بين الشعب والحاكم..خابوا وخسروا”.
رفض وغضب شعبي
خلال الأشهر القليلة الماضية تصاعدت حدة السخط الشعبي ضد ميليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق سيطرتهم حيث يواصل نادي المعلمين الإضراب مطالبين الميليشيا بصرف رواتبهم المنقطعة منذ أكثر من سبع سنوات.
وفي أحدث تطور سياسي، أيد حزب المؤتمر في صنعاء (الجناح الحليف للحوثيين) على لسان رئيسه صادق أمين أبو راس دعمه مطالبات دفع الرواتب، واتهم الحوثيين بعدم الشفافية.
وعلى المستوى الشعبي، انتشرت مجددا في شوارع صنعاء عبارات “لا حوثي بعد اليوم”، تزامنا مع الذكرى التاسعة للانقلاب، وحملات شعبية واسعة للاحتفال بالذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لشعارات جديدة مكتوب عليها “لا حوثي بعد اليوم”.
يأتي ذلك في ظل حالة الغضب والغليان الشعبي الذي عبّر عنه الكثير من اليمنيين في عدد من المحافظات المحتلة وكان أبرزها تظاهر الآلاف في إب، في الأول من رمضان الماضي، الذين رددوا شعارات ارحل يا حوثي، الحوثي عدو الله في جنازة المكحل الذي أعدمته المليشيا في أحد سجونها في إب.
وفي ذات المحافظة تكررت عبارات ارحل يا حوثي، وطمس للشعارات الحوثية الأمر الذي دفع المليشيا الإرهابية إلى شن حملات اختطافات واسعة في أوساط المواطنين.