Blogصحة و جمال
أخر الأخبار

أخطر أنواع اضطرابات الشخصية وطرق علاجها

اضطرابات الشخصية ، واحدة من أكثر الموضوعات تعقيدا في علوم النفس والصحة النفسية، لصعوبة التشخيص نظرا لتداخلها، ومع ذلك، فقد حدد العلماء ثلاث مجموعات قسموا فيها عشرة أنواع من الاضطرابات النفسية التي يمكنكم معرفة كل شيء عنها بنهاية هذا المقال.

تعريف الاضطرابات الشخصية:
الشخصية هي طريقة التفكير والشعور والتصرف التي تجعل كل شخص مختلف عن الآخرين، وتتأثر شخصية الفرد بالتجارب والبيئة المحيطة والخصائص الموروثة، إذ لا تظل شخصية المرء كما هي بمرور الوقت، وبالتالي فاضطراب الشخصية هو طريقة للتفكير والشعور والتصرف تنحرف عن توقعات المجتمع، وتسبب الكرب أو المشاكل في العمل.

وبشكل أكثر تحديدا يمكن تعريف اضطرابات الشخصية بأنها أنماط سلوكية طويلة الأجل وتجارب ذاتية داخلية تختلف اختلافًا كبيرًا عما هو طبيعي ومتوقع بمعايير المجتمع، يبدأ نمط التجربة والسلوك في مرحلة المراهقة المتأخرة أو البلوغ المبكر ويسبب الكرب أو المشاكل في الأداء، وبدون العلاج، يمكن أن تستمر اضطرابات الشخصية لفترة طويلة لتؤثر على اثنين على الأقل من هذه الأشياء:

طريقة التفكير في الذات والآخرين.
طريقة الاستجابة عاطفيا.
طريقة التعامل مع الآخرين.
طريقة التحكم في سلوك المرء.
استمر في القراءة…

أنواع اضطرابات الشخصية:
أنواع اضطرابات الشخصيةتنقسم اضطرابات الشخصية إلى العديد من الأنواع التي تشمل:

  1. اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع:
    نمط من تجاهل أو انتهاك حقوق الآخرين، قد لا يتوافق الشخص المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع الأعراف الاجتماعية، أو قد يكذب أو يخدع الآخرين بشكل متكرر، أو قد يتصرف بتهور.
  2. اضطراب الشخصية التجنبية:
    اضطراب الشخصية التجنبية نمط من الخجل الشديد، والشعور بعدم الملاءمة والحساسية الشديدة للنقد، قد يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية غير راغبين في الانخراط مع الأشخاص إلا إذا كانوا على يقين من أنهم محبوبون، أو ينشغلون بالنقد أو الرفض، وينظرون إلى أنفسهم على أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية اجتماعيًا.
  3. اضطراب الشخصية الحدية:
    اضطراب الشخصية الحدية نمط من عدم الاستقرار في العلاقات الشخصية والعواطف الشديدة وضعف صورة الذات والاندفاع، ينتج عنه تكرار محاولات الانتحار، أو إظهار غضب شديد غير ملائم، أو الشعور المستمر بالفراغ.
  4. اضطراب الشخصية الاعتمادية:
    أما اضطراب الشخصية الاعتمادية هو نمط من الحاجة المستمرة إلى العناية والسلوك الخاضع الشاعر بعدم الأمان والحاجة للاعتماد والاتكاء الدائم على الغير، وقد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون طمأنة لهم من الآخرين أو قد يشعرون بعدم الارتياح أو العجز عندما يكونون بمفردهم بسبب الخوف من عدم القدرة على الاعتناء بأنفسهم.
  5. اضطراب الشخصية الهستيرية:
    اضطراب الشخصية الهستيرية نمط من المشاعر المفرطة لجذب الانتباه، يؤدي بالشخص المصاب باضطراب الشخصية الهستيرية إلى عدم ارتياحه عندما لا يكون محور الاهتمام، أو قد يستخدمون التعبير الجسدي لجذب الانتباه إلى أنفسهم أو لديهم مشاعر متغيرة أو مبالغ في سرعتها.
  6. اضطراب الشخصية النرجسية:
    نمط من الحاجة للإعجاب بالنفس وعدم التعاطف مع الآخرين، ويكون لدى الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية إحساس كبير بأهمية الذات، أو شعور بالاستحقاق، أو رغبة في الاستفادة من الآخرين.
  7. اضطراب الهوس بالكمال:
    نمط من الانشغال بدقة الأشياء والكمال والسيطرة، قد يركز الشخص المصاب باضطراب هوس بشكل مفرط على التفاصيل أو الجداول الزمنية، وقد يعمل بصورة مفرطة دون السماح بوقت للترفيه أو الأصدقاء، أو قد يكون غير مرن في أخلاقه وقيمه ومتناقض فيهما.
  8. اضطراب الشخصية الارتيابية:
    نمط من الشك في الآخرين ورؤيتهم على أنهم لئيمين أو حاقدين أو مصدر أذى، غالبًا ما يوصم الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الارتيابية بجنون العظمة ويحسون بأنهم عرضة للإيذاء والخداع لذا لا يثقون في الآخرين أو يقتربون منهم.
  9. اضطراب الشخصية المتباعدة اجتماعيا:
    ينفصل فيها الشخص عن العلاقات الاجتماعية ويعبر بالقليل من المشاعر، وعادة لا يسعى الشخص المصاب باضطراب الشخصية المتباعدة اجتماعيا إلى علاقات وثيقة، ويختار أن يكون بمفرده ولا يبدو أنه يهتم بالثناء أو الانتقاد من الآخرين.
  10. اضطراب الشخصية الفصامية:
    يتميز الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية بغرائب ​​المظهر، السلوك، الكلام، والتجارب الإدراكية غير العادية، وشذوذ التفكير الشبيه بتلك التي تظهر في الفصام، يمكن أن تشمل الأعراض أيضا معتقدات غريبة، هلاوس، شك، ويخشى الأشخاص المصابون بالمرض الفصامي من التفاعل الاجتماعي ويفكرون في الآخرين على أنهم ضارين.

أسباب اضطرابات الشخصية:
تحدث اضطرابات الشخصية بسبب مزيج من العوامل الوراثية، مثل التاريخ العائلي للاضطرابات والتربية، إذ يمكن للأشخاص الذين لديهم حياة منزلية مختلة في مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة أن يصابوا باضطرابات شخصية في الحياة اللاحقة عند الكبر، فعلى سبيل المثال، قد يؤدي نقص النقد البناء أو الثناء المفرط إلى تعزيز اضطراب الشخصية النرجسية، لذا يتطلب الأمر معرفة خلفية الشخص وتاريخ عائلته لتحديد أسباب اضطراب الشخصية لأنه متغير حسب الشخص والظروف.

علامات اضطرابات الشخصية:
تصنف اضطرابات الشخصية في ثلاثة أنواع من السلوكيات هي، السلوك الغريب، والسلوك الدرامي أو غير المتوقع، وسلوك القلق أو الخوف، ويمكن أن يكون عرض السلوكيات غير النمطية علامة على وجود اضطراب، ولكن التقييم الطبي يقدم لك تشخيصًا أكثر دقة.

أعراض اضطرابات الشخصية:
تنقسم أعراض اضطرابات الشخصية ما بين أعراض نفسية وعاطفية وأعراض جسدية:

  1. الأعراض العاطفية لاضطرابات الشخصية:
    تختلف الأعراض العاطفية لاضطرابات الشخصية بين كل اضطراب وآخر وتعبر عن نفسها بدرجات متفاوتة مع كل شخص، فعلى سبيل المثال، يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية من النفور الشديد من التصارع على أي شيء، مما يسمح للآخرين بالاستفادة من هذه السلبية فيهم، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ضعف التحكم في ردود الفعل والتفكير والميل إلى تعاطي المخدرات.
  2. الأعراض الجسدية لاضطرابات الشخصية:
    تؤثر اضطرابات الشخصية على العقل، ولكنها يمكن أن تدفع المصابين إلى إهمال صحتهم البدنية أيضًا، فقد يتجاهل مصاب الفصام النظافة الشخصية أو يعاني من الأرق بسبب أفكار مخيفة تأتي له، في حين أن الشخص المصاب بهوس الكمال قد يتأذى جلده من الغسيل المفرط لليدين أو المبالغة في قص الأظافر، ونظرًا لأنه يصعب تشخيص اضطراب الشخصية من قبل شخص يفتقر إلى الخلفية الطبية اللازمة لذلك، فعادةً ما يلزم إجراء تقييم نفسي مفصل.

الآثار قصيرة المدى وطويلة الأجل لاضطراب الشخصية
لاضطرابات الشخصية آثار عديدة على النفس بمرور الوقت، على المدى القصير والطويل، تشمل ما يلي ولا تقتصر عليه بل تمتد الآثار لأشياء أكبر:

صعوبة في تكوين أو الحفاظ على العلاقات.
زيادة الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية.
تقلب المزاج.
اكتئاب.
أفكار انتحارية.
انخفاض الصحة البدنية بسبب نقص الرعاية.

اختبار اضطرابات الشخصية:
عادةً ما يكون التشخيص الذاتي لاضطراب نفسي غير قابل للتطبيق، ببساطة لعوامل الانحياز، حتى إذا تم التشخيص من قبل شخص آخر غير مختص، فمن المحتمل أن تتحيز في أسئلة الاختبار أيضًا، لذا من الضروري أن يكون هناك تفاعل وجها لوجه مع طبيب نفسي يمكنه تشخيص الاضطرابات، باستخدام مقابلة وملاحظة طويلة الأمد، على الرغم من وجود العديد من الاختبارات على الإنترنت، لا يمكن لأي منها أن يعطيك نتيجة نهائية أو دقيقة.

نأتي للجزء الأهم…

علاج اضطرابات الشخصية:
لحسن الحظ توجد أدوية للمساعدة في علاج اضطرابات الشخصية، ولكن يجب تناول الأدوية بإشراف مباشر من الطبيب.

  1. أدوية تثبيت المزاج:
    يمكن أن تساعد مثبتات المزاج في التعامل مع الأعراض الأكثر تطرفًا لاضطرابات الشخصية، لكنها لا تكون فعالة على الفور.
  2. العلاج السلوكي المعرفي:
    يحتاج المريض إلى علاج سلوكي معرفي، أولا للوقوف على أسباب الاضطرابات، ثانيا لتحديد نوع العلاج المناسب وثالثا لتعديل سلوكه وردود فعله تجاه المواقف المختلفة وتغيير طريقة تفكيره لنفسه وللمجتمع.

الآثار الجانبية لأدوية اضطرابات الشخصية:
يمكن أن يكون لدواء اضطراب الشخصية آثارا جانبية منها:

التغييرات في الرغبة الجنسية.
فقدان أو زيادة الوزن.
الأرق.
إعياء.
انفعالات.
إدمان المخدرات والاعتماد عليها.
الانسحاب الاجتماعي.
ويمكن أن يؤدي إدمان المخدرات بالأخص إلى تفاقم أعراض اضطراب الشخصية أو يخلق مشكلة منفصلة تمامًا، فقد يتحول الشخص (الذي يتسبب اضطرابه في فقدان قدرته على التواصل وتلف العلاقات مع الأحباء) يتحول إلى الأدوية كمصدر للراحة، وقد يلجأ إلى تعاطي المخدرات كمخرج لضغوط الحياة اليومية، ولكن عندما يحاول هذا الشخص التوقف عن تعاطي المخدرات ستظهر أعراض انسحاب بسبب اعتماد الجسم السابق عليها.

معلومة تهمك…
كيف تساعد عزيزا مصابا باضطراب الشخصية؟
عادة لا يطلب الأشخاص المصابون أية مساعدة من تلقاء أنفسهم ثم تكون العواقب وخيمة إذا لم يتدخل شخص ما، هذا يرجع إلى التحيز المتأصل في اضطرابات الشخصية عند التشخيص الذاتي، والأسباب الاجتماعية التي تنظر للمريض النفسي على أنه مجنون، ما يؤدي إلى أن ينكر البعض ببساطة مشكلاتهم النفسية، بينما قد يرى البعض الآخر أعراضهم كجزء طبيعي من شخصيتهم وليس كمرض.

الدواء أحد سبل العلاج، ولكن العديد من الأدوية التي تحسن المزاج والسلوك متاحة بوصفة طبية فقط، وتحتاج إلى استشارة طبيب أو أخصائي صحة نفسية لإجراء تقييم قبل وبعد تناول الدواء ليتم وصف الدواء المناسب لك أو لمن تحبهم.

الجزء الآخر من العلاج يتعامل مع عمليات التفكير، إذ يمكن التعامل مع عمليات التفكير السلبي من خلال العلاج السلوكي أو من خلال حضور مجموعات الدعم من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مماثلة يتعافون منها للحصول على مساعدة بشأن اضطراب في الشخصية لنفسك أو لشخص عزيز عليك.

المصدر: مستشفى التعافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى