“أرض الأحلام” فيلم صنعته الفنانة شيرين نشأت مع زوجها شجاع أزاري، ويمثل رحلة لاكتشاف جوهر ما يعنيه أن تكون أميركيا حرا. الفنانة الإيرانية المعروفة بالتصوير الفوتوغرافي التي تراقب الاستبداد السياسي في البلد الذي فرت منه خلال الثورة الإيرانية عام 1979، تعمل في وكالة تقوم بدراسة أحلام المواطن الأميركي وانتزاع ما في عقله الباطن.
تدور أحداث الفيلم في المستقبل القريب حيث أغلقت أميركا حدودها وأصبحت أكثر عزلة من أيّ وقت مضى، نتابع قصة الشابة سيمين ذات الأصول الإيرانية التي انتدبت للعمل في هذه الوكالة. الفيلم هجاء سياسي للنظام الرأسمالي والسياسة الأميركية.
الماضي الإيراني وأميركا
حين بدأت الحكومة الأميركية برنامجا لتسجيل أحلام المواطن أصبحت الشابة سيمين صائدة الأحلام في مكتب الإحصاء غير مدركة لحقيقة تلك الوظيفة الخادعة. ولا تعلم أنها تتجسس على الناس من خلال التعرف على أحلامهم، تحمل معها جهاز التسجيل كي تحفظ ما يسرده الأشخاص من كوابيسهم وأحلامهم عند المنام.
الفيلم من تأليف الراحل جان كلود كاريير وأزاري، وكان آخر سيناريو لكاريير الذي تعرفت عليه الفنانة شيرين نشأت منذ عملهما في فيلم “البحث عن أم كلثوم” في 2017، وتوفي جان كلود كاريير في 8 فبراير 2021 عن عمر يناهز 89 عاما في باريس والفيلم إهداء خاص لذكراه.
في الفيلم نتابع سيمين “صائدة الأحلام”. وهي أيضا إيرانية – أميركية، لكنها في الفيلم موظفة في الحكومة الأميركية (التي طلب منها، في مرحلة ما، التجسس على جالية إيرانية منعزلة)، تسافر إلى أسر مختلفة في مهمة لجمع أحدث أحلام الناس. في معظم الأحيان، تسأل سيمين عمّا إذا كان بإمكانها التقاط صورة للموضوع، وبعد أن تعود إلى غرفتها في الفندق، تتلبس شخصية صاحب أو صاحبة الحلم وترتدي زي الشخص، تشغل كاميرا الويب وتروي الحلم باللغة الفارسية لجمهور مجهول.
طوال رحلتها، قوبلت سيمين بمزيج من الشك والفضول، ووجدت نفسها بين هويتين مختلفتين، لم يقبلها أبدا جمهورها الإيراني أو البلد الذي نشأت فيه. يبدأ الفيلم بحلم للشابة سيمين وهي تسير في صحراء نحو رجل مرمي على الكثبان، ويشير إلى جسد والدها الماركسي الذي أعدمته الثورة الإسلامية 1979 في إيران وتسير نحوه الشابة بخطى حثيثة. ويختتم في الفيلم بالحلم أيضا وفي نفس المكان، ولكن هذه المرة ترتب الشابة صورها التي تجسد شريط حياتها على الأرض بشكل دوائر متداخلة. بالنسبة إلى المخرجة شيرين نشأت تمثل هذه الصور لامرأة كافحت بين تاريخها الشخصي الإيراني وإعدام والدها وفقدان الأم وكل هذه الصور هي صور عائلتها وحياتها في بلد الاغتراب.
الشابة سيمين التي تقوم بدورها شيلا فاند وهي معروفة بدورها في فيلم بن أفليك (آركو) الحائز على جائزة الأوسكارعام 2012، فنانة إيرانية – أميركية تحولت إلى موظفة إحصاء. الفيلم مذهل بصريا وكذلك نظرة بارعة للثقافة الأميركية التي تستفيد من تجارب المهاجرين وأسلوبهم المبتكر. يطرح الفيلم بذكاء العلاقة بين دولة بوليسية تخضع المواطن للمراقبة وتقييد حريته الشخصية ويكشف بشكل مدهش جانبا من الحياة الأميركية.
يتمحور الفيلم حول سيمين التي لها ماض غامض، تعمل في مكتب الإحصاء الأميركي في جمع الأحلام وتطيع الأوامر فقط، تنقل البيانات الصوتية إلى مديريها في العمل، بينما تقدم إذا لزم الأمر التفسير الرسمي الوحيد الذي لديها والواجب إعلام الناس به “إنه من أجل سلامتك”.
في وقت مبكر تقابل امرأة شقراء (آنا غان) تجري مقابلة معها وتلتقط صورا لها، ولكنها ترفض التقاط صور لزوجها (كريستوفر ماكدونالد) لأنه لم يكشف لها عن أحلامه ولا تعلن أسباب الرفض. يبدو أن سيمين تريد محاكاة هذه المرأة وتحول نفسها من امرأة سمراء إلى شقراء لفترة وجيزة وتقلد شخصية هذه السيدة التي زارتها للتو. بينما تنتقل سيمين من منزل إلى منزل وتحيّي هؤلاء المواطنين الأميركيين وتسجل أحلامهم، فضولها الفني يتغلب عليها وتبدأ مشروعا جانبيا صغيرا بمفردها. عندما تعود إلى موتيلها على جانب الطريق تبدأ في ارتداء الأزياء والشعر المستعار الذي يقترب من كل شخص وتقوم بتصوير نفسها وهي تعيد سرد أحلام الناس الذين قابلتهم هذه المرة باللغة الفارسية.
هذه المرأة الإيرانية التي تصارع بين ماضيها الإيراني والثقافة الأميركية التي نشأت فيها تبدو ضائعة. ولكن الأمر يتعلق أيضا بالتوافق بين حياتها الداخلية والحياة الخارجية، والحلم مقابل الواقع. سيمين شخصية غريبة جدا لا تنتمي حقا إلى هنا أو هناك. على سبيل المثال، علاقتها بالمجتمع الإيراني هي فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم بتحميل مقاطع فيديو لنفسها.
لا تخفى نوايا الفيلم السياسية التي تتجسد في حكاية تروى في حانة من قبل شاب مهاجر يردد الاقتباسات الشهيرة من التاريخ الأميركي “أعطني الحرية أو أعطني الموت”، أو “حكومة الشعب، من قبل الشعب ومن أجل الشعب”، والتجاوزات القاتلة للحرية من خلال تطويع استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة الأفراد وتحديد حريتهم، تسافر الشابة ذات الجذور الفارسية في أرض الأحلام من مدينة إلى أخرى وتسير على الخيط الرفيع جدا الذي يفصل بين الحلم والواقع.
بين الحلم وواقعه
كتب الفنانان الإيرانيان المنفيان شيرين نشأت وشجاع أزاري فيلمهما مع الراحل جان كلود كاريير للحصول على نتيجة صادمة. سماع هذه القصص يساعد سيمين في النهاية على مواجهة ماضيها الصعب وفهم الهوة بين الحلم الأميركي وواقعه الأكثر شرا. تبدو الشابة ممزقة بين تقديرها لقبول أميركا كموطن لجوء وبين التعاطف مع أولئك الذين تسجل أحلامهم. هذه السخرية السياسية التي أخرجتها شيرين نشأت وزوجها شجاع أزاري والتي تتصارع فيها امرأة أميركية إيرانية مع معنى الحرية، لا تتبع فقط رحلة هذه المرأة الشابة وهوسها بالأحلام، ولكنها أيضا محاكاة ساخرة للنظام الأميركي والجانب السياسي من أرض الأحلام، ويدور حول الهوية وكيف يتم اختراق هذه الهوية.
يسرد الفيلم حياة هذه المرأة التي يطاردها هذان العالمان الإيراني والأميركي، الحلم والواقع، ونفهم حقا خبث سلطة تتجسس على العقل الباطن للناس لجمع البيانات عنهم، هناك أيضا الكثير من الإشارات إلى العنصرية والتعصب والظلم السياسي والفقر. كل أسرة اختارت المخرجة تصويرها تمثل جانبا من جوانب المجتمع الأميركي.
تم العمل على السيناريو بعناية بحيث يبدو أشبه بـ”قصص قصيرة” قائمة بذاتها بطلتها سيمين، وهي مهاجرة إيرانية شابة مع عائلتها في الولايات المتحدة وهي لا تزال طفلة، حجتها في تسجيل الأحلام هي التعداد السكاني، ستسأل أفراد العائلات عن أحلامهم. تقوم بتسجيل أحلامهم، ثم تنظيمها، وطباعة الصور التي التقطتها لهم بعد هذه القصص القصيرة.
خارج عالم سيمين يغوص الفيلم في تفكير الأشخاص الذين تزورهم سيمين، وتسافر عبر تلك القصص من خلال أحلام الآخرين. من الواضح أن شيرين نشأت تجد نفسها في روايات أبطالها، وبالمثل قد تستند تجربة سيمين في الفيلم إلى تجربة شخصية للمخرجة شيرين نشأت في النزوح والخوف من العنف والهجر، وعندما تخضع طالبة الفنون للتجسس على أحلام الناس وأفكارهم، تبدأ بطلة الرواية في إدراك أن بعض هذه الكوابيس والأحلام تشبه مخاوفها كشخص نازح.
تظهر طالبة الفنون سيمين وهي تقدم نفسها للسكان، وتطلب الإذن لتصويرهم في منازلهم وتسألهم عن أحدث أحلامهم. رجل عسكري لديه كوابيس متكررة من المحرقة النووية. وامرأة أميركية أصلية تحلم بالبحث عن الطفل الذي أخذ منها، في إشارة إلى قصة رعب أميركية حقيقية للغاية؛ ويحلم أشخاص آخرون بالسحالي. على الشاشة المجاورة تقوم بتحميل مقطع فيديو لها وهي تنتحل شخصية موضوع المقابلة وباللغة الفارسية تتحدث على صفحتها الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتساعدها طقوس التمثيل المسرحي السرية هذه على التعامل مع ذكرى والدها الثوري الذي أعدمته السلطة الدينية التعسفية في إيران.
يتغير عالم سيمين عندما يطلب منها رئيسها نانسي (آنا غان) تولي مهمة كبيرة للتسلل إلى مجتمع إيراني أشبه بمستعمرة إيرانية سكانها من الثوار السابقين، ومحاولة جمع المعلومات عن أحلامهم. تفاجأ بصور الشهداء الإيرانيين معلقة على الجدران وتقف عند صورة والدها الماركسي الذي أعدم بعد الثورة الإسلامية في إيران.
وعلى الرغم من أنها تقبل الوظيفة دون تردد، إلا أن الزيارة تزعزع استقرار سيمين التي تقضي بقية الفيلم في محاولة للتصالح مع مشاعرها المتناقضة تجاه الولايات المتحدة. ينضم إليها في هذه الرحلة الحارس الشخصي ألان (مات ديلون) والشاب مارك (ويليام موسلي) الرومانسي العشوائي الذي يطاردها بذريعة حبه لها. يصور الممثل مات ديلون حارس سيمين الشخصي المزعج إلى حد ما والذي يظهر في الفيلم على فترات زمنية معينة. ولكن كما قدمه ديلون سوف يصبح أحد الشخصيات الرئيسية في الفيلم حين يضيف ديلون سحره المميز إلى الدور.
في أعمالها الفنية السابقة رسمت الفنانة شيرين نشأت التناقضات الحادة بين الإسلام والمجتمعات الغربية، وهذا ما تطرحه في فيلمها “أرض الأحلام” أيضا، تذكرنا بموطنها الأصلي (إيران) من خلال المناظر الطبيعية وسكان نيو مكسيكو، حيث تم تصوير الفيلم. اختيار نيو مكسيكو بسبب تنوع سكانها حيث تتألف من الأميركيين البيض وكذلك المجتمعات الأميركية – الأفريقية ومجتمع كبير من المهاجرين من أصل إسباني. ويتميز الموقع بمناظر طبيعية صحراوية رائعة والتي تشعر المشاهد بأنها مشابهة لموطن الفنانة في إيران.
تلعب طوبولوجيا الأرض دورا مهما وتعمل كخلفية للسرد السريالي الذي نشاهده وتجعله أكثر إبهارا، مما يجبر المشاهد على التشكيك في سرد الفيلم. لقد كانت حقا موفقة في اختيار المناظر الطبيعية للصحراء. وحاولت المخرجة رسم مشاهد تطمس فيها الحدود بين إيران والولايات المتحدة.
ويسلط كل من نشأت وأزاري الضوء بلا خوف على أوجه التشابه المخيفة بين النظام الإسلامي المتسلط في إيران وأميركا المعاصرة، حيث الوجود المتزايد لدولة المراقبة والاستغلال المشترك للدين والسلطة. والفيلم ليس فقط نماذج مصغرة للمشهد الثقافي الغني في أميركا، إنه أيضا تجارب بصرية مثيرة وفرص للتفاعل مع المفاهيم الفلسفية المتعلقة بالخط الرفيع بين الأحلام والواقع. كما أنه في هذه السخرية السياسية تكشف المواقف المعادية للأجانب باسم القومية المضللة، ولا تزال الدولة تحقق مع مواطنيها لأغراض غامضة تتعلق بالأمن القومي.نقد المفاهيم الأميركية
المخرجة شيرين نشأت غادرت وطنها إيران في سن السابعة عشرة وعاشت في نيويورك لأكثر من أربعة عقود. هي وزوجها فنانان بصريان، وغالبا ما يعمل كلاهما في أفلام الفيديو. تم تعريف أعمال الفنانة شيرين نشأت من خلال نفيها من وطنها الأم وهويتها الهجينة كإيرانية – أميركية.
ولدت شيرين في عائلة إيرانية ثرية في عام 1957 والتحقت بمدرسة داخلية كاثوليكية في طهران حيث تعرفت على طبيعة الحياة الغربية منذ سن مبكرة. غادرت إيران إلى الولايات المتحدة خلال ثورة 1979 لدراسة الفن في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، حيث أكملت درجة البكالوريوس والماجستير وماجستير الفنون الجميلة. عادت لفترة وجيزة في عام 1990 بعد وفاة آية الله خميني.
رحلة العودة إلى وطنها تركت أثرا كبيرا عليها وصدمت من الفرق بين إيران طفولتها وواقعها الجديد، وأطلقت هذه الزيارة العنان لموجة من الإبداع وألهمتها أعمالها المبكرة، بما في ذلك معرض الصور الفوتوغرافي “كشف النقاب” (1993) وسلسلتها الشهيرة ”نساء الله “(1993 – 1997). صورها الفوتوغرافية وتركيبات الفيديو الخاصة بها هي صور وروايات شاعرية للغاية ومشحونة سياسيا تستجوب قضايا السلطة والدين والعرق والجنس والعلاقات بين الماضي والحاضر والغرب والشرق والفردية والجماعية من خلال عدسة تجاربها الشخصية كامرأة إيرانية تعيش في المنفى.
منذ تسعينات القرن العشيرين، ابتكرت نشأت أعمالا فنية قوية تتعامل مع التغيرات السياسية والاجتماعية في إيران، ووضع المرأة هناك، وتجربتها كامرأة إيرانية تعيش في المنفى في الولايات المتحدة. التي تستكشف قضية النوع الاجتماعي في ما يتعلق بالأصولية الإسلامية والتشدد. أخرجت نشأت ثلاثة أفلام روائية طويلة، “نساء بلا رجال” (2009)، الذي حصل على جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج في الدورة 66 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، و”البحث عن أم كلثوم” (2017)، وفيلم “أرض الأحلام” الذي عرض لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي (2021). وهو فيلم نتيجة تعاون مع العديد من الأشخاص، بما في ذلك الراحل جان كلود كاريير، أحد أجمل كتاب السينما الفرنسية.
فيلم نشأت “أرض الأحلام” عمل جميل ويكشف عن براعتها الفنية وخلفيتها الثقافية الغنية إلى جانب الشعور بالنزوح. إنها محاولة دقيقة – لكنها حاسمة للغاية – لإيجاد التوازن بين المشاركة السياسية والعاطفة والإلحاح الفني. نهجها السينمائي فريد ويتم فيه بناء سرد القصص بنفس الطريقة التي تتم بها معالجة فيلم التصوير الفوتوغرافي في غرفة مظلمة، ويظهر موقف شيرين المرح وهي تتلاعب بتصورات الناس وتكون مستعدة لدخول أحلام الحالمين وكوابيسهم وتتنفس معهم وتعيش معهم.
إصدار فيلم روائي يسلط الضوء على مواضيع تشمل الهجرة والانتماء والعنصرية والصدمات والمراقبة أمر يثير الاهتمام. ومن الصعب الفصل بين أفكار المخرجة وبطلة فيلمها سيمين، ومن الصعب أحيانا معرفة ما إذا كانت تتحدث عن سيمين أم عن نفسها. إن “أرض الأحلام” هو واحد من أكثر أعمالها الشخصية حتى الآن كما تقول “على الرغم من أنني عشت في الولايات المتحدة لفترة أطول مما عشت في بلدي، إلا أنني لم أندمج تماما في الثقافة الأميركية، وفي نفس الوقت، شعرت بمسافة كبيرة بيني وبين إيران منذ أن كنت أعيش في المنفى لفترة طويلة، لذلك أتعاطف مع معضلة سيمين العاطفية والنفسية والأخلاقية والسياسية لأنها تجد نفسها متضاربة بين ثقافتين متعارضتين للغاية ودائما منبوذة وفيلم ‘أرض الأحلام’ يظهر في المقام الأول كنقد اجتماعي للمجتمع الأميركي، في الحقيقة هو تعبير عن تجربتي في أميركا”.
في نهاية المطاف” أرض الأحلام “هي طريقة فنية وساخرة لإظهار مدى خداع وخطورة هياكل السلطة. ويكشف كيف يصبح المواطنون ضحايا للأنظمة الرأسمالية وأدواتها القمعية. والتخيل في المستقبل القريب سوف يمكن دمج الوكالات الحكومية الأميركية مثل مكتب الإحصاء في التجسس على أحلام الناس، ومن الصعب تحديد سبب روعة “أرض الأحلام” ولغة شيرين السامية والسياق الذي تم تصوره فيه، والسرد الذي يطوره فريد من نوعه مثل ست قصص قصيرة ولكل منها هويتها الخاص. سلطت المخرجة الضوء على مواضيع تشمل الهجرة والانتماء والعنصرية والصدمات النفسية والمراقبة.
العرب