.
أثنت أسيرة إسرائيلية مفرج عنها من قطاع غزة على حسن المعاملة التي تلقتها من حراسها من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدة أنهم كانوا مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل حمايتها وأبنائها الثلاثة من القصف الإسرائيلي.
وقالت الأسيرة تشين ألموغ غولدشتاين -في حوار لها هي وابنتها أغام مع قناة إسرائيلية- إن “الحراس الذين أسرونا (في غزة) كانوا يحموننا بأجسادهم من القصف.. لقد كانوا يحموننا من نيران الجيش، وكنا مهمين جدا لهم”.
وأضافت “عندما كنا نسألهم عما إذا كانوا سيقتلوننا، كان ردهم: نموت نحن قبل أن تموتوا”.
وأشارت إلى أن الحراس “كانوا قريبين جدا منا، ولم نبق لأي لحظة وحدنا.. لذلك كنت أخاف أن يأتي الجيش في أي لحظة لمحاولة إنقاذنا.. كنت أخشى ذلك”.
وفي ردها على سؤال عن كيفية قضاء الوقت خلال مدة الاحتجاز، قالت “كنت ألعب مع أبنائي.. وابنتي أغام كانت تمارس الرياضة طوال الوقت.. حتى أن أحد الحراس قام بمبارزة الأيدي معي، لكنه وضع منشفة قبل ذلك على يده”.
وعندما سألها المذيع لماذا المنشفة؟ أجابت بالقول: “لقد كانوا يحترمون المرأة.. المرأة بالنسبة لهم مقدسة ولا يجوز لمسها.. المرأة بالنسبة لهم ملكة”.
كما تحدثت الأسيرة عن ابنيها الصغيرين قائلة “كانوا يلعبون ويرسمون، حتى أن حراسنا علموهم بعض الألعاب بلعبة الورق (الشدة)”.
يشار إلى أن حركة حماس وباقي فصائل المقاومة كانت قد أفرجت عن نحو 50 أسيرا إسرائيليا من النساء والقاصرين، مقابل الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا بسجون الاحتلال خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بموجب اتفاق هدنة إنسانية. وأعلنت الحركة مرارا مقتل عدد من الأسرى المحتجزين لديها بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف والعشوائي على أنحاء القطاع.
وكذلك صرح أسير إسرائيلي مفرج عنه بأنه لم يكن يشعر بالخوف من القتل على يد أفراد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل كان يتخوف من أن يلقى حتفه في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وجاء هذا التصريح خلال تسريبات لتسجيلات صوتية للقاء أسرى إسرائيليين مفرج عنهم وبعض من ذويهم برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد إطلاق سراحهم في عملية تبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك بعد “هدنة إنسانية” أُعلنت يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أدت إلى الإفراج عن 81 أسيرا إسرائيليا و240 أسيرا فلسطينيا، حسبما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية.
وبحسب تلك التسجيلات، أشار موقع واي نت، أحد أشهر المواقع الإخبارية في إسرائيل، إلى أن أقارب المفرج عنهم عبّروا عن غضبهم واستيائهم من نتنياهو بسبب الغارات الجوية على غزة، في ظل استمرار الفصائل الفلسطينية في احتجاز إسرائيليين في القطاع.
الخوف من إسرائيل وليس حماس:
ونقل الموقع عن أحد الأسرى، دون الكشف عن اسمه، قوله “كان كل يوم في الأسر صعبًا للغاية، كنا في الأنفاق وكنا نعيش في خوف من أن تكون إسرائيل، وليس حماس، هي التي ستقتلنا”.
وأشار إلى انتشار شائعات في الأوساط الشعبية الإسرائيلية تحدثت عن “قتل حماس الرهائن”، قائلا “قالوا إن حماس قتلتنا”.
وخلال محادثته مع نتنياهو، أشار الأسير المفرج عنه إلى ضرورة تنفيذ صفقات تبادل الأسرى في أسرع وقت ممكن، وعودة الجميع إلى منازلهم.
وفي السياق ذاته، أوضحت أسيرة أخرى مفرج عنها أن مروحية إسرائيلية أطلقت النار على مدنيين إسرائيليين.
هذا التصريح يأتي ضمن التسجيل الصوتي المسرب الذي نُشر على موقع “سي إن إن” الأميركي، والذي تم نشره الأربعاء الماضي تحت عنوان “التسجيل الصوتي المسرب لاجتماع ساخن يكشف غضب الرهائن من نتنياهو”.
وفي الفقرة الرابعة من التقرير، ذُكرت العبارة التالية “سمعت امرأة تم الإفراج عنها مع أطفالها دون زوجها وهي تقول: كان إحساسنا هناك بأنه لم يقم أحد بفعل أي شيء من أجلنا. وفي الواقع، تعرض المكان الذي كنا نختبئ فيه للقصف، وكان يجب علينا الهروب إلى الخارج، وقد أصبنا بجروح، بالإضافة إلى ذلك، فقد أطلقت المروحيات النار علينا في الطريق إلى غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول الماضي)”.
الجزيرة