يد الحوثي تخرب مسجد “المشهد” التاريخي بغرض تحويله إلى “مركز تجاري”

تقرير خاص

تتعرض دور العبادة في العاصمة صنعاء لاعتداءات جديدة وممنهجة من قبل الحوثيين، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء بين المواطنين وأدى إلى غضب واسع في أوساطهم.

حيث تعرض مسجد المشهد الأثري المعروف أيضا باسم “الجبانة” خلال الأيام الماضية لعمليات تدمير ممنهجة من قبل عصابة تابعة لقيادي في ميليشيا الحوثي يدعى “أحمد المؤيد” بهدف تحويله إلى “مركز تجاري”، وبحسب المصادر فقد باشرت ميليشيات الحوثي هدم السور الجنوبي لمسجد المشهد الأثري، “مصلى العيدين” وأزالت السور والحمامات التابعة للمسجد، بهدف الاستحواذ على الموقع وتحويله إلى مشروع تجاري.
ويعد مسجد “المشهد” من أقدم المعالم الإسلامية في اليمن، حيث يعود بناؤه إلى العهد الإسلامي المبكر وبٌنِيَ على يد الصحابي “فروة بن مسيك”؛ مما يجعله أحد أهم ثلاثة مساجد تاريخية في اليمن.

الاستيلاء على “الفردوس”
وفي ديسمبر 2020 استولت عناصر حوثية على مساحات واسعة تابعة لمسجد الفردوس الكائن في المدينة الرياضية بصنعاء، بما فيها ملحق مصلى النساء، والأراضي المحيطة به، واستولت على باحة المسجد وملحقاته وشيدت محال تجارية تحت اسم “مارينا مول” تابعة لقيادات حوثية بارزة لاستثمارها من قبلهم، وذكر أهالي المنطقة أن الميليشيات حولت ملحقات المسجد من شقة المؤذن ومسجد النساء إلى مقر خاص بها لعقد اجتماعاتها وتسيير أعمالها، متجاهلة مكانة المسجد وحرمته الدينية.

“النهرين” تدمير كامل
وفي فبراير 2021 هدم الحوثيين مسجد ” النهرين” الأثري وسط مدينة صنعاء التاريخية المسجلة في قائمة المدن الأثرية لدى منظمة اليونيسكو بغرض استبداله بواسطة حسينية حوثية عقب اتفاق مسبق بين وزارة الأوقاف في حكومة الانقلاب غير المعترف بها ومستثمر حوثي لإزالة معالم المسجد الذي يقدر مؤرخون أنه بني في العام الأول للهجرة وتمت توسعته فيما بعد.

تهديم لمسجد “الكبسي”
وفي “منطقة الجراف” في صنعاء، هُدِّمَ جزء من مسجد “الكبسي” القديم الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من مئة عام، وبُنِي على أنقاضه مجمع تجاري بما فيها المرافق الداخلية و الأماكن المخصصة للوضوء.

استياء وغضب

وأبدى مواطنون استياءهم الشديد مما تعرض له مسجد “المشهد” والمساجد الأخرى، حيث وصف المواطن “نزار” ما يحدث في صنعاء بـ: “الأمر المخيف ليس فقط لأنهم يدمرون دور العبادة ولكن لأنهم يقضون على هويتنا وتاريخنا، فهذا المسجد الذي هدموا أجزاء من سوره في حي مسيك هو جزء من تاريخ صنعاء، والآن يريدون أن يحولوه إلى مكان للتجارة !! أين سنذهب ونحن نشاهد قيمنا وتاريخنا ينهارون أمام أعيننا؟”

أما “زينب” من صنعاء، فتقول لموقع الوعل اليمني: “لقد كان المسجد بكل شبر فيه بمثابة مركز اجتماعي مهم لأفراد الحي، والآن يجري تحويله إلى أماكن لبيع الملابس، الناس في حيّنا مستاؤون للغاية، يبدو الأمر وكأنهم يقتلعون جذورنا وحسبنا الله ونعم الوكيل”.

ويقول المواطن “عارف” : “دور العبادة يجب أن تبقى كما هي، هذه الأماكن لها قيمة روحية كبيرة وأعتقد أن العصابات التي تقف وراء هذه الأعمال يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الله وعلى المواطنين ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هدم بيوت الله تحت أي مبرر”.

وتعد حوادث هدم المساجد هي الأولى من نوعها في اليمن، حيث لم تُسجل أي حادثة من هذا النوع قبل انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في سبتمبر 2021.

Exit mobile version