أعلن رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية راينر هازيلوف اليوم السبت أن حصيلة الهجوم على سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ أمس الجمعة، ارتفعت إلى خمسة قتلى وأكثر من 200 جريح.
ودان المستشار الألماني أولاف شولتز الذي زار موقع الهجوم ما سماه “كارثة رهيبة”، معرباً عن قلقه في شأن نحو 40 شخصاً أصيبوا بجروح خطرة جراء عملية الدهس. وأضاف “لن نستسلم لأولئك الذين يريدون نشر الكراهية”.
وتوجه المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم إلى ماغدبورغ للتعبير عن تعاطفه ودعمه لمصابي هجوم سوق عيد الميلاد. وقال “يا له من عمل فظيع أن يصاب ويقتل هذا العدد الكبير من الناس هناك بهذه الوحشية. وأصيب ما يقارب 40 شخصاً بجروح خطرة لدرجة أننا يجب أن نشعر بالقلق الشديد عليهم”. داعياً الأمة إلى التكاتف ضد الكراهية.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر للصحافيين اليوم إن المشتبه فيه الذي اعتُقل في الحادثة “معاد للإسلام”.
في الوقت نفسه، أعلن حاكم ولاية ساكسونيا-أنهالت الألمانية راينر هاسيلوف، أن من بين القتلى طفل. وقال، إن ما حصل ليس من قبيل المصادفة، بل إنه “مزامنة” ذات أهداف “سياسية”.
ويأتي هذا الهجوم بعد ثمانية أعوام على هجوم مماثل استهدف سوقاً لعيد الميلاد في برلين، كما يأتي في وقت تشهد ألمانيا حملة انتخابية وقد وضعت قواتها في حال تأهب قصوى تحسباً لأي هجمات محتملة.
وأكدت بلدية مدينة ماغدبورغ أن “سيارة اصطدمت بسرعة عالية بحشد في سوق عيد الميلاد”. وأعلن حاكم الولاية أن ما حصل ليس من قبيل المصادفة، بل إنه “مزامنة” ذات أهداف “سياسية”.
وأضاف أن المشتبه فيه طبيب سعودي يقيم في ألمانيا منذ عام 2006. وأضاف، “من خلال ما نعرفه حتى الآن، كان مهاجماً منفرداً، لذا لا نعتقد أن هناك أي خطر آخر على المدينة”.
والرجل الذي قدمته وسائل الإعلام المحلية باسم “طالب” قد “تصرف بمفرده”، وفق هاسيلوف.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن منفذ الهجوم الذي تم توقيفه يقيم في ألمانيا منذ 2006 وحاصل على إقامة طويلة.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن العبد المحسن يعمل طبيبا في مدينة برنبورغ، وأظهر قلقه من تصاعد الإسلام في ألمانيا عبر منشوراته على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أظهرت منشوراته أيضا دعمه حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف وغيره من الجهات اليمينية المتطرفة المناهضة للإسلام في أوروبا، كما شارك ما يسمى خريطة إسرائيل الكبرى.
وذكرت وسائل الإعلام أن صورة الغلاف لحسابه كان فيها سلاح، وفي معلومات البروفايل يتهم ألمانيا بمطاردة اللاجئين السعوديين والرغبة في أسلمة أوروبا.
ولفتت إلى أنه اتهم في منشور له بحسابه على “إكس” الدولة الألمانية بقمع اللاجئين السعوديين وهدد قائلا “أؤكد لكم أن الانتقام سيأتي 100%، حتى لو كلفني ذلك حياتي، يتعين على ألمانيا أن تدفع ثمن ذلك، إنه ثمن باهظ”.
وفي منشور آخر في مايو/أيار الماضي، قال “أتوقع جديا أن أموت هذا العام. السبب: سأضمن العدالة بأي ثمن. السلطات الألمانية تمنع جميع الطرق السلمية للوصول إلى العدالة”.
وفي الفترة نفسها قال، في منشور له، “أؤكد لكم أنه إذا أرادت ألمانيا الحرب فسنفعلها. وإذا أرادت ألمانيا قتلنا فسنقتلهم، نموت أو ندخل السجن بفخر. وبما أننا استنفدنا كل الوسائل السلمية، واجهنا جرائم جديدة من الشرطة والأمن والنيابة العامة والقضاء ووزارة الداخلية ولا ينفعهم السلام”.
كما أشارت وسائل الإعلام أن المشتبه به شارك منشورات مهينة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد المسيحيين والمسلمين، وأشاد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة وهجماتها الأخرى.
وبحسب بعض وسائل الإعلام، فقد سبق وأن طلبت المملكة العربية السعودية تسليمه، إلا أن السلطات الألمانية رفضت ذلك.
وذكرت صحيفة ميتل “دويتشه تسايتونغ” المحلية أن الشرطة تجري عملية أيضاً في بلدة برنبورغ جنوب ماغدبورغ، إذ يعتقد أن المشتبه فيه كان يقطن. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الشرطة على التقارير بشأن وجود جسم مشبوه أو العملية في برنبورغ.
وقالت الشرطة المحلية، “في المرحلة الحالية من التحقيق، ليس ممكناً حتى الآن تصنيف ما حدث في سوق عيد الميلاد” مساء أمس الجمعة.
وأظهر فيديو متداول لحظة دهس سيارة مسرعة جموعاً من المارة في سوق بمدينة ماغدبورغ الألمانية، مما أثار حالة من الهلع في المكان.
وأظهرت مشاهد لقناة “أن تي في” عديداً من سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء في موقع الاصطدام وهي تنقل المصابين إلى المستشفيات، بينما يجري علاج آخرين وهم ممددون على الأرض.
وسمعت أصوات بكاء وصراخ بينما انتشرت الشرطة والمسعفون في السوق المزينة بأشجار عيد الميلاد والأضواء الاحتفالية.
من جانبه أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن صدمته مساء أمس الجمعة بعدما اصطدمت سيارة بزوار سوق لعيد الميلاد في شمال البلاد مخلفة عشرات المصابين.
وقال شولتز في منشور على منصة “إكس”، “المعلومات الواردة من ماغدبورغ تثير أسوأ المخاوف. كل التعاطف مع الضحايا وأحبائهم، نحن إلى جانبهم وإلى جانب سكان ماغدبورغ. أشكر فرق الإنقاذ العاملة”.
ومن المتوقع أن يزور شولتز مكان الحادثة اليوم السبت مع وزيرة الداخلية نانسي فيزر. ومع انتشار أنباء الهجوم انتقد إيلون ماسك الملياردير المقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، شولتز، ودعاه إلى الاستقالة.
ودعت وزيرة الداخلية الألمانية فيزر أخيراً المواطنين إلى توخي اليقظة في أسواق عيد الميلاد، على رغم أنها قالت إن السلطات ليست على علم بأي تهديدات محددة.
وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية إن مرتكب الهجوم قاد السيارة لمسافة 400 متر عبر سوق عيد الميلاد.
ووفقاً لوسائل الإعلام في ألمانيا فإن سيارة دهست زواراً كانوا موجودين في سوق لهدايا عيد الميلاد الواقعة داخل مدينة ماغدبورغ في ولاية ساكسونيا.
ونقلت مجلة “دير شبيغل” عن مصادر أمنية أن سيارة سوداء من طراز “بي أم دبليو” اصطدمت بحشد بسرعة عالية بعيد الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (18:00 توقيت غرينتش) عندما كانت السوق مليئة بالزوار.
وبدوره دعا مدير سوق عيد الميلاد المتسوقين إلى سرعة مغادرة وسط المدينة، فيما جرى إغلاق السوق. وبحسب الشرطة الألمانية، فإنه جرى اتخاذ “إجراءات عملياتية واسعة النطاق” في موقع الحادثة.
ووصف المتحدث باسم الحكومة في ولاية ساكسونيا ماتياس شوبيه الحادثة بأنها “هجوم على الأرجح”. وأكد المتحدث باسم مدينة ماغدبورغ مارسيل ريف المعلومة نفسها.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن شهود عيان قولهم إن سوق عيد الميلاد تعج حالياً بسيارات الإسعاف والمسعفين، إضافة إلى مركبات الطوارئ.
وتقع سوق عيد الميلاد داخل منطقة السوق القديمة وسط مدينة ماغدبورغ قرب نهر إلبه. ويوجد مركز تسوق كبير قرب سوق عيد الميلاد.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة السعودية حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ في ألمانيا ونتج منه وفاة وإصابة عدد من الأشخاص. وأكدت السعودية موقفها في نبذ العنف معبرة عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا.
يذكر أن ماغدبورغ هي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 237 ألف نسمة، وتقع على بعد نحو 150 كلم غرب برلين.
وتعيد الحادثة إلى الأذهان واقعة مشابهة وقعت في ديسمبر (كانون الأول) 2016، حين استهدف مهاجم سوق عيد الميلاد في برلين بشاحنة، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، فيما توفيت الضحية الـ13 نتيجة الدهس خلال عام 2021.
وأصيب أكثر من 70 شخصاً في الحادثة نفسها. وفر القاتل إلى إيطاليا، حيث قتلته الشرطة بالرصاص.