
تمكنت جهود وساطة قبلية من إنهاء مواجهات دامية اندلعت بين قبيلتي آل فجيح وآل حتيك في مديرية الوادي بمحافظة مأرب، شمال شرق اليمن، بعد تصعيد عنيف شهد استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إضافة إلى أضرار لحقت بمساكن النازحين في مخيم الحرمل الشرقي.
الوساطة التي شارك فيها وجهاء من قبائل مأرب والجوف نجحت في التوصل إلى هدنة مؤقتة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وتهيئة الأرضية لحل دائم ينهي الخلافات القبلية المتجذرة، والتي تعود إلى نزاعات قديمة حول الثأر وملكية الأراضي.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تشهد مأرب ضغوطاً أمنية متزايدة بفعل الحرب المستمرة، ما يجعل أي اضطراب داخلي تهديداً مباشراً لاستقرار المحافظة. وقد حذر مراقبون من أن استمرار النزاعات القبلية يفتح ثغرات أمنية قد تستغلها جماعات مسلحة، ويضعف تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الوطنية.
في السياق ذاته، دعا السفير اليمني لدى تركيا، محمد طريق، إلى تحكيم العقل وتغليب منطق الدولة على الفوضى، مشدداً على أن سفك الدماء بين أبناء القبائل لا يخدم سوى أعداء اليمن، ويهدد وحدة الصف الوطني في لحظة حرجة من تاريخ البلاد.
وتواصل الوساطة القبلية جهودها لاحتواء التوتر، وسط دعوات محلية لتغليب لغة الحوار والحكمة، وتفادي الانزلاق نحو دوامة عنف جديدة قد تعصف بما تبقى من استقرار نسبي في مأرب.